عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 30-06-2005
princepino princepino غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2005
المشاركات: 174
princepino is on a distinguished road
وصل الصدام إلى ذروته في ديسمبر 1948 عندما أصدر
"محمود فهمي النقراشي" رئيس الوزراء قرارا بحل
الجماعة ومصادرة كل أموالها وممتلكاتها. بعد ثلاثة
أسابيع من هذا القرار كان "النقراشي" –الذي كان
وزيرا للداخلية أيضا - في مقر وزارته وعندما هَمَّ
بركوب المصعد فوجئ بشخص يقترب منه ثم يطلق عليه
النار ليلقى مصرعه وسط جنوده، وكان هذا الشخص هو
"عبد المجيد حسن" أحد أعضاء التنظيم السري العسكري
لجماعة الإخوان المسلمين، وكان هذا هو أول استخدام
للعنف يُنسب للجماعة.
بعد شهرين فقط، كان "حسن البنا" خارجا من جمعية
الشبان المسلمين، ثم استقل تاكسي وفور أن أدار
السائق السيارة اقترب رجل ملثم من التاكسي من
الجهة التي يجلس فيها "حسن البنا" ثم أخرج مسدسا
وأطلق الرصاص عليه ليسقط "البنا" قتيلا ويهرب
القاتل وسط الزحام، وتتعدد الروايات التاريخية
بخصوص المحرضين على قتل "البنا" ويتفرق دم "البنا"
بين الإنجليز والملك والمجهول.
المدهش أن وفاة "حسن البنا" لم تعنِ مطلقا وفاة
الجماعة، بل اللافت أن تأثير الجماعة في الحياة
السياسية في مصر ازداد وتعمق بشكل ملحوظ.
يتضح تأثير جماعة "الإخوان المسلمون" واتساع قاعدتها إذا علمنا أن الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" كان عضوا في الجماعة قبل قيام ثورة يوليو وكان هو -بصفته ضابطا في الجيش- المسئول -لفترة قصيرة- عن تدريب كوادر الإخوان على إطلاق النار واستخدام الأسلحة، وإن كان قد انفصل عن الجماعة قبل قيام ثورة يوليو، ومع ذلك حدث تنسيق ما بين الضباط الأحرار وبين الإخوان المسلمين قبل قيام الثورة يضمن وقوف الإخوان إلى جانب الثورة ورجالها، ولعل هذا التوافق هو الذي جعل رجال الثورة يستثنون جماعة الإخوان المسلمين من قرارهم بحل ووقف نشاط كل الأحزاب والجماعات السياسية في يناير 1953، إلا أن شهور العسل بين ثورة يوليو والإخوان المسلمين لم تدم طويلا
فالإخوان المسلمون -استنادا إلى دورهم في الحياة السياسية قبل قيام الثورة في مصر وفي الدفاع عن فلسطين- بدءوا في المطالبة بمشاركة ضباط يوليو في الحكم، وعلى الجانب الآخر كان رجال الثورة يواجهون أزمة داخلية كبيرة تلك التي عرفت بـ"أزمة مارس" بين مطالبة بعضهم بالعودة إلى ثكنات الجيش وترك سدة الحكم للمدنيين، وبين فريق آخر يرى بأن الحكم العسكري هو الأنسب للبلاد، وهي الأزمة التي انتهت بتحديد إقامة الرئيس "محمد نجيب" وقيام مجلس قيادة الثورة برئاسة "عبد الناصر" بمهام رئيس الجمهورية، وبات واضحا أن الطرفين –الإخوان ورجال الثورة- لم يعد يتحمل أحدهما وجود الثاني فبدأ الصدام قويا بين الطرفين.
كان "حادث المنشية" نقطة الصدام الأقوى بين "عبد الناصر" والإخوان إذ تم إعدام ستة من أعضاء الجماعة بعد الحادث وسجن أعداد كبيرة من الإخوان لعدة سنوات، في هذا الوقت هاجر عدد كبير من أعضاء الجماعة إلى الخارج، وكانت هذه الهجرة سببا في نشر أفكار الجماعة في المزيد من الدول العربية والإسلامية.. "حركة حماس في فلسطين تعد امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين".
في عام 1964 كانت الجولة الثانية بين نظام "عبد الناصر" والإخوان المسلمين، إذ خرج "سيد قطب" -أحد أهم قيادت الإخوان- من السجن بعد 10 أعوام قضاها في السجون قام فيها بتأليف عدد من الكتب أهمها "معالم في الطريق" الذي تطرق فيه لمبدأ "الحاكمية" داعيا لأن تكون "شريعة الله هي الحاكمة، وأن يكون مرد الأمر إلى الله وفق ما قرره من شريعة مبينة"، وهو المبدأ الذي يعتقد كثير من الباحثين أنه كان اللبنة الأولى في حركات التشدد الديني والعنف المستند إلى الدين الذي انتشر في مصر والعالم العربي بعد ذلك.
في عام 1965 تم إلقاء القبض على "سيد قطب" مرة أخرى بتهمة الترويج لأفكار ضد النظام ثم أن تم الحكم عليه بالإعدام، ويعد إعدام "سيد قطب" أهم الأحداث التي مرت على الإخوان منذ اغتيال مؤسس الحركة "حسن البنا".
الرد مع إقتباس