عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 21-03-2006
sant1 sant1 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
الإقامة: cairo(Egypt
المشاركات: 360
sant1 is on a distinguished road
flower

المرشد الأسبق للاخوان المسلمين صرح مرة بضرورة فرض الجزية على الأقباط ونادى بعدم تجنيدهم فى الجيش ، وقد أثارت تصريحاته ضجة . وهى تعبر عن حقيقة المنهج الفكرى الأزهرى للاخوان المسلمين. ولقد صبر الاخوان كثيرا على فرج فودة وهو يهاجمهم ويتحداهم بأن يقدموا برنامجا سياسيا محددا للحكم. لكنه عندما بدأ ينتقد الفكر السنى الأزهرى ويتحدى الأزهريين علنا على صفحات جريدة الأحراروفى مناظرته الشهيرة بمعرض الكتاب سارعوا بالتخلص منه لأنه اقتحم قدس الأقداس وهو مناهج الأزهر التراثية .

7 ـ لم يصل الاخوان للحكم بعد ، ولكن تأثير ثقافتهم السلفية يتحكم الآن فى الاعلام والتعليم والمساجد والشارع المصرى ، ولذلك فان اضطهاد الأقباط قائم على المستوى الشعبى والرسمى . والسؤال الآن عن المستقبل : ماذا سيحل بالأقباط اذا وصل الاخوان للحكم ليطبقوا شريعتهم السلفية الوهابية ؟
من خلال ما تعلمته من الأزهر أقول الآتى:
أ ـ المحاكم الشرعية ستعود حتى لو تنكرت فى ثياب مدنية . وستكون خصما للآقباط بحكم عقيدتها الوهابية السلفية الحنبلية، وستعتمد فى أحكامها على الفقه السنى الذى لا يزال يدرس فى الأزهر. وسيعاونها فى التطبيق لهذه الأحكام " الشهود " وفق نظم القضاء فى العصور الوسطى الذى كان يعتمد على الشهود العدول، ويفسر العدالة فى الشهود بمعنى أن يكونوا من أهل الثقة، باختصار أن يكونوا تابعين للسلطة والقضاء ينفذون أوامرها .
ب ـ أخطر ما سيعانيه الأقباط سيأتى من خلال " حد الردة ".
قد يقال ان حد الردة لا شأن له بالأقباط ، فهو عقوبة بقتل المسلم اذا ارتد عن الاسلام واعتنق دينا آخر. ولكن الصحيح أن هناك حيل كثيرة موجودة فى الفقه السنى فى مجال ضخم اسمه فقه الحيل الذى كتبت فيه مئات المجلدات. ومن السهل بعثها من مرقدها فى عصر تحكم الاخوان للكيد للأقباط باستعمال حد الردة ضدهم.
على سبيل المثال: يشهد اثنان من الشهود العدول أمام القاضى أن القبطى حنا قد أعلن أمامهم اسلامه ونطق "بالشهادتين ". ويكتب الشاهدان العدلان محضرا رسميا بذلك ، وتصبح شهادتهما رسمية ومقبولة، اذا أنكر حنا حدوث ذلك ، أو اذا تمسك بدينه يصبح مرتدا ويتم قتله بعقوبة الردة، وتصادر امواله كأى مرتد.
أيضا قد يشهد الشاهدان أن فلانا القبطى الذى مات وخلف ثروة هائلة قد أعلن أمامهما اسلامه قبل موته. عندها لا يجوز للورثة الأقباط ان يرثوا أباهم المسلم ، وتؤول التركة للدولة. أيضا قد يشهد الشاهدان على أن فلانة القبطية قد أسرت لهما باسلامها وهى تخشى من أذى زوجها الذى لا يزال على مسيحيته، عندها لا بد ان تحكم المحكمة بالتفريق بين الزوجين لاختلاف الدين. .. وأمثلة أخرى كثيرة فى موضوع الأبناء والأرحام والثروة والأحوال الشخصية يمكن فيها استخدام حد الردة المزعوم لاضطهاد ال***** والمفكرين المسلمين أيضا.
ج ـ وما فعله الوهابيون بمزارات الشيعة فى العراق وبمزارات آل البيت فى الحجاز ليس ببعيد ، فاذا كانوا يفعلون هذا بأماكن العبادة لدى المسلمين الشيعة والصوفية وهم أغلبية المسلمين فكيف سيتصرفون مع أماكن العبادة للأقباط وهم أقل عددا ؟ ان الوهابية السلفية المتشددة هى العقيدة الحقيقية للاخوان مهما حاولوا اخفاءها والتمويه عليها. وعليه سينال الكنائس المصرية ضرر هائل اذا ما وصل الاخوان للحكم. هناك بعض آراء معتدلة فى الفقه السنى تجيز الابقاء على الكنائس القديمة وتجيز تجديدها. ولكن الفقه السنى المتشدد الحنبلى الذى ينتمى اليه الوهابيون والاخوان المسلمون يرى هدم الكنائس القديمة ومنع بناء أى كنيسة جديدة .
د ـ الآثار القبطية والفرعونية ستتعرض للازالة باعتبارها أوثانا لا بد من تدميرها. واذا كان النفوذ الاخوانى قد نجح فى تجاهل الحقبة القبطية من مقررات مادة التاريخ فى التعليم المصرى ، فان وصول الاخوان للحكم سيمكنهم من تدمير البقايا المادية لآثار هذه الفترة. ولنتذكر تدمير الطالبان لتمثال بوذا .

8 ـ نأتى للسؤال الهام : ماذا نفعل؟
الجواب هو الاصلاح عموما ، واصلاح لأزهر على وجه الخصوص ليكون قلعة تدافع عن الأقباط فى مواجهة الاخوان وتؤكد من خلال الاسلام على حقوق الانسان وحقوق المواطنة وحرية الفكر والمعتقد والعدل. وهذا هو الطريق الذى نسير فيه نحن القرانيين المسلمين.
اننى ادعو من خلال هذا المقال الى عقد مؤتمر خاص لإصلاح الأزهر لكى يكون حصنا حقيقيا يدافع عن الاقباط والأقليات عموما والديمقراطية والعدل والحرية.
وشكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد أحمد صبحى منصور
الرد مع إقتباس