عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 09-10-2007
samozin samozin غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 627
samozin is on a distinguished road
تاريخ العرب الهباب في حرق الكتاب!

السياسة الكويتية
GMT 22:30:00 2007 الثلائاء 9 أكتوبر
أحمد البغدادي
قبل الدخول في الموضوع نود ايراد النص التالي لاستاذ اللغويات الاميركي والتر اونج, حيث يقول : »النص الذي يقول ما يعرف العالم كله انه باطل, سيظل يقول هذا البطلان للابد, ولهذا ظهرت فكرة حرق الكتب«.
برغم صحة هذه الفكرة او النظرية الانسانية, الا ان العرب المسلمين هم الامة الوحيدة من دون الامم التي تصور تاريخها بصورة ملائكية في قضية حرق الكتب, حيث يأخذ المهووسون بما يسمى خطأ بالحضارة الاسلامية, بالتشدق بفضيلة تكريم الخلفاء للعلماء, وان هذه الحضارة التليدة لم تشهد حرقا للكتب, ثم يأخذون بالتشنيع على الحضارة الغربية التي شهد تاريخها فصولا سوداء ضد العلماء والمفكرين. لكن, هل التاريخ الاسلامي بهذا النقاء الذي يدعيه هؤلاء المتشدقون? هل يمكن القول فعلا ان تاريخنا في قضية حرق الكتب لا وجود له? والحقيقة بخلاف ذلك تماما, ولهذا السبب اسميت المقال »تاريخ العرب الهباب في حرق الكتاب«, والهباب هو الرماد الاسود الناتج عن الدخان, ايا كان مصدره, لان هذه الحقيقة يتجاهلها المكابرون والمعاندون للحق والقول الفصل في هذه القضية المهمة. وقد اعفانا الكاتب السعودي ناصر الحزيمي من مشقة البحث, ووفر للقارئ العربي فصولا سوداء من تاريخه الهباب في حرق الكتاب, وذلك في كتابه الموجز »حرق الكتب في التراث العربي», ننقل للقارئ على اي نوع كان, اسلاميا او ليبراليا او حتى »نص ..نص«, بعضا من هذه النصوص, لعل هناك من يسمع ويعقل, وتنتهي عنده حالة النستولجيا (على القارئ مهمة البحث عن معنى الكلمة) التاريخية. وعملية حرق واتلاف الكتب في تاريخنا الاقصر عمرا بين تواريخ البشرية, متنوعة ولله الحمد, يعني مثل حال اسواقنا وجمعياتنا التعاونية اليوم, حيث قسم الكاتب الحزيمي عملية الحرق والاتلاف الى نوعين : الاول, ما قامت به السلطة, والثاني, ما قام به العلماء والفقهاء بانفسهم! ولا ادري ان كانت اوروبا قد شهدت الحث الثاني, وربما تفرد العرب المسلمون به, اليسوا امة خارج نطاق التغطية البشرية? ولنسرح ونمرح في ظلال تاريخنا المجيد .
يقول الكاتب الحزيمي : »تعددت طرق اتلاف الكتب في تراثنا الا انها لم تخرج عن اربع طرق معروفة ومعهودة»:
اولا: اتلاف الكتب بالحرق
ثانيا: اتلاف الكتب بالدفن
ثالثا: اتلاف الكتب بالغسل بالماء والاغراق
رابعا: اتلاف الكتب بالتقطيع والتخريق
(ما شاء الله على هذا التنوع التاريخي الشيق, وللحق هذه الزيادة من عندي حتى لا نتقول على الكاتب ما لم يقله). ويهمنا في كل هذه التفاصيل الجانب الاول, اي جانب الحرق.
في سنة 82 هجرية امر الخليفة سليمان بن عبد الملك بحرق نسخ مكتوبة ورد فيها ذكر الانصار في غزوة بدر وبيعتي العقبة, لانه لم يكن يرى للانصار هذا الفضل !
في سنة 163 هجرية امر الخليفة المهدي بتقطيع كتب انصار المقنع الذي خرج عليه بخراسان, وذلك بعد ان قتلهم وصلبهم .(على فكرة كانوا من المسلمين).
في سنة 322 هجرية : قال ابن الاثير في كتابه »الكامل في التاريخ« ... وفيها احضر ابو بكر بن مقسم (وهو من النوابغ في عصره) ببغداد وقيل له : انه قد ابتدع قراءة لم تعرف واحضر ابن مجاهد والقضاة والقراء, وناظروه فاعترف بالخطا وتاب منه, واحرق كتبه.
ولمن يرغب في التعرف على المزيد من تاريخ العرب الهباب في حرق واتلاف الكتاب, قراءة هذا الكتاب القيم, الذي فصحنا فيه على رؤوس الاشهاد اعتمادا على ما ورد في تاريخنا, الذي لم يقرأه المسلمون قط .
__________________
samozin
الرد مع إقتباس