[bolbol]

ضد التيار

مشعلوا الفتن الطائفية

احتاجت ألفت شافع عدة شهور، لكي تستطيع أن تحصل علي حقها في أن تعين معيدة في كلية الآداب جامعة الإسكندرية لم يشفع لها تفوقها العلمي والدراسي، فطرقت كل الأبواب : النشر في الصحف، وقيام جماعة 9 مارس لاستقلال الجامعات بمظاهرة أمام مبني جامعة الإسكندرية تضامنا معها، وتهديد ألفت بالإضراب عن الطعام حتي الموت، لكي تحصل علي حقها في التعيين، الذي تم الاعتراض عليه لأنها عضوة في حزب معارض هو التجمع!
الحكاية نفسها تتكرر في جامعة المنيا مع ميرا ماهر رءوف ، التي حرمت من التعيين كأستاذة مساعدة في قسم طب الأطفال، لم يكن السبب هذه المرة سياسيا، بل هو أخطر من ذلك بكثير!
تبدأ حكاية ميرا منذ اجتيازها سنوات الدراسة في كلية الطب جامعة المنيا بتفوق وامتياز كل عام0 وفي نوفمبر الماضي تقدمت ميرا إلي امتحان الجزء الثاني من ماجستير طب الأطفال، وهنا بدأت الضغوط لمنعها من اجتياز الامتحان بنجاح0 من بين تلك الضغوط تعمد تأخير تصديق مجلس الكلية علي ما انتهت إليه لجنة تقييم رسالة الماجستير، حيث أحيل تقرير التقييم إلي مجلس الكلية بعد مرور شهرين، من صدوره بدلا من شهر كما ينص القانون0 ومنح ميرا صفرا في الامتحانات الشفوية والتحريرية، بالرغم من حصولها علي الترتيب الأول علي دفعتها، والترتيب الأول في تخصص طب الأطفال، وهو ما يؤكد أن هذه الدرجات الضعيفة، تتنافي مع سيرتها الدراسية، التي تشهد لها بالتفوق في كل المراحل0 أما آخر الضغوط التي تعرضت لها ميرا، فكان تعمد استفزازها، ثم إحالتها إلي التحقيق بمبررات واهية، مثل محادثة رؤسائها بصوت مرتفع!
كفاءة ميرا واجتهادها وتفوقها لا يشفعون لها عند قيادة جامعة المنيا، ولا يشفع لها أن رئيس قسم طب الأطفال الدكتور سالم أحمد سلام يشهد لها بهذه الكفاءة، لكي تحصل علي حقها القانوني في التعيين بالقسم، وحين أعيته الحيل، أرسل باستقالة مسببة إلي رئيس جامعة المنيا وإلي عميد كلية الطب بالجامعة، كشف فيها السبب وراء منع طالبته من التعيين وقال : «أرجو قبول استقالتي من موقع رئاسة قسم طب الأطفال احتجاجا علي الممارسات المعادية لحقوق المواطنة وعلي الظلم الذي مورس أثناء امتحان الجزء الثاني من ماجستير طب الأطفال دور نوفمبر 2005 ضد الباحثة/ ميرا ماهر رءوف الطبيبة المقيمة الأقدم بالقسم من قبل بعض أعضاء هيئة التدريس بسبب ديانتها، والذي كان يهدف إلي إعاقة تعيينها المستحق في وظيفة مدرس مساعد بالقسم، وأيضا احتجاجا علي تقاعس إدارة الكلية والجامعة في معالجة هذا الأمر الخطير رغم الظلم الواضح الذي يمكن اثبات أنه مورس ضد الباحثة بعد أن حاولت تنبيه المسئولين له ولكن لم أتلق سوي إجابة وحيدة متكررة تدعوني إلي الابتعاد عن هذا الموضوع الشائك00 أو بالهجوم الظالم علي شخصي باتهامي بخلق موضوع فاشل00 رغم أن الذي يخلق أي موضوع هو من يبدؤه فعليا وليس من يحاول التماس المساعدة في حله بهدوء0
أطالب بالتحفظ علي أوراق إجابة الامتحان التحريري للجزء الثاني من ماجستير طب الأطفال دور نوفمبر 2005 وبجميع كشوف الامتحان الشفهي والإكلينيكي (العملي)0
استقالة د0 سالم المسببة تستوجب التحقيق وهو يطالب هيئة مستقلة من منظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق المواطنة لإجراء هذا التحقيق المحايد، الذي لا يصلح المستشار القانوني لرئيس جامعة المنيا للقيام به لأنه سيكون خصما وحكما، ولأنه قبل هذا، لا يخضع لأي سلطة أو رقابة قضائية0
حكاية ميرا، كما كانت حكاية ألفت مخالفة صريحة للدستور الذي يحفظ حقوق المواطنة، وتفاصيل هذه الحكاية نعتبرها بلاغا للنائب العام لدرء فتنة طائفية يغذيها دون خجل مشعلو الفتن في جامعة المنيا، الذين يحرمون مواطنة من نيل حقوقها00 فقط لأنها مسيحية!!

أمينة النقاش

الوصلة