عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 02-05-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a
5-
أما الدليل الخامس والأخير على انتصار الليبرالية الأكيد، فهو ما قاله ابن لادن (الطوطم الأعظم) في شريطه الأخير كذلك، من تهديد واضح بالقتل لليبراليين والعلمانيين في العالم العربي، وذكر بالاسم اثنين منهم، هما: غازي القصيبي وتركي الحمد، وحذَّر الغراب الأكبر والطوطم الأعظم، الذي علمهم السحر، من الاستماع أو متابعة أفكار المفكرين العرب الليبراليين الذين وصفهم بـ"المستهزئين بالدين". وما "القاعدة" وأنصارها ومريدوها غير تلك الجهة التي سخرت بالدين، وسرقت الدين، وزوّرت الدين، وشوّهت الدين، وحطّت من قدر الدين الإسلامي في عيون العالم، بما قامت به من جرائم بشعة ضد الإنسانية، وضد المسلمين الأبرياء الذين يقتلون كل يوم في العراق وفي أفغانستان والسعودية ومصر والأردن، ضحية الارهاب الأصولي الديني.
-6-
نعم، قوى الظلم والظلام تتقهقركل يوم، وقوى النور والتنوير تتقدم كل يوم، ولكن ببطء.
فانتشار الظلام أسرع دائماً من انتشار النور.
وكلما تقهقرت قوى الظلم والظلام ازدادت جرائمها، وأمعنت في عدوانها، حتى لا تغيب عن الساحة، ويلفها ظلامها وظُلمها.
ذلك أن قوى الظلام بتبنيها وارتكابها اليومي للأعمال الوحشية الإرهابية، والإعلان عن هذه الأعمال بوسائل الإعلام المختلفة، تنتشر أسرع من قوى النور، التي لا سلاح لها غير سلاح الكلمة، ولا سيف لها غير سيف الحوار، الذي يفتح العقول، ولا يشجّ الرؤوس.
فالليبراليون لا يحملون سلاحاً قاتلاً كما يحمل الارهابيون، ولا يهددون من يخالفهم الرأي بالذبح والسلخ والخطف، ولا يرتكبون جرائم بشعة كل يوم ، كما يرتكب الارهابيون، وليست لهم فضائيات جماهيرية غوغائية واسعة الانتشار، تردد أقوالهم، وتجنّد الصحافيين المختارين والمنتقين بعناية مسبقة من القرون الوسطى، للتعليق على هذه الخطابات، وإلصاق الألقاب الدينية التبجيلية والتقدسية بزعماء هذه العصابات، ووضعهم موضع الفقهاء والشيوخ والعلماء.. الخ.
والليبراليون يتعرضون يومياً لهجوم مُنظَّم من قراء غوغاء وأغبياء، لا يفقهون الألف من الياء، مدسوسون من قبل أجهزة المخابرات العربية والأحزاب الدينية والقومجية العربية، وليست لديهم من حجة وحوار رداً على مقالات الليبراليين وتنويرهم وأنوارهم الكاشفة العاشية لقوى الظلام، غير اتهامهم بالعمالة والعداء للدين. والليبراليون من هذا بُراء. فمنهم شيوخٌ أزهريون، ومنهم علماءُ دين ومتنوّريون، ومنهم مفكرون وفلاسفة تقدميون، ومنهم أكاديميون ضالعون.


Shakerfa@Comcast.net

نقلاً عن إيلاف


الرد مع إقتباس