عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 02-05-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a
http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=15047


دوافع الأحداث الطائفية في مصر

بقلم د. شريف دوس

هي نتيجة حتمية لمسلسل دفن الأحقاد والضغينة في قلوب المصريين، وسببها الأساسي السياسة العامة للدولة منذ ثورة ١٩٥٢ التي عملت علي إحباط وتكبيل مسيحيي مصر سواء بقصد أو غير قصد.


وهذه السياسة أظهرت خمس مظالم كبري علي الأقباط:
أولها المشكلة الكبري المستعصية، وهي صعوبة بناء الكنائس في مصر. ما هذا؟! وكيف نتمسك بقرار سلطاني عثماني بائد صادر سنة ١٨٥٦م ونستمر في تنفيذه حتي بعد إلغاء الدولة العثمانية في العالم كله. ما هذا؟!
في مصر مائة ألف جامع غير الزوايا ومساجد المصالح والعمارات، وثلاثة آلاف كنيسة قبطية أرثوذكسية. هل الأقباط ٣% من سكان مصر؟ إن هذه الكنائس تمثل المشاركة في التكافل الاجتماعي، فهي تضم وترعي الفقراء والمحتاجين والمدمنين والعاطلين وذوي المشاكل الاجتماعية وتنفق عليهم دون دعم من الدولة.


وثاني المظالم هو تضييق التعيين في المناصب العامة والحكومية والجامعية، وعدم وجود أي مسيحي في أنظمة الأمن السيادية. كذلك تدني نسبة مشاركة المسيحيين في البرلمان والمجالس النيابية والمحلية والشعبية إلي نسبة العدم في برلمان سنة ٢٠٠٥ م بعد أن وصلت نسبتهم بالانتخاب إلي ١٠% في برلمان سنة ١٩٤٢م.


وثالث المشاكل إزدراء قيم ومفاهيم الدين المسيحي ودوام الإدعاء بتحريف الكتاب المقدس علنا في الكتب والصحافة والإذاعة المسموعة والمرئية وكتب المدارس.


ورابع المظالم وجود نصوص تشريعية عقائدية منها الدينية وغير الدينية في الدستور والقوانين التي تحد من مواطنة غير المسلم في مصر.
وخامس المشاكل وهو انتشار المدارس والمعاهد والجامعات الأزهرية في جميع أنحاء مصر والتي تحوي في بعض مقرراتها نظرة متعصبة للدين المسيحي وتحبس التفكير المدني والعلماني مع وجود بعض الفتوي التي تحرم التحاور والتخالط مع غير المسلم.


هذه المظالم المستمرة طوال ستة عقود أدت إلي انسلاخ الأقباط ونشاطهم الاجتماعي والمدني إلي داخل الكنائس، وأدت إلي احساس بعض المسلمين المتعصبين لأن المسيحيين مواطنون من الفئة الثانية، ويجوز احتواؤهم وإذلالهم، وأدي كل هذا إلي شعور بعض المسيحيين، بأن أخاه المسلم كاد أن يصبح عدوا له.


ولكن هل يوجد بريق أمل ونور.. نعم.
الحل هو أن يقوم سيادة رئيس الجمهورية بدون خطوات متدرجة، عن طريق مؤسساته التنفيذية والتشريعية والقانونية بحذف أي تشريع أو قانون أو نظام تعليمي يحد من المواطنة الكاملة للمسيحيين أسوة بإخوانهم المسلمين، وشطب بند الديانة من الهوية القومية، لابد من احترام مفهوم المسيحي لعقيدته وتعاليمها بقدر حرص الدولة علي تأكيد تمسكها و احترامها للدين الإسلامي.


وننوه إلي ضرورة تنقية مناهج التعليم من نقاط الخلاف بين الأديان، والإصرار علي إبراز نقاط الالتقاء بين الأديان وهي كثيرة. كذلك ضرورة أن يتم الانتخاب بالقوائم التي تعطي الأقليات والمرأة فرصة للعمل الوطني والبرلماني. ووضع اللوائح التي تضمن التعيين في الوظائف العامة دون تمييز.


والحل الأمثل للمشاكل هو انفتاح القلوب وزيادة المناقشات الإيجابية والسلبية في الإعلام المكتوب، والمسموع والمرئي، وفي النقابات والمدارس والجامعات. حتي يصل فكر الواحد إلي الآخر دون تجريح، مع مراعاة الإقلال من وجود رجال الدين الإسلامي والمسيحي في هذه الندوات لعدم التحفز والتعصب.


وقد بدأت شخصيا في هذا المجال بالتلاقي مع زملائي الأطباء من (الإخوان المسلمين)، وقد شرفني زميلي ودفعتي الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح بزيارتي بمنزلي يوم عيد الميلاد للتهنئة وتناول الغذاء مع أسرتي، وكان لهذه الزيارة نتيجة إيجابية في نفوس أفراد عائلتي.
إن الأقباط كأقلية دينية، لا يكونون أقلية عرقية أو سلالية أو إثنية أو لغوية، وهي الأمور التي ميزت مصر بمسلميها وأقباطها بدرجة عالية من التماسك والاندماج الاجتماعي، فلذلك لو سلمت النيات لاندثرت الطائفية.
الدين لله والوطن للجميع






الرد مع إقتباس