المحاولة الأولي
المحاولة الأولي
في عام 97 قال لي سيف الدين العشماوي شقيق المستشار محمد سعيد العشماوي، وكان يقدم برنامج إذاعي أسبوعي في نيوجيرسي بالاشتراك مع قس مسيحي وحاخام يهودي، قال لي ما هي طلباتكم؟ ولماذا لا تتقدمون بها للحكومة عبر حوار مصري- مصري بدلا من هذه الحرب المستمرة.
وأستطرد هل ممكن أن تقنع أهم النشطاء الأقباط المعروفين ورؤساء المنظمات القبطية بمثل هذا الحوار، وتقدموا طلباتكم كما ترغبون وسأكون أنا وسيط مع الحكومة لإتمام هذا اللقاء؟ قلت له أعتقد أن الأقباط لا يرفضون أي حوار حقيقي وفقا للشروط المعروفة للحوار السياسى، واتصلت برؤساء المنظمات القبطية وقتها عن طريق المرحوم د. شوقي كراس وقالوا لا مانع إذا كان هناك عمل جاد يناقش بصراحة كل مطالبنا.
وذهب المرحوم سيف العشماوى إلى السفارة المصرية وعرض عليهم الفكرة فرفضوها ،وأقنعوه بأن يصطحب معه وفد من كنائس نيويورك من أصدقاءه ويقنعهم بالذهاب إلى مصر ليقولوا إنه لا يوجد اضطهاد، حيث كانت أمريكا تعد وقتها قانون الحريات الدينية وخشيت مصر من إدراجها ضمن الدول المنتهكة لهذه الحريات. وتشاء الظروف أن يموت سيف العشماوي في حادث أليم وتكمل زوجته ماريا المهمة وتصطحب معها هذا الوفد وتزور مصر، وتحتفي بها الحكومة المصرية وإعلامها ويقابلها رئيس الوزراء، حتى إنها تصورت أنها أصبحت مهمة عند الحكومة المصرية وبعد ذلك لم يسأل أحد فيها وانعزلت عن المجتمع المصري، فمهمتها وزوجها انتهت بهذه الزيارة، وهذه هي طريقة الأجهزة الأمنية في التعامل مع البشر، الاحتفاء الزائد والإهمال التام بعد ذلك لمن يرفض التجنيد وتقديم خدمات متصلة بطريقة فجة ورخيصة.
|