الحوار بين الأقباط والحكومة المصرية
الحوار بين الأقباط والحكومة المصرية
مجدى خليل
magdikh@hotmail.com
25 يناير 2006
يتساءل الكثيرون هل يرفض أقباط المهجر الحوار البناء مع الحكومة من آجل حل قضايا الأقباط؟ وما هو الغرض من نشاطهم السياسي إذا كانوا يحتجون على كل حوار يجريه أحد الأقباط مع الحكومة وأجهزتها الأمنية والمخابرتية؟
الحقيقة.. أن الأقباط سواء في الداخل أو الخارج لا يرفضون الحوار مع الحكومة بل يسعون لذلك، أليست مناشدتهم للحكومة عبر سيل لا ينقطع من العرائض والرسائل والخطابات خلال أكثر من ثلاثة عقود هي نوع من الحوار حتى ولو كان من جانب واحد؟.بمعنى آخر أن الأقباط ليسوا فى حالة حرب أو خصومة مع الدولة أو النظام، وإنهم يؤمنون بأن أى نشاط سياسي يهدف إلى حل عملي وواقعي لأية مشكلة أو مظلمة لابد أن يقبل ويسعى للحوار لأنه النتيجة الطبيعية لأي نشاط سياسي وهو الطريق إلى الحلول.
المشكلة فى الواقع أن الحكومة لاتستجيب لأى مسعى للحوار لا مع الداخل ولا مع الخارج القبطي،بل على العكس إنها تتجاهل كل مطالب الأقباط العادلة وتحاول أن تعودهم على الإذعان والخضوع ،لأن الحوار السياسي المتفاعل سيترتب عليه رد حقوق مسلوبة وهي غير مستعدة لإعطاء هذه الحقوق، لذلك كان كل ما فعلته الحكومة وتفعله- إلى الآن- هو أختراق وتجنيد قلة شاذة من أقباط الداخل أو الخارج للتعاون معها فى تنفيذ وتبرير سياستها العنصرية التمييزية ضد عامة الأقباط في مقابل بعض المزايا الشخصيةالتى تمنحها لهؤلاء. وهي تعشق الاختراق الفردي، لأنها وأجهزتها الأمنية تعلم إنه من الصعب اختراق مجموعة منتقاة من الأقباط تفهم قواعد العمل السياسي وأسس الحوار وتمثل الأقباط تمثيلا جيدا، ولهذا تسعي لطريقة الاختراق الفردي . هذه الطريقة تحقق للحكومة فوائد مضاعفة Win-Win Situation ، أي الاختراق الفردي يحقق كافة المزايا للحكومة ،فأولا هو يستقطب نشطاء ويحيد عملهم وثانيا، يؤدي إلى انقسامات بين الأقباط، وثالثا يشيع اليأس بين المجموع القبطي عندما يرون هذه الاختراقات والانقسامات، ورابعا يفتح شهية البعض الآخر لهذه المزايا الحكومية الشخصية.
|