عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 03-06-2003
yaweeka yaweeka غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
الإقامة: USA
المشاركات: 3,170
yaweeka is on a distinguished road
عمرو خالد : "اسكت يا صاحب الورع الكاذب............مدموج

قناة "اقرأ" والجهل المطبق

الثلاثاء 03 يونيو 2003 12:19
أشرف عبد الفتاح عبد القادر




من يتابع قناة "اقرأ" الفضائية يشعر أنها آتية من كوكب آخر غير الذي نعيش فيه، ومما يثير الدهشة أن هذه القناة متاحة ضمن مجموعة قنوات (إيه. أر. تي) وهي ملك لرجل الأعمال السعودي الشيخ صالح سالم الواسع الثراء، أما قناة "اقرأ" فتتميز بأنها مجانية "تعميماً للفائدة" رغم وجودها في نفس المجموعة. وتخسر هذه المجموعة 168 مليون دولار سنوياً، وليس سراً أن هذه القناة تعوض خسارتها من التبرعات العالمية التي تأتي إليها من المحسنين في كل مكان، وهو ما يدل علي نوع من الارتباط الذي تملكه هذه القناة مع عدد كبير من التنظيمات المتطرفة كما تقول جريدة " الأحداث المغربية " التي أخذنا عنها هذه المعلومات.
إن مجانية هذه القناة ما هي إلا محاولة ماكرة لإيصال خطابها التجهيلي إلي أكبر عدد من المشاهدين، فتقدم لهم هذه القناة جرعات مهدئة زائفة وتنزعهم من قضايا عصرهم وهمومه لتعيدهم إلي ماضيهم المقدم لهم زوراً وبهتاناً كعصر ذهبي لابد من الفرار الجماعي إليه لتنحل جميع مشاكلنا وتروج لفهم مغلوط للدين مبني علي الثقة التي تمنحها الشكليات والمظاهر التي تختفي وراءها، وأكبر دليل علي ذلك استغلالها لأول آية نزلت من السماء "اقرأ" لجعلها اسماً تجارياً لها كما تقول جريدة "الأحداث المغربية".
وبنظرة فاحصة لما تقدمه هذه القناة من برامج، ندرك للتو أن برامجها جميعاً تعمل علي تغييب الوعي عن المشاكل الحقيقية التي تأخذ بخناق العرب والمسلمين مثل الانفجار السكاني، واستعباد المرأة وفساد التعليم الديني وانتهاك حقوق الإنسان وغياب حقوق المواطنة التي يتمتع بها الجميع مهما كان دينهم أو جنسهم. كما تعمل هذه القناة علي تعميق رفض الأخر المغاير (يهودي أو مسيحي) بل وحتى تكفيره، فمثلاً برنامج "مشكلات من الحياة" ومن الاسم يتوقع المشاهد أن البرنامج سيعرض عليه المشاكل التي تؤرق شبابنا في هذه الأيام من مشاكل التنمية، وزيادة السكان، والبطالة، والديمقراطية، وحقوق المرأة وحقوق الإنسان والأقليات، لكن يفاجئ المشاهد بمقدم البرنامج يقول بصوت يذكرنا بخطب الجمعة : "الكفار يحب بعضهما بعضاً.. يتعاونون.. تفرقهم 95 % وتجمعهم 5 % وهم أذكياء لأنهم يحافظون علي هذه ال 5 %، ونحن تجمعنا 99 % ويفرقنا 1 % لكننا جهلاء بدليل أن الواحد في المائة هو الغالب دائماً". وفي برنامج "من منابر الجمعة" يقول مقدمه: "نعيش الآن مواقف امتحان، ويجب أن تعلن الأمة توبتها، وولائها لله ورسوله، إن الدين لم يأخذ حقه في مناهجنا التعليمية!! وإن لم نفعل ذلك لن يكون بمقدورنا الصمود.. أعلنوا ولاءكم وانتظروا وعد الله بالنصر، فكم من صنوف وألوان العدوان الكافر جاء إلينا لكننا انتصرنا ولكم في التتار عبرة.. لقد أسلموا"!. هذا خطاب يتطابق حرفاً بحرف مع خطاب "القاعدة" الجهادى وخطاب جماعات التكفير والهجرة التي تعلن أن الأمة خرجت من ملة محمد وعليها أن تجدد إسلامها وتعلن توبتها. هذه نوعية للبرامج التي تقدمها قناة اقرأ التي لا تقرأ الواقع كما هو بل كما تريد هي أن يكون وكما يريد المتأسلمون أن يكون أي يمشي علي رأسه لا علي قدميه ! ولقد سيطر عليها شيوخ حصروا كل العلاقات الإنسانية في خانتي الحلال والحرام، شيوخ يثيرون قضايا علمها لا ينفع وجهلها لا يضر، فيصل أحد شيوخها إلي ذروة انفعاله وحماسته بتأثير اتصال تليفوني جاءه من طفل _ عمره 13 سنة _ سعودي يدعي "علي" يجمع كلماته بالكاد.. يصيغ بصعوبة سؤالاً بدا من طرحه أن أحداً أكبر منه قد لقنه إياه.. يسأل الطفل عن الطول المعترف به دينياً للجلباب، ويرد الشيخ: بورك فيك يا علي.. إنني أراك مثل الإمام علي كرم الله وجهه وأرضاه، ويشرح له الشيخ الطول المناسب وهو بين الكاحل والركبة.(الأحداث المغربية 11/5/2003) حقاً إننا في قلب "أرض النفاق" كما سماها في رواية له المرحوم يوسف السباعي. ومثل هذه الأسئلة الغبية التي تحصر مشاكل المسلمين في طول الجلباب وحسن ارتداء الحجاب و هل فوائد البنوك حلال أم حرام؟ و هل الحجاب فريضة أم سنة ؟و ما الفرق بين كلمتي خوف وخشية في القرآن ؟ فهل مثل هذه التوافه هي التي ستحل المشاكل الاقتصادية وغيرها التي تأخذ بخناق المسلمين اليوم؟!.
أما نجوم هذه القناة فهم شيوخ "مودرن" من أمثال الحبيب علي الجعفري، وعمرو خالد (المطرودان من مصر) وأحمد بركات، ويقدم هذا الأخير برنامج "مواجهات" الذي يعتبر حجر الزاوية في هذه القناة حيث يقدم لقاء مع الفنانات المعتزلات للفن، اللاتي سيطرن بنجوميتهن السابقة علي عقول بسطاء العقول والمحرومين جنسياً، وبعد أن زال بريق نجومتهن أو كاد وقبضن أسعاراً مغرية لارتداء الحجاب بحثن عن شكل جديد للظهور يرسم لهن صورة ملائكية تفيض نوراً وبراءة، فالمقصود بهذا البرنامج هو استغلال رصيد الإعجاب بهؤلاء الفنانات في غسل أدمغة مشاهديها بتأثير الانقلاب المدفوع الثمن لبعضهن علي الأقل الذي حدث في حياتهن.
أما الداعية "الجنتلمان" أو "نجم الشيوخ" فهو عمرو خالد الذي أصبح أشهر رجل بعد الشيخ كشك، فشرائطه توزع في جميع أنحاء الوطن العربي ويقدم في هذه القناة برنامج "ونلقي الأحبة" الذي يقدم فيه معلومات سطحية وغبية تتلاعب بعقول الشباب تدل علي رداءة مستواه الديني الذي يعوضه بصوته الرخيم وإجادته للتمثيل لتنويم عقول مشاهديه، مما يدفع بالمشاهدين إلي أخذ كل ما يقوله علي أنه صحيح الدين وهو من فاسد الدين ومفسده فلو عاد عمر بن الخطاب لنهره قائلاُ "اسكت يا صاحب الورع الكاذب" كما قال لذلك الذي كان يصيح في السوق "يا من ضاعت له جوزة" فضربه عمر علي قفاه وقال له: "كلها يا صاحب الورع الكاذب" آه لو تعود يا ابن الخطاب لتري كيف عاث الإسلاميون في الأرض فساداً!!.
الرد مع إقتباس