عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 22-08-2003
yaweeka yaweeka غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
الإقامة: USA
المشاركات: 3,170
yaweeka is on a distinguished road
الأمة المصرية ليست العربية

طاهر مرزوق





تحدث السيد أبراهيم الدسوقى فى مقالة له بموقع إيلاف بعنوان "ونرد كمان وكمان الارض بتتكلم عربى بفضل مصرالعربية" وأحب أن أقف لحظة أعود فيها بالقارئ إلى التاريخ الحقيقى وأقول للسيد أبراهيم الدسوقى بأن الأرض بتتكلم عربى بفضل الأستعمار العربى الغازى الذى بفضل سماحته وحلاوة اللغة العربية وقبول السكان لها بسرعة الضوء وهى بعض المقولات التى يحلو للكثيرين ترديدها لأنها ترضى الكبرياء العربى الغازى وتظهره بمظهر الأستعمار التى نزلت ناره برداً وسلاماً على شعوب البلاد التى أحتلوها بفضل سيوف الغزاة سواء كانوا ملائكة أو شياطين، كل هذا لن يغير من الواقع التاريخى شيئاً إلا أن قول الحق والصدق واجب على الإنسان الحر. المغالطات كثيرة فى مقالة الدسوقى ومنها الدينية والسياسية التى أصبحت الآن واضحة لكل أنسان فمثلاً لم تعد ثورة يوليو بتلك البساطة التى يشرحها ويمتدحها الذين يهللون لها، إن خفاياها السيئة واضحة للعيان وقد خاض فيها دارسين وباحثين مما يجعلنا نترك لهم المجال لتعرية الحقبة الناصرية ما لها وما عليها.

إن من أسباب التخلف والجهل الذى يعيشه العرب هو الرضى والتسليم الكامل بما يقال لهم من خرافات عن الجن والشياطين ووجود الأعداء لهم فى كل شبر على هذه الأرض ويختبئون لهم خلف الأشجار والحجارة، تلك العقلية الدينية رسخت ضرورة التعامل مع بقية البشر على أساس جنسيتهم وديانته ولا يجب أن يكون هناك إنسان يختلف معهم لأن كل من يختلف مع العربى هو عدو لدود وشخص حقود يتآمر على العروبة درة الله فى أرضه، لذلك نجد عقلية السيد الدسوقى تعيش فى ظلام العنصرية العربية التى زرعت فى عقول البشر خانة الديانة فى تعاملاتها مع بقية البشر لذلك نجده يقول ( احسان طرابلسي الذي لااعرف له جنسية أو ديانة ) إذن نحن أمام فكر متخلف يؤمن بالعنصرية البغيضة التى تحرك مشاعر وأفكار البشر طبقاً للدين الذين ينتمون إليه، ذلك الفكر الذى يجعل عقل الإنسان مبرمجاً وفق البرنامج الدينى الذى يقسم البشر إلى بشر مؤمنين أفاضل يستحقون الأحترام وبشر كافرين يستحقون اللعنة والكراهية والأزدراء بكل ما يقولونه من أفكار لا تستحق الوقوف أمامها أو لا تستحق التصديق، لذلك كان السيد ابراهيم الدسوقى فى مسيس الحاجة إلى معرفة ديانة ذلك الطرابلسى حتى يصب عليه جام غضبه سواء كان من الكافرين أصلاً أو كان من المرتدين الذين يخالفونه فى فكره العروبى.

ويستغرق السيد الدسوقى فى الأساءة غير المقبولة بأسلوب العنجهية العربية حيث يقول ( حتى إسمك وللعلم عند العرب عندما ينسب الانسان لبلد لايعني ان له أهل أو عشيرة أو حتى عائلة فمن أنت بربك وماهي كنيتك ) فالأستاذ الدسوقى أتهم إحسان الطرابلسى بأنه ليس له أهل أو عشيرة وهو نفس الاتهام الذى ينطبق عليه أيضاً لو أننا تعاملنا معه بنفس القياس حيث أن لفظة الدسوقى يعلم جميع المصريين أنها مأخوذة من أسم بلدة دسوق ولذلك يمكننا أن نقول أن الدسوقى مثل الطرابلسى يعنى فى الهوا سوا، لكن هناك فرق كبير بين المصريين الذين يستخدمون أسماء بلادهم الذين يعيشون فيها لإظهار مقدار إنتماءهم الكبير لتلك الأرض الغالية وبين ما قاله السيد الدسوقى عن العرب الذين يعتبرون ذلك عاراً، نعم هناك فرق بين المصرى الذى يفتخر بوطنه وبهويته الحقيقية وبين من يخجل من وطنيته ويجعل من عروبته الهوية التى يدافع عنها دفاع الجوارح عن جثة عفنة، جثة العروبة التى يصرخ ويتشنج لها أولياء العروبة. إن من مميزات المصريين العرب الذى ينتمى إليهم السيد الدسوقى أنهم يعتقدون بأن بلادهم تعيش بلا مشاكل وبلا مواطنين يعانون من أرتفاع الأسعار وأرتفاع تكاليف المعيشة ويعانون من سوء التخطيط ومن سوء الخطط الحكومية التى يستفيد منها طبقة المستغلين الذين يفهمون جيداً عقدة الجنسية والديانة فى عقلية المواطنين والتى يستغلونها بذكاء شيطانى فى الوصول إلى الثراء الفاحش والمتاجرة بالمصريين الغلابة، هناك أيضاً طبقة الصحفيين العرب ومنهم السيد الدسوقى الذين يشعرون بالأنبساط عندما يخفون تلك الحقائق وينشرون مقالات وتحقيقات صحفية مليئة بالنفاق والأكاذيب التى لا ترضى عدو ولا حبيب. إن الشعور بالمسئولية الوطنية لكل مواطن تجاه وطنه ينقص الكثيرين نتيجة تعطشهم للعروبة التى فيها أكسير الحياة، لأن هوس العروبة يسيطر على عقليات بشر تم تزييف هويتهم الأصلية وأصبحوا يعيشون فى أوهام العربان وتقهقروا إلى الوراء يبحثون عن حلاوة التخلف والدكتاتورية السلطانية.

يقول السيد أبراهيم الدسوقى فى مقاله: ( لان العروبة في نظرنا نحن تعني إنتماء للإسلام ولرسوله الكريم وللأرض العربية حقيقة وليس تشدقا او تطاولا عبيطا مثلما تمارس بعض الأحزاب الوحدوية ).فى نظرك أنت يا سيد دسوقى ومن يتفقون معك فى تلك الأفكار الدينية العنصرية التى تستميتون فى سبيل نشرها وإيهام القراء بها، لأنها أفكار تذكرنا بالعصور الظلامية، لكن فى نظر كل إنسان الأنتماء الحقيقى هو الأنتماء إلى مصر وإلى أرضها وشعبها والنظر إلى مشاكلها للنهوض بأمنا الحقيقية مصر وأمتنا المصرية، الإنسان المصرى الحقيقى لا ينظر إلى الآخرين بأستعلاء مريض ويسألهم عن جنسيتهم أو عن ديانتهم، بل المصرى الأصيل ينظر إلى الإنسان ذاته ويحترمه على ما هو عليه دون ربط أنتماءه بالأديان أو العروق والجنسيات، ليت العرب يستيقظون من غيبوبتهم المرضية التى يصرون فيها على خلط الدين بأحاديثهم وأفكارهم سواء بالحق أو بالباطل

من المغالطات التى يقولها الدسوقى أن مصر الرسمية هى مصر الشعبية وهذا أكبر خطأ فى حق الشعب المصرى الأصيل الذى يريد أن يعيش بهويته الحقيقية ليتقدم فى ركب الحضارة بعيداً عن الهوس الدينى الذى خلق من بنى مصر هواة لفكر سيد قطب وغيره من فكر العنصرية الدينية التى تضع الحواجز بين أبناء الأمة المصرية تحت ظلال الدين وتضع الفكر الأرهابى فى عقول الأطفال والشباب، لماذا إذن يتهرب الجميع من مصارحة أنفسهم والأعتراف بالأخطاء التى نتجت من تساهل السلطات الحاكمة ومشاركتها لتلك الأفكار المتطرفة ومساعدتها بالمال والعتاد وشغل المناصب التى تيح لهم نشر فكرهم التخريبى ؟

وكما هو واضح مقدار التخبط الفكرى فى مقالة السيد الدسوقى فإنه يستمر فى دفاعه عن فكر سيد قطب وعبد الناصر ويدخل فى معمعة المكفرين ليقول بأن ابن المقفع كان مرتداً برأى فقهاء وعلماء الدين، إن عصرنا هذا يرفض عقلية التكفيريين التى تنتهك نعمة الحرية التى وهبها لنا الخالق العظيم.

يذكر السيد ابراهيم الدسوقى فى مقاله ( ثم تقول إن هناك مفكرين مصريين تحدثوا عن ان القومية العربية مستحدثه على الشارع المصري فهذا قول يحتاج إلى دليل وخاصة ان من أستشهدت بهم شهاداتهم مجروحة فهل يستشهد أحد بقول سعد الدين ابراهيم الذي أثبتت التحقيقات أنه تعامل مع جامعة حيفا وقام بعمل دراسات لها اشبه بعمل الجاسوسية ولولا الضغط الامريكي على مصر للبث في سجنه إلى يوم يبعثون جزاء خيانته ) بالطبع هذا هذا تجريح سافر لمفكر مصرى أصيل مهما أختلفنا مع أفكاره، فإن كنت يا سيد دسوقى تختلف مع الدكتور سعد الدين أبراهيم فى أن القومية العربية مستحدثة على الشارع المصرى فلك كامل الحرية فى رفض كلامه ولكن ليس من حقك أن تستشهد بالتحقيقات المصرية والتى تعرفها ويعرفها كل مصرى أنها تحقيقات سياسية مزورة، فالخائن هو من يتهم مواطن مثله بتهم باطلة مثل الخيانة والجاسوسية لا لشئ إلا لأن الدكتور سعد الدين أبراهيم يدافع عن حقوق الإنسان ويقوم بدراسات واقعية لا يرضى عنها النظام المصرى الحاكم، لكنك يا سيد دسوقى أعتبرت نفسك الحاكم بأمر الله وأصدرت حكمك وبغضك على الدكتور سعد الدين ابراهيم جزاء على خيانته كما تقول.

إن الكاتب إحسان الطرابلسى كان مخلصاً أكثر من المصريين لأنه وجد فى نفسه الشجاعة ليسرد لنا الأوضاع الفاسدة فى الأمة المصرية العظيمة خاصة وأن الشعب المصرى نايم فى العسل، عسل العروبة والقومية والوحدوية والعنترية والصدامية والمباركية والأسدية.....
الرد مع إقتباس