عرض مشاركة مفردة
  #37  
قديم 14-12-2006
boulos boulos غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
boulos is on a distinguished road
والملحوظ أن المواطن لم يطالب بحقوقه من حرية ومساواة وعدل وأمن بقانون وآليات لتنفيذه وحمايته ، ولم تسع الدولة من جانبها لتوضيح تلك الحقوق له كما فعل الرومان. وإذا كانوا سيستدعون لنا تلك الدولة النموذج ليحكمونا بها فليقولوا لنا كيف يقام العدل وتتم المساواة والحرية التي يؤكدون أنها أسس دولتهم الإسلامية؟ كيف قامت عدالة دون قانون منشور معلن يعرفه الناس ليحكموا به؟ لو كان هناك قانون مدوناً ما عاد أبو بكر إلى حديث "نحن معاشر الأنبياء لا نورث" رداً على فاطمة بنت النبي عندما طلبت ميراثها وفوجئت لأنها لا تعلم من أبيها أخص خصائها ، ما كان وحده من سيتذكر هذا الحديث أو يعتمد على الذاكرة ، بهذا المعنى تكون الدولة دولة طواريء طوال الوقت ، كلما أردت اتخاذ خطوة أخرجوا لك حديثاً لم يكن معلوماً من قبل ، دولة القانون حتى لو كانت دولة الكتاب والسنة فلابد أن تعرف الرعية حقوقها وواجباتها حتى لا تخالف القانون ، وتقف أنت عند محاكمتك بين صحابي يدينك بحديث وبين آخر يجرمك بآخر وبين فتوى تهدر دمك.
إن الظلم هو خالق العدالة لأنها لو وجدت لاختفى ، والظلم كالجرم هو خروج على القانون. ولابد أن يطلع المواطن على القانون لأنه كان نسبياً بين بلد وآخر ، يعني عندما أتزوج أربع نساء في السعودية ليست جريمة ولو عملتها في فرنسا جريمة ، فالقانون هو ما يوضح الجرم للناس ويشرحه لهم. عندما تضع يافطة ممنوع الانتظار فمعنى ذلك أن تظهر المخالفات ، لو رفعنا اليافطة لن تكون هناك مخالفات ، فالقانون هو ما يحدد الجرم بل هو ما يخلقه جرماً ، لأنه يحرم أفعالاً لن أستطيع تمييزها إن لم أعرف القانون.
وهنا يحدثوننا عن عدل عمر والقانون غير معروض ، وهو ما سوغ لعمر قتل رجل فاستوى الظلم مع العدل. ومن بعد عندما تم السماح بتدوين الحديث وجمعه حدثت كارثة الحديث الحاصل على درجات ، فهذا جيد جداً سنده قوي ، وهذا حصل على درجة مقبول لأن سنده ضعيف ،كيف يكون القانون هنا ؟ وما هو بالضبط؟
أما المثير للانتباه أن جامعي الحديث لم تكلفهم الدولة بذلك عبر تاريخها المتطاول إنما قام به من قام متطوعاً لوجه الله. مجرد تذكير ، إن الآية التي جاءت في قتل عمر للمتقاضي إليه لابد أن نفهم أنها كانت تبريراً له لمكانته خاصة في الإسلام ومن نبي الإسلام ، وليست تشريعاً ، وإلا وجب قتل الأعراب الذين قالوا آمنا وهم مسلمون فقط لم يرتقوا إلى رتبة المؤمنين بعد.
كيف كان لقاض أن يحكم بالكتاب والسنة زمن الراشدين ولم تكن معه نسخة من الكتاب ومن السنة ؟ في هذه الحال أن يجتهد رأيه وهو ما قاله النبي لمعاذ بن جبل سفيرا إلى اليمن ، يعني كل واحد واجتهاده وكل واحد ورأيه فهل هكذا سيحكمونا عندما يركبوا مصر ؟ كل واحد حسب ظروفه ؟!
الملحوظة التي تؤكد ذلك أنه تم قتل أكثر من سبعين من أسرة النبي الأقربين ، ودخل الصحابة قتالاً قتلوا فيهم بعضهم بعضاً بالألوف من كربلاء وحتى وقعة الحرة المخزية وحتى ضرب الكعبة بالمنجنيق وحرقها ، يؤكد هذا الخوارج الذين رفضوا التحكيم ، يؤكد هذا أطراف معركة الجمل ، كل طرف دوماً كان يتحدث لصالح قضيته بالقرآن والسنة ، وكل طرف ومعه الوضاعين يخترعون له الحديث ، ولم يتحدثا سياسة صريحة ولو كان هناك قانون من القرآن والسـُنة مدوناً لرجعوا إليه في وقعة الجمل أو في مقتل عثمان ، ولكان كل شيء قد سار بسلام إلى نتائجه وفق ترتيب قانوني واضح غير ملتبس.
إن دولة الراشدين لم تعش حتى السبعين من عمرها وسقطت ، واكتظت بأخبار الفظائع الدموية لأنها لم تكن دولة مؤسسات إنما ائتلاف قبلي لم يتمتع بعد بمؤهلات الدولة المؤسسية وهيئاتها التمثيلية ونظمها المحاسبية وهيئات المتابعة الرقابية والقضائية وهيئاتها التنفيذية التي تضمن سيادة القانون وتحميه لتحقيق العدالة والمساواة.
هذا ما يريدون أن يأخذوننا إليه حيث واحة الديمقراطية والعدل ، غير مدركين أننا نحب ديننا ونحترمه ، لكننا نعلم أن منه كثير مما كان يخص زمنه وظرفه الاجتماعي وبيئته الجغرافية وواقعه التاريخي وقيمه وأساليبه ، وأن علمنا هذا لا يقلل من حبنا واحترامنا لديننا ، لكنه فهم يتركنا بسلام مع حاضرنا نتفاعل معه بلغته من أجل ديمقراطية حقوقية كاملة ، يوضع حجر الأساس لة بالإصلاح هذه الأيام ويجب ن يحضر احتفاليته جميع المصريين ، ليبنوا المستقبل معاً.

http://www.copts-united.com/scaa/sca..._from=&ucat=7&
الرد مع إقتباس