عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 28-03-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a
وعودا على قضية عبد الرحمن فهل يعقل أن يتفوه مضطرب عقلي بحديث متزن كما جاء في حديثه مع صحيفة إيطالية حيث قال "لم أفعل ما يمكن أن أندم عليه.. أنا احترم القانون الأفغاني واحترم الإسلام. ولكني اخترت أن أكون مسيحيا لنفسي ولروحي.. إنها ليست جريمة".وقال عندما سئل ما إذا كان يمكن أن يسافر إلى الخارج "ربما ولكن إذا فررت فان ذلك يعني أن بلادي لم تتغير. سيعني ذلك أنهم فازوا.. أعداؤنا. فبدون حقوق الإنسان وبدون احترام لكل الديانات تكون طالبان فازت".
ورغم أن الدستور الأفغاني، الذي تمت المصادقة عليه في وقت لاحق يساعد، على ضمان الحرية الدينية والحقوق المتساوية للنساء والأقليات التي كانت مقيدة بصرامة أيام نظام الطالبان. فالمادة السابعة من الدستور تلزم الدولة بان تتقيد بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان و المعاهدات والاتفاقيات الأخرى التي تُشارك فيها البلاد؛ وتشمل تلك الوثائق الحماية القوية للحرية الدينية.إلا أن دولا كثيرة لا تتقيد بمثل تلك الاتفاقيات والمواثيق الدولية حيث تسيطر المؤسسات والجماعات الدينية المتطرفة على الحالة الاجتماعية وأحيانا السياسية والتعليمية للأفراد وان خرج احد عن تلك الحالة من الهوس الديني القهري اتهم بالردة وحكم عليه بالإعدام.
ما حقيقة الردة في الإسلام هل لها وجود في تاريخ النبي محمد أو في القران المقدس للمسلمين ؟ الواقع الذي يعترف به القران نفسه لا!! إذا ما حاجة القران لإقرار آيات كثيرة تؤكد على حرية الاعتقاد ؟ أم أنها نتاج تفسيرات واجتهادات شخصية لعلماء دين قاموا بتشويه دين أصبح ينظر إليه العالم على انه دين القتل وسفك الدماء والإرهاب !
يقول الكاتب محمد إدلبي في كتابه "قتل المرتد ..الجريمة التي حرمها الإسلام"،" أن القران الكريم صرح بشكل عام "لا إكراه في الدين " والإكراه ليس ضروريا وذلك لأنه "قد تبين الرشد من الغي " وليس ثمة احتمال للخلط بين الاثنين أن هذا الإعلان يبدو في ظاهره غريبا وغير عادي فمن ناحية نجد انه كانت هنالك سلطة اعتباطية عاكفة بحماس محموم على سحق و إبادة مجموعة من الناس بكل الوسائل الممكنة بدعوى أنهم مرتدون .ولكن عندما حصلت هذه المجموعة من "المرتدين" (يقصد المسلمين في نظر قريش قبل فتح مكة) على القوة والسلطان نجد أن القران الكريم يعلم هؤلاء المؤمنين حكم الله الحق انه "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ".مؤكدا أن هذا الإعلان القرآني جاء في سورة البقرة والتي أنزلت في السنتين أو الثلاث سنوات الأولى بعد وصول النبي محمد إلى المدينة ،وهي المكان الذي لم يكن المسلمون فيه فقط أحرارا من الاضطهاد ولكن كانوا قد حصلوا أيضا على القوة .ويتساءل إدلبي "كيف يمكن أن يكون هناك إعلان للسلام أكثر إنسانية وكرما وهو يصدر عن نبي كان فقط لسنة أو سنتين خلتا يعاني من الاضطهاد الظالم بسبب انه قد بدل دينه؟".
يسوق الكاتب أدلة قرآنية تثبت إقرار الدين الإسلامي لحرية المعتقد "وقل الحق من ربكم ،فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" سورة الكهف أما في سورة الزمر فيأمر الله تعالى الرسول محمد أن يخبر الكافرين "قل اعبد الله مخلصا له ديني ،فاعبدوا انتم ما شئتم من دونه" أما في سورة يونس فيخاطب الله الرسول من خلال طرح سؤال مبين" ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ،أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين".
لم يقف الكاتب إدلبي في كتابه عند استحضار الأدلة القطعية التي تؤكد على حرية الاعتقاد بل تطرق لعلماء مسلمين كأبي الأعلى المودودي والدكتور سعيد رمضان البوطي وأرائهم المتشددة في حكم الردة ومسبباتها المختلفة من وجهة نظرهم.
الرد مع إقتباس