عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 10-10-2008
نشأت عدلى نشأت عدلى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2008
المشاركات: 9
نشأت عدلى is on a distinguished road
وقفة متأنية ونظرة موضوعية

وقفة متأنية ونظرة موضوعية

بعيدا عن الإنفعلات الوقتية لكل الأحداث المأساوية التى شاهدها العالم أجمع – ماعدا نحن – نريد أن نبدأ محاولة لفهم الأوضاع وحقيقتها بعيدا عن سلة الطائفية التى أصبحنا نضع بها كل الأشياء مختلطة بغير تجانس أو ترتيب ، فعيوب النظام نضعها مع تهاون الأفراد ، والإنفلاتة الإقتصادية والمجاعة التى يعانى منها كل أفراد الشعب مع الكبت السياسى وتقييد الحريات وقانون الطوارئ ..الخ ولتحليل الموقف لابد من طرح عدد من القضايا المرتبطة أعتبرها أساسا لكل هذه الإنفعالات والإحتكاكات والتى نعرفها ونتائجها جيدا .
أولا : قضية التعليم :-
ولا أقصد التعليم العام ولكن التعليم الدينى من المؤسستين الإسلامية والمسيحية - وبجوارة التعليم الأساسى - ، فقد قصر التعليم والتربية الدينية فيهما على مفاهيم ركيكة ، يرتكن على ممارسة الشعارات برتابة ومواعيد منتظمة ، خالية من الروحانية الدينية ، ومن روح الدين الأساسى ، فقُفِل باب الإجتهاد فى الروحانيات وسبر أغوار عمق الدين وجوهرة الأساسى الذى ساعد الكثيرين على تأليف الكتب الروحية العميقة ، لأنه كان يعتمد على الأعماق الروحية ، وإكتشاف مقاصد الله فى كتبة المقدسة ومحاولة فهمها من منظور الله وليس من منظور الإنسان ، والإجتهاد والتأمل أخرجا لنا كتب كثيرة لمؤلفين عظام تتكلم عن روحانية الإيمان وممارساتة القلبية - مثل الشيخ محمد عبدة والأب متى المسكين – وطرحت هذه الكتب للشعب لكى يعيشوا الدين كحياة يحيوا بها ، وفى داخلهم إرضاء الله ورضاه ولا أحد أخر ، أما الأن أصبح التعليم عن قشور الدين لا أعماقة ، والكتب الصادرة حديثا كتب جافة ، وهذا قد أدى إلى فرقة داخلية بيننا ، بل تغيرت النظرة على أن كل منا هو الذى سيدخل جهنم ، وتدهور التعليم الدينى على المنابر، وأصبح كنداءات قاصرة على حث الشعب أن يدفع أموال الذكاة والعشورلعمل البنيات الفخمة ، دون الإهتمام ببناء النفوس التى من أجلهم تُقام هذه البنايات ، إن الوعّاظ فى الكنائس والجوامع لم أسمعهم يوما يتكلمون عن المحبة الحقيقية التى بها يتعايش كل أفراد الشعب فى سلام ووئام ، وإن تكلموا ، فعن قشور المحبة لا عن أعماقها ، أما عن التعليم الأساسى فأصبح يملك زمامة طرف واحد ، فتجد التاريخ قد حاد عن سرد تاريخ الوطن وأمجادة ، وحث الدارسين وتعليمهم كيف ينتمون لهذا الوطن ، إلى سرد تاريخ دينى بحت وآعُتبر هذا هو كل التاريخ .
ثانيا : الإعلام : -
على الرغم من السماوات المفتوحة والتقدم الإعلامى العالمى الهائل فمازلنا نحن متخلفين عن هذا التقدم عن قصد ، فكل مايحدث فى مصر تجده مذاع ومرئي بكل تفاصيلة على كل قنوات العالم وإذاعاتة ، عدا قنواتنا التى دائما تجدها متخلفة عن الأخبار التى تخص بلدنا ، وإن إنتشر الخبر إنتشارا إعلاميا بضجة كبيرة من الخارج ، تجد حيائة إعلامنا في إذاعتة على هامش الأخبار مقللا من أهميتة - خجلا من تخاذلة فى سرعة توصيلة للمتلقى - بل وإن كان هناك تعليقا تجدة باهتاً ومغايرا للحقيقة تماماً ، أى أن موضوع الحدث شيئ والتعليق شيئ أخر ، فما زلنا متأثرين بالماضى فى طريقة عرض الخبر، وعكس ألوان العرض لإعتيادنا التعتيم والتكميم ، وإذا كان هناك خبرعادى ولا أهمية له ، ولكنه صدر عن مسئول فى الدولة ، تجد إهتماما غير عادى ، وتهويل الموضوع إلى حد تعليق الأطفال على مدى المبالغة لهذه الأخبار، بالإضافة إلى الأحاديث الدينية فى القنوات الرسمية ، لا تجد إلا طرف واحد هو المتكلم ، عارضا قضاياه بكل إستفاضة دون الطرف الأخر ، بل ويتعدى الحديث الدينى العادى إلى الأديان الأخرى لينتقدها بشدة ، بل ويتعدى أصول النقد الموضوعى إلى الذمْ ، ولا يستحى على تسميتهم بالكفار ، فيستعدى المتلقى ويحفز مشاعرة تجاة الأخر ، بل تجاة الدولة التى تسمح بهذا التعدى صراحة ، حتى الطرف الأخر فى قنواتة الحديثة تجدة يتكلم عن المحبة والإيمان ..الخ بركاكة واضحة ، ولا يتكلم عن بناء النفوس بناءا روحيا سليما ، بعيدا عن الإنتقادات والمجادلات الداخلية ، فيمجدوا أشخاصا بعينهم ، وإختزلوا الإيمان كلة فى هؤلاء ، فتبدوا أحاديثهم ركيكة لا روح فيه ، ويستطيع المتلقى أن يعرف نهاية الحديث قبل بداية موضوعاتة ، ولكن ليس لهم أية أدوار فى القنوات الرسمية أو لقاءات ، إلا بحدوث مشكلة ، وتكون ردودهم فى غير ذات الموضوع ، والحديث عن المحبة – الغائبة – التى يشعر المتلقى أنهم يستجدونها منهم هى والعدل ،وأصبح التركيز الإعلامى لطرف دون الأخر 0
إن المناوشات والإحتكاكات التى تحدث ، بدأت مع بداية تحوير كل الأمور ووضعها تحت بند الدين .
ثالثا : القنوات الشرعية - :
القنوات الشرعية التى نصّبْ فيها كل مشاكلنا ، أدارت رأسها عن الشعب بحجة أن هناك مشاكل أكبر من مشاكل الشعب ، وتاه الشعب فى الإعتماد على نفسة فى حل مشاكلة بالطريقة التى يراها ، وتاهت هذه القنوات منه ، بل تناست وجوده وأهملتة ، وتركتة يتخبط لحل مشاكلة ، فى طرق شرعية أو غير شرعية ، المهم أن لا يطالبها بأية حلول لمشاكلة 0
- فالشباب يحاول أن يبحث لنفسة عن فرصة عمل ، معتمدا على قدراتة الخاصة ، وذلك دون توجيه أو إرشاد أو قواعد أساسية تعينه على خلق هذه الفرصة ، وعند فشلة فى ذلك تنتابة حالة من التمرد على كل شيئ حتى على نفسه وأسرتة ووطنه ، ويتبلور داخله اليأس ، الذى يدفعة لعمل أى شيئ للإنتقام من هذا الفراغ الذى يملأ ة والذى يساعد على إختلاق المشاكل وإشعالها ، وهذه هى البداية المأساوية التى تجعلة ينتسب لأى جماعة متطرفة ، مستغلة هذا اليأس والفراغ لتطويعة لصالح أفكارهم ، التى تلقى قبولا عند هؤلاء اليائسين ، هذه النقطة قد حذر منها المفكرين والـكّـُتاب كثيرا وكالعادة لم تجد أية إستجابة من أى مسئول .
وهكذا تجد كل المناوشات التى تحدث ، يقوم بها مجموعة من الأفراد لا فكر لهم أو عمل، بل هو نوع من أنواع الغلّ المكبوت بداخلهم .


بقلم :نشأت عدلى

Na_agayby@yahoo.com
الرد مع إقتباس