عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 02-05-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a
والدليل الملموس على انتصار الليبرالية وتقدمها،

بقلم الدكتور شاكر النابلسي

إن النصر المزعوم لقوى الظلم والظلام والارهاب الذي يتحدث عنه الزرقاوي والظواهري وابن لادن، وإعلام "الحملات الهلالية" التي يقودها الارهابيون الآن، والتي أوقعت في صفوف المسلمين من القتلى الأبرياء، أكثر مما أوقعته "الحملات الصليبية"، في نهاية القرن الحادي عشر وبداية القرن الثاني عشر، لا يتجلّى ولا يظهر إلا من خلال هذه الأعمال الوحشية الدموية اليومية، التي يقوم بها هؤلاء الارهابيون، ومن خلال هذه الأشرطة الصوتية والصورية التي تُسجِّل لعصر الظلام العربي والإسلامي، وتؤرِّخ له، ونأمل أن يكون آخر عصور الديجور.
فهذه بضاعتهم، وتلك بضاعتنا.


-
إن لم يكن هناك من دليل ملموس على تقدم الليبراليين في العالم العربي خلال الفترة السابقة، واكتسابهم لمزيد من المواقع والمنابر والأصوات، وضحدهم لفلول الأصوليين الارهابيين في كل مكان من الشرق الأوسط، غير ما يتعرّض له الليبراليون هذه الأيام، من هجوم إعلامي كاسح من قبل الجماعات الأصولية الارهابية، ومن قبل الإعلام الأصولي الارهابي الذي يروّج لهذا الخطاب.
فقبل شهر تلقى أكثر من ثلاثين مفكراً وباحثاً ورجل دين وناشطاً سياسياً ليبرالياً من جماعة ارهابية انذاراً مدته ثلاثة أيام، يُقتلوا بعدها، إذ لم يكفوا عن الكتابة ومخاطبة الرأي العام العربي ومؤازرة الأقليات العربية والوقوف الى جانبها. وقد تحديناهم ورفضنا انذارهم، وقلنا لهم على الملأ: خسئتم، فنحن نتحداكم، ولن نسكت، ولن نستسلم.
وما زلنا نتلقى كل يوم عشرات الرسائل الظلامية من خفافيش الكهوف من هذا القبيل. ولكن الليبراليين أقوى من أن تهزمهم قوى الظلام، وبقايا عظام القبور.
وهذا دليل إفلاس الأصولية الدينية الارهابية في أن تواجه الحُجة بالُحجة، والخطاب بالخطاب، والحوار بالحوار، والكلمة بالكلمة، ولكنها تواجه – من شدة إفلاسها - الكلمة بالسيف، والوعد بالوعيد، والخطاب بالعقاب، والحياة بالموت.
-2-
والدليل الثاني الملموس لانتصار الليبرالية، هو عندما خرج لنا الزرقاوي بالأمس من مخبئه، على هيئة (رامبو الأمريكي) وخطب علينا خطبة عنترية مصوّرة، وهو يستعرض عضلاته ولا يُعمل عقله، ذكرتنا من بعيد بخطب السفاح الحجّاج بن يوسف الثقفي، الذي لم يكن يرى غير رؤوس قد أينعت، وحان قطافها. وذكرتنا من قريب بخطب الكاذب الأكبر محمد الصحّاف وزير إعلام العهد العراقي البائد، الذي كان يقف إلى آخر لحظة من "سقوط هُبل الأعظم"، ويقول إن قوات التحالف تنتحر على أسوار بغداد، وأن علوج الروم ينهزمون أمام أشاوس صدام، وكان هُبل في هذه اللحظة قد سقط وانهار، وضُرب في ساحة الفردوس بالنعال العراقية، فجر التاسع من نيسان المجيد 2003.
فوقف الزرقاوي بالأمس، وقال قول الصحّاف في العلوج، وهدد الشيعة (الرافضة) والكورد (العَلْمانيين) والسُنَّة (المرتدين) بالموت والحبور وقطع السيّور. وهو دليل على الإفلاس، وقرب الهزيمة المنكرة لفلول الأصولية الدينية الارهابية المسلحة.
وما كان الزرقاوي ليظهر على الفضائيات بهذه العضلات المفتولة كقاطع طريق، لو كان النصر حليفه، وفلول الغُربان تتقدم.
فأين كان طيلة كل هذه السنوات الثلاث الماضية؟
ومؤشر هذه الهزيمة، هو مؤشر لنصر الليبرالية التي لها المستقبل، وللأصولية الدينية الارهابية ماضي العظام، وحاضر السخام.
-3-
والدليل الثالث الملموس على انتصار الليبرالية وتقدمها، ما قاله بالأمس أيمن الظواهري في شريط جديد، وترديداً لما قاله الزرقاوي، من أن عراق الظلام قد انتصر، وأن قوى النور العراقية تنهزم. وهي أنّات وزفرات الاحتضار الأخيرة، يطلقها الظواهري، وهو يرى الهزيمة تلوح بالأفق كشمس أغسطس الحارقة. ونلاحظ هنا، كيف خرجت الغُربان من أوكارها تتابعاً ( الزرقاوي، ثم الظواهري، ثم القحطاني، ثم الطوطم الأعظم ابن لادن) تزعق، وتهدد، وتتوعد، حين رأت برهان الحقيقة - وهي قلما ترى – بأن هزيمتها باتت مؤكدة، وخسارتها واقعة لا ريب فيها، وأنها خسرت رهان كل قوى الظلم والظلام في العالم العربي، من اليمين واليسار.
-4-
والدليل الرابع على انتصار الليبرالية وتقدمها، تلك الدعوة المفلسة التي أطلقها محمد القحطاني المعروف باسم "أبو ناصر القحطاني"، الذي فرّ في يوليو 2005 من سجن "بغرام" الأميركي بأفغانستان، لقُدامى الارهابيين (الإرهابيون الاحتياطيون) إلى الالتحاق بالإرهابيين النظاميين، لإخراج الأمريكيين من أفغانستان. فإذا كان للأمريكيين أن يخرجوا من أفغانستان فإن الشعب الأفغاني والحكومة الأفغانية هي التي تقرر خروج الأمريكيين من أفغانستان، وليست مجموعة من الغُربان الارهابيين.
فمتى تدعو الدول المحاربة جيشها الاحتياطي إلى الالتحاق بصفوف الجيش النظامي، إلا حين تشعر باحتمال الهزيمة وقربها؟
الرد مع إقتباس