عرض مشاركة مفردة
  #11  
قديم 27-08-2008
الصورة الرمزية لـ elasmar99
elasmar99 elasmar99 غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: Germany
المشاركات: 3,390
elasmar99 is on a distinguished road
مشاركة: حملة لمحاكمة زغلول النجار بتهمة ازدراء الاديان واثارة الفتن الطائفية

مقال جميل قرأته عن الإعجاز في القرأن وزغلول الفشار.

محمد زكريا توفيق
zakariael@att.net
الحوار المتمدن - العدد: 2386 - 2008 / 8 / 27

يخطئ كثير من الناس حين يحرصون على أن يتضمن القرآن الكريم كل نظرية علمية. وكلما ظهرت نظرية, إلتمسوا لها محملا فى آية, أو مخرجا فى تأويل بما يوافق هذه النظرية. ومنشأ الخطأ هنا أن العلوم تتجدد نظرياتها مع الزمن تبعا لسنة التقدم. فلا تزال فى نقص دائم ينشد الكمال. وهؤلاء يسيئون إلى القرآن الكريم من حيث يظنون أنهم يحسنون صنعا. وإعجاز القرآن الحقيقى ليس فى إحتوائه على النظريات العلمية التى تتجدد وتتبدل وتكون ثمرة للجهد البشرى فى البحث والنظر, وإنما فى حثه على التفكير والبحث والتأمل. فهو يحث الإنسان على النظر فى الكون وفى النفس وفى الخلق وتدبره. ويكفى أن نعلم أن كل ثمانية آيات قرآنية, بها آية تحض على إعمال العقل والنظر والتأمل والتفكر. وإنى لأعجب لسذاجة المتحمسين لهذا الإعجاز العلمى, الذين يحاولون أن يضيفوا إلى القرآن ما ليس فيه. وأن يستخرجوا منه جزيئات فى علوم الطب والكيمياء والفلك وما إليها, كأنما ليرفعوه بهذا ويكبروه.

العلوم ليس لها دين أو وطن. وليست لها أيديولوجية أو عواطف. ولا تعرف معنى للحق والعدل أوالشفقة والرحمة. إنما هى مجموعة بديهيات وقوانين منطقية تحاول إكتشاف أسرار الكون حسب المفهوم الإنسانى. وتحاول كشف طبيعة الأشياء. وهى محايدة فى بحثها الدؤوب عن الحقيقة النسبية التى نفهمها وتناسب عقولنا. وتحكمها فى ذلك التجربة والمشاهدة وعدم التعارض المنطقى بين قوانينها وبديهياتها. ويمكن تلخيص الأسلوب العلمى المتفق عليه فى الخطوات التالية:
1- الملاحظة
2- الفروض (ناتجة من الملاحظة)
3- التنبؤ (بإستخدام الفروض)
4- التجربة لإختبار صحة التنبؤ
5- تكرار 3 و 4 حتى تتفق التجربة مع التنبؤ ويزال التعارض, فى هذه الحالة يسمى التنبؤ "نظرية". ومتى وجد التعارض, تسقط النظرية ويبحث عن غيرها بنفس الأسلوب.

محاولة إخضاع العلوم لأيديولوجية معينة أو دين بالذات هى جهود ضائعة وإضرار بالعقل والخلق, وكارثة لتقدم الإنسان. فقد حاول الإتحاد السوفيتى السابق فى عصر ستالين صبغ بعض العلوم بالصبغة الماركسية, وحاول تصنيفها إلى علوم تؤيد الفكر الإشتراكى, وأخرى تتعارض معه. لكن هذه المحاولات باءت كلها بالفشل الذريع, وكانت النتيجة كارثة علمية. ففى أوائل الثلاثينات من هذا القرن, قاد عالم البيلوجيا "ليزنكوف" حملة إرهاب فكرى ضد باقى علماء البيلوجيا الذين يعارضون أفكاره ونظرياته التى قام بتحريفها لأسباب سياسية كى توائم النظرية الماركسية. وقام بتشريد العلماء المعارضين, وبالتحريض على قتلهم فى بعض الأحيان. كما حدث بالنسبة لعالم البيلوجيا "فافيلوف", الذى أعدم بسبب عدم موافقته على نظريات ليزنكوف.
وقام الإتحاد السوفيتى أيضا بمنع تدريس نظرية التطور لدارون, وتبنى بدلا منها نظرية "لامارك", الذى يقول بأن التطور يحدث بسبب عوامل البيئة والمجتمع, بعكس دارون الذى بنى نظريته على مبدأ الإختيار الطبيعى (البقاء للأصلح). والغريب أن نظرية دارون ظلت مرفوضة داخل الإتحاد السوفيتى حتى عام 1965م. لذلك تأخرت علوم البيولوجيا فى الإتحاد السوفيتى عن مثيلاتها فى الغرب. وتأخرت الزراعة وإنتاج المحاصيل, وكانت كارثة على الإقتصاد السوفيتى, وكانت من أهم الأسباب التى أدت إلى عزل خروتشوف فى أوائل الستينات.
تــابــــــــع
__________________
لن اسمح لإخوان الخراب دخول كنيستنا او السيطرة على مواقعنا
الرد مع إقتباس