[net_man]

أثار حديث الرئيس السابق حسنى مبارك الذى أجراه عصر الاحد وأذاعته قناة العربية كثيرًا من التساؤلات لدى خبراء الإعلام أهمها اختيار مبارك لهذا التوقيت لتوضيح موقفه بعد صمت دام لمدة شهرين إضافة إلى اختيار لمحطة سعودية للحديث من خلالها الأمر الذى يؤكد على وجود ضغوط سعودية من أجل إعفاء مبارك وعائلته من المحاكمة مهددين في ذلك بقطع العلاقات بين مصر والسعودية حسبما أكدت آراء بعض خبراء الإعلام.

الإعلامى حسين عبد الغنى قال: اختيار مبارك لقناة العربية جاء تأكيداً على علاقة الصداقة التى تجمع بينه وبين السعودية، التى تقوم بمحاولات ضاغطة من أجل إعفاء مبارك من المحاكمة مهددة في ذلك بإحداث انهيار في العلاقات الاقتصادية المصرية السعودية، وطرد العمالة المصرية من هناك حسبما يتردد الآن.

وأشار عبد الغنى إلى التسهيلات التى كانت تتاح دوماً لقناة العربية ملمحا أنها خير دليل على علاقة الصداقة التى تجمع بين السعودية ومصر فلم نسمع يوماً عن تحطيم معدات التصوير الخاصة بهم أو منعهم من دخول القصر الجمهورى فى ظل أن هناك قنوات أخرى مثل الجزيرة والتى عملت مديراً لمكتبها في القاهرة على مدار 13 عاماً كانت تعانى من الإجراءات القمعية والتعسف إضافة إلى عرقلة تصاريح التصوير في أية أحداث تخص الشأن المصري بحجة أننا قناة معادية ونقوم بتهييج الأوضاع في الشرق الأوسط.

وأضاف عبد الغنى: أتمنى من السعودية أن تنحى صداقاتها بالرئيس السابق جانباً، وأن تنظر إلى علاقاتها بالشعب المصري لأن الحكام والأنظمة السياسية زائلة.
عبد الغنى علق كلمة مبارك من الناحية الإعلامية قائلا: جاءت كلمة الرئيس مستفزة وحمقاء، فهذا الرجل الذى قتل 800 شاب من خيرة شباب مصر بعد أن أعطى أوامره لحبيب العادلى وزير الداخلية السابق بقتل المتظاهرين في ميدان التحرير لم يشعر بالذنب لحظة واحدة ولم يخرج ليقول كلمة اعتذار واحدة لشعبه..فما كل هذا الجبروت".

أما الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة فأكد أن اختيار مبارك لقناة العربية يطرح كثيرا من التساؤلات أهمها هل طلب مبارك مخاطبة الرأى العام من خلال وسائل الإعلام المصرية وقوبل ذلك بالرفض من قبلهم، وما هى دواعى هذه المداخلة في هذا الوقت تحديداً، ومن الذى سعى إلى إجراء هذه المكالمة المسجلة مكتب القناة أم مبارك نفسه هو الذى طلب منهم ذلك فلابد أن يوضع ذلك في الحسبان خاصة وأن مكالمة مبارك تمثل خطرا وتهديدا كبيرا على مكاسب الثورة بعد صمته على مدار شهرين ليأتى في النهاية ليختار منبرا إعلاميا يهدد الشعب المصري ويثير قلقه ومخاوفه.

عن اختيار مبارك للعربية التى تؤكد وجود علاقات بين السعودية والرئيس السابق تقوم بضغوط من أجل إعفائه من المحاكمة قال صفوت العالم: لاأريد أن ألقي بالاتهامات على أحد بعينه حتى تتضح لنا الرؤية في الأيام المقبلة ولكن قد يكون ذلك صحيحاً حيث إن أى قناة كانت من الممكن أن تستفيد من هذا السبق الإعلامى.

أما ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامى فأكد أن مكالمة مبارك كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى اللعب على أوتار وعواطف الشعب المصري ليقطع خطاً رادعاً على الاتهامات التى أحاطت به وبعائلته مؤكداً على نزاهة ذمته المالية وقال: مكالمة مبارك لقناة العربية تؤكد على التكهنات التى ظهرت حول وجود رغبة سعودية وإماراتية بعدم محاكمته، فخلال الفترة الماضية كانت هناك أخبار لم تثبت صحتها عن تلقي مبارك للعلاج في مدينة تبوك السعودية فإذا كانت هذه الأخبار صحيحة أو غير صحيحة فهى تدل على أن الإطار الإقليمى للرئيس السابق أفضل بكثير من إطاره الوطنى وهذا ناتجاً عن سياسته الخارجية التى كانت تعمل على خدمة القوى الإقليمية أكثر من خدمتها للمصالح الوطنية المصرية وهذا الأمر كان من العيوب التى برزت في حكمه والأمثلة كثيرة مثل علاقته مع اسرائيل على حساب الأوضاع في فلسطين وأيضاً تصديره الغاز إليهم إضافة إلى علاقته مع بعض الدول العربية التى كانت تسىء معاملة المصريين.

ويرى عبد العزيز أن هناك أطرافا إقليمية يهمها أولاً أن تساعد مبارك، مع العمل على إجهاض الثورة، وتحول دون تعرضها للرئيس السابق وعائلته وذلك من أجل إعطاء فرصة لفلول الثورة المضادة، ومن جانب آخر فإن اختيار مبارك للحديث على العربية يؤكد عدم وجود وسيلة إعلامية مصرية يمكن أن تتحمل هذه المخاطرة وتأكد مبارك التام على أن القنوات المصرية قامت بالتجريح فيه وإهانته وبالتالى يستحيل أن يقع اختياره على إحداها لتوضيح موقفه من خلالها.