|
كل الخيارات مفتوحة امام مستقبل الكون
توسع الكون يتسارع، والسبب طاقة سوداء غامضة قد تحوله في النهاية الى كون مقفر او تتسبب بانهياره كليا.
واشنطن - من باسكال بارولييه
اعلن باحثون بريطانيون ان الكون يتسع بوتيرة متزايدة مؤكدين ذلك بالمراقبة المباشرة بمساعدة تلسكوب لوكالة الفضاء الاميركية (ناسا) نظريات تنطوي على انعكاسات اساسية على مستقبل الكون.
وتستند هذه الاستنتاجات الى مراقبة "الطاقة السوداء" (دارك انيرجي) بواسطة تلسكوب فضائي يعمل باشعة اكس على ما اوضح القيمون على هذه الاعمال خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر الناسا في واشنطن.
واعتبر ستيفن آلن عالم الفيزياء الفلكية من معهد كامبريدج للفلك (بريطانيا) الذي ترأس هذه الاعمال ان "الكون يتسارع فعلا انه تأكيد مباشر له انعاكسات كبيرة على مستقبل الكون".
ويجهل الباحثون تركيبة هذه الطاقة لكنهم يعتبرون ان كثافتها تحدد وتيرة توسع الكون.
وعلق بول هيرتز الباحث في الناسا بقوله "توسع العالم يتسارع والسؤال المطروح الان هو معرفة لماذا يتم ذلك". ومضى يقول "كل الخيارات مفتوحة" امام مستقبل الكون "حتى نتوصل الى فهم تركيبة الطاقة السوداء".
وثمة ثلاثة سيناريوهات ممكنة وفقا لكثافة الطاقة السوداء.
فاذا بقيت كثافتها ثابتة، سيتواصل تسارع التوسع. ويقول هيرتز في هذا الاطار "بعد مئة مليار سنة فقط ستكون السماء مكانا مقفرا نسبيا فعوضا ان يكون مسكونا بمليارات المجرات يمكن رؤيتها بالتلسكوب سيبقى فيها مئات منها فقط".
في المقابل في حال تراجعت الكثافة فان "التوسع سيتباطأ الى درجة ان الكون سينهار مجددا قبل انهيار" عام واختفاء الكون يليه انفجار عظيم جديد (بيغ بانغ) ربما.
اما الخيار الثالث فهو ارتفاع كثافة الطاقة السوداء التي سيكون تأثيرها "تدمير الذرة التي تتألف منها المادة".
وقال البروفسور آلن ان "الطاقة السوداء تهيمن على الكون ويمكن ان تهيمن عليه اكثر في المستقبل" معتبرا ان النظرية التي طورها البرت "ايشنتاين حول كثافة ثابتة للطاقة السوداء تبدو وكأنها المثال الجيد" لعمل الباحثين.
ولخص ميشال تيرنر الباحث المستقل في جامعة شيكاغو والمؤسسة الوطنية للعلوم الاميركية الوضع بقوله "طالما لن نتوصل الى فهم افضل للتسارع الكوني وطبيعة الطاقة السوداء لن نتمكن من فهم مصير الكون".
ويعتبر الباحثون الذين اجروا الدراسة ان الكون مؤلف بنسبة 75% من الطاقة السوداء وبنسبة 21% من المادة السوداء (دارك ماتر) وبنسبة 4% من المادة العادية كتلك التي تتألف منها الارض.
وفي اطار اعمالهم درس العلماء 26 تجمع مجرات تقع على مسافات تتراوح بين مليار الى ثماني مليارات سنة ضوئية، وهي فترة زمنية تشمل المرحلة التي عرف فيها توسع الكون تباطؤا بعد الانفجار العظيم (بيغ بانغ) قبل ان يتسارع بسبب عملية النبذ التي تمارسها الطاقة السوداء.
|