عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 02-05-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a
http://www.elakhbar.org.eg/issues/16857/0501.html



نظرة إلي المستقبل
العلاقة بين إرهاب سيناء وفتنة الإسكندرية؟

بقلم :
سمير غريب

sgharib@internetegypt.com


مرة أخري، ونرجو أن تكون الأخيرة، يضرب إرهابيون في سيناء.
يأتي ذلك بعد أن ضرب متطرف جمهورا في ثلاث كنائس في الإسكندرية، اشتعلت بعده أحداث عنف طائفية..فهل هناك علاقة بين أحداث الإسكندرية وسيناء؟..نعم، هناك رغم بعد المسافة. فما هي؟
الواقع الذي يعيش فيه التطرف والإرهاب هو العلاقة..واقع متخلف، ينتشر فيه الجهل والتعصب والفقر، ينبت متطرفين وإرهابيين يضربون هنا وهناك..وسوف يضربون إلي أن يتغير المنبت. أي الواقع.
هذا الواقع الذي وصل إلي حد أن يسعي إنسان ليقتل نفسه عمدا!!
كوارث الفتنة الطائفية والإرهاب ليست جديدة. لدينا عشرات السنين نعاني منها. استهلكنا خلالها أطنانا من الورق في كتابة مقالات ودراسات وأبحاث وكتب وجلسات لندوات ومؤتمرات واجتماعات. ولم نقض علي الفتنة ولا انتهينا من الإرهاب. لأننا لم ننفذ علي مدي هذه السنين الحلول المفترحة أو التوصيات والنصائح والقرارات التي يمكن أن تقضي وتنهي. وعلي أحسن تقدير لم ننفذ ما يكفي من كل ذلك..خذ عندك موضوع الإرهاب في سيناء تحديدا، فقد اجمع الخبراء تقريبا علي التوصيات الآتية:
* الاهتمام أولا بالتنمية الشاملة لمحافظتي سيناء.
* عدم اقتصار المواجهة علي الأمن، ومراعاة البعد الإنساني في علاقة الأمن بالأهالي.
* مشاركة الأهالي في تغيير واقعهم إلي الأفضل ومن ذلك مشاركتهم في القضاء علي الإرهاب.
* نشر الخدمات المتنوعة والمتكاملة في كل التجمعات السكانية والارتقاء بمستواها. وبما ينعكس ايجابيا علي وعي السكان وثقافتهم.
* الارتقاء بمستويات ارتباط سكان سيناء بباقي أنحاء مصر. وتغذية الشعور بالانتماء الوطني.
* اتاحة الفرصة للأحزاب والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني للمشاركة في تحقيق الحلول السابقة.
هذا فيما يتعلق بالإرهاب في سيناء، والتي يمكن تجميع الحلول بشأنها في محورين رئيسيين: التنمية الشاملة، والمشاركة الشعبية.
عندما نضيف علي الحلول السابقة بضعة حلول أخري أعم ونطبقها علي مستوي الوطن كله نتمكن أيضا من القضاء علي الإرهاب والتطرف الديني في مصر كلها. من هذه الحلول: القضاء علي الفساد والبطالة، الإصلاح السياسي ومنه الدستور وتعميق الممارسة الديموقراطية وإزالة حالات الاحتقان السياسي وتقوية الحياة الحزبية ومنحها مزيدا من الحرية، الارتقاء بمستويات التعليم المتنوعة، الارتقاء بالمستويات الثقافية والفكر الديني ومنع مظاهر التعصب كلها مع نشر وتفعيل قيم التسامح، تطبيق القانون وتنفيذ الأحكام.
وهي حلول تستهدف تغيير الواقع إلي الأفضل، وتقوية مصر شعبا ودولة، داخليا وخارجيا. وهذا ما لا تختلف عليه الحكومة وباقي المجتمع. طالما تتحسن ظروف حياة الإنسان وتكوينه الثقافي يتحسن سلوكه بالتالي. هذا علم وليس اختراعا أو اجتهادا. فلماذا لا ننفذ ما يقضي به العلم؟
ولماذا لا نتعلم من دروس التاريخ؟ تاريخنا علي الأقل، البعيد منه والقريب.
يقول التاريخ أن التعصب الديني يقوي في فترات ضعف الدول، والعكس بالعكس. راجع تاريخ الدولة الأموية والدولة العباسية في مجدهما فلا تقرأ عن نعرات ضد مسيحيين أو يهود. بل كان من بينهم وزراء وأطباء لبعض من الملوك المسلمين. وكان منهم العلماء والفلاسفة والفنانون والأدباء. وقد احترمت الدولة العباسية الأيقونات المسيحية، وأتاحت للفنانين المسيحيين حرية التعبير والتأليف. مثلما أتاحت لأبي قرة أسقف حران تأليف كتاب 'ميمر في إكرام الأيقونات'. ولم تحرم الدولة الأموية أو العباسية التصوير أو النحت، ولم يفرض فيهما الحجاب أو النقاب. ومن المثير للاعجاب أن نعرف أن ورشا فنية مسيحية في الدولة العباسية كانت تصنع الايقونات للمسيحيين والاصطرلابات للمسلمين.
مما لا شك فيه ان هذه الاستنارة والتسامح الديني كانا من أهم عناصر قوة الدولة. مثلما كان الانغلاق والتعصب الديني من عناصر ضعفها والقضاء عليها.
عرفت مصر اسوأ فترات العلاقة بين مسلميها ومسيحييها في عصري المماليك، وبخاصة عصرهم الثاني حيث تنازع امراء المماليك في أنحاء مصر، وساد الفقر والجهل وانتشر المرض. في هذا الجو أوقع المماليك الغبن علي الأقباط، وسيطرت نعرات التعصب الديني الطائفي. وقد أنهي محمد علي باشا هذا العصر، وفتح عهدا جديدا مضيئا بين المسلمين والمسيحيين. كيف؟ هناك واحد من الكتب السيئة التي لا تساعد علي تحقيق روح التسامح والوحدة الوطنية، اسمه 'موسوعة أقباط مصر' كتبه السيد عزت أندراوس. ومع ذلك يذكر عن محمد علي بالنص انه 'حقق ما لم يقدر علي تحقيقه الفرنسين للأقباط' و'تلاشت في عهده الفروق بين الأقباط والمسلمين'.
ويضيف أن محمد علي اسند إلي المعلم غالي المسيحي منصبا كبيرا وهو المباشر، الذي كان في مرتبة وزير المالية حاليا. كما تولي باسيليوس وهو ابن المعلم غالي منصب رئيس المحاسبة، وذلك بعد ان قتل إبراهيم باشا والده لرفضه فرض ضرائب علي النخيل. وأنعم محمد علي بالبكوية علي باسيليوس، وهو أول قبطي ينعم عليه بهذه الرتبة..كما عين محمد علي عدة أقباط في منصب مأمور لعدة مراكز مصرية، وهو يساوي منصب محافظ حاليا. مثلما عين بطرس أغا مأمورا لبرديس، وأبوطاقية للشرقية.
وقد سمح محمد علي لأقباط مصر بالمشاركة في حملاته العسكرية الخارجية التي اختلطت فيها دماء الجنود المسلمين بالمسيحيين. والتي مازالت تختلط في جيشنا حتي اليوم. كما سمح لهم بحمل السلاح، وبحرية بناء الكنائس وممارسة الطقوس الدينية، واتخذ له مستشارين من الاقباط.
وبمثل هذه السياسة انشأ محمد علي دولة مصر الحديثة، وبدأ عصر نهضتها.
القضاء علي الفتنة الطائفية والإرهاب لازمان لمسيرة تقدم مصر المعاصرة. بقول آخر أن مصر لن تتقدم بدون تسامح ديني حقيقي عميق وسلام اجتماعي شامل يقوم علي العدل. الحلول معروفة كما قلت، لكن تنفيذ بعضها يحتاج إلي شجاعة القدرة علي التغيير. فالكلام عن تغيير الواقع سهل، أما عملية التغيير نفسها فهي من أصعب الأمور. إلا أن الأمر لم يعد يعطينا رفاهية الاختيار بين تغيير الواقع أو الاستمرار عليه. لأن ما نحن بصدده اليوم، كما كنا بالأمس، هو مستقبلنا ومستقبل أولادنا. وهذا ما لا أمل *بتشديد الميم* من التذكير به.
فيما يتعلق بتنمية سيناء، أقدر الأعباء الكبيرة التي تقع علي عاتق الدولة والحكومة وبخاصة المالية منها، وأقدر استراتيجية تنمية سيناء التي وضعتها الحكومة لتنفذ بين عامي 1994 و2017، وأقدر كل ما قامت به، وما قام به القطاع الخاص من مشروعات في سيناء منذ تحريرها وحتي اليوم. إلا أن اكتمال هذه المجهودات في حاجة إلي تلافي بضع ملاحظات مهمة تابعتها في التقارير والتحقيقات المنشورة عن تنمية سيناء ومشاكلها، مثل:
* التركيز الشديد علي المدن والمناطق السياحية.
* بطء العمل في تنفيذ كثير من المشروعات، وهناك مشروعات أخري كثيرة لم يبدأ العمل فيها.
* قصور في توفير الخدمات، وفي تشغيل أبناء سيناء.
باختصار، نحن في حاجة ملحة إلي علاج جذور المشاكل، وعدم الاكتفاء بترميم سطحها الظاهر. هناك جذور للتعصب الديني وللإرهاب موجودة في المجتمع. هناك بيئة حاضنة لهما. بل هناك من بين من يطلقون عليهم صفة المثقفين من يشجعون التطرف والتعصب. بكلامهم أو بسلوكهم. هذه حقيقة واضحة فالصراحة مفيدة، وكما يقول المثل العامي 'اللي أوله شرط آخره نور'..لذا فالتحدي جبار علي الجميع، شعبا وحكومة.. والله المستعان.





آخر كلام
لم أكن أعلم أن مأساة مودعي شركات توظيف الأموال لم تنته بعد، حتي جاءتني الاستغاثة التالية من السيد/ سيف الدين عوني:
رجاء إنساني يستجدي فيكم ان تساعدوا هؤلاء المنكوبين في وضع مشكلتهم في بؤرة اهتمامات الحكومة النشطة جدا في حل العديد من المشكلات. فقد كان المودعون يترقبون شهر مارس 2005 بفرح لأن حكومة الدكتور عاطف عبيد كانت وعدتهم بصرف باقي مستحقاتهم في هذا التاريخ. ولم يحدث. وأمرت حكومة الدكتور نظيف بصرف نسبة مما وعدت به حكومة الدكتور عبيد فهل نأمل في عطف الحكومة وصرف باقي المستحقات؟ مع ملاحظة ان تحقيق هذا الحلم يستلزم توفير مبلغ ستين مليون جنيه فقط كما أعلن السيد المستشار جابر ريحان.
من جانبي فأنا أثق ان الاستاذ الدكتور أحمد نظيف يسعي جاهدا من أجل احقاق الحق ومساعدة الناس، وبخاصة المحتاجون والمظلومون منهم.



الرد مع إقتباس