عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 14-10-2007
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
أقباط المهجر ومسلموهم

أقباط المهجر ومسلموهم

بقلم شارل فؤاد المصري ١٤/١٠/٢٠٠٧
عندما تقرأ كلمة «أقباط المهجر»، لابد أن يتبادر إلي ذهنك تحت تأثير الإعلام الحكومي الموجه، معانٍ من عينة الخيانة والصهيونية وإشعال الفتن، وتدمير مصر، وضرب الوحدة الوطنية، وغيرها من ألفاظ الشحن المعنوي التي لا تستخدم إلا في أجواء الحروب.

ولأن مدخل هذا المقال لا يعني بالضرورة الدفاع عن أناس بعينهم، لكنه يأتي في وقت كثر فيه الهجوم علي الأقباط، الذين هاجروا إلي الخارج واحتلوا مناصب مهمة، ونجحوا في بلاد غير بلدهم، وطالبوا الدولة بأن تخفف من قبضتها علي إخوانهم في الداخل.

ولأن الدولة لا تزال في سنة أولي ديمقراطية فلم يتحمل إعلامها الحكومي، وبعض الصحف الموالية لها، أن يطالب أحد بحقوقه فشرعوا في حملة ترويج فكرة تخوين هؤلاء، رغم أن هذا الإعلام نفسه، هو الذي هلل بمباركة الدولة لسفر الشباب إلي أفغانستان وقت الاحتلال السوفيتي لكي يذهبوا للجهاد،

وعندما انتهي انتبه هؤلا الشباب إلي أن بلادهم وحكومتهم - بعد أن شربوا أفكاراً لا تمت إلي الدين بصلة - كافرة وبدأوا في محاربتها، وبالتالي الدولة نفسها التي أرسلتهم كمجاهدين، وسهلت لهم السفر، عادت وحاكمتهم بتهم الإرهاب، والانتماء إلي تنظيمات محظورة وإرهابية.

غاية القول إن مصطلح أقباط المهجر، لا يمكن أن يندرج تحته كل الفئات التي هاجرت واستقرت في الخارج، إضافة إلي أنه يحتوي علي نوع من التمييز، عندما نسمي فئة بالانتساب إلي دينها، وهو ما يخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية، التي تدعو إلي إعلاء حقوق الإنسان،

بغض النظر عن الدين والجنس واللون، وإلا فلماذا لا نسمي المسلمين الذين هاجروا أو سافروا إلي الدول الأوربية وأمريكا، «مسلمي المهجر» بالمعني والدلالة التي يعطيها المصطلح نفسه، الذي يعطيه أقباط المهجر؟!

ومن أمثلة أقباط المهجر ومسلمي المهجر أيضاً نماذج ناجحة تشّرف مصر، وتعلي شأنها في المحافل الدولية مثل الدكتور مجدي يعقوب والعالم الدكتور ذهني فراج.. الأول قبطي وهاجر ونجح وقصته معروفة للجميع، والآخر فعل الشيء نفسه.. وهذا قبطي، وذاك مسلم، فلا نستطيع،

ولا يصبح صحيحاً أن يندرجا تحت المسميات التي ذكرناها وترتبط بالمفهوم التخويني، لأن هناك أقباطاً ومسلمين، رغم أنهم هاجروا من مصر واستقروا في بلدان (غريبة)، إلا أن مصر لا تزال تنبض بها قلوبهم، رغم أنهم لم يجدوا فرصتهم واضطهدوهم.

المهم أنه يجب علي من يهمه الأمر، أن يتعامل مع مثل هذه الملفات شديدة الحساسية، من منطلق أن هؤلاء هم أبناء مصر، ويجب احتضانهم واحتواؤهم والاستفادة من خبراتهم وعلاقاتهم في جلب الخير إلي بلدنا، ولا يمكن أن يتم غض البصر أو سد الأذن أو التعامل مع مثل هذه الأمور بالتجاهل أو من خلال الإعلام الموجه (اللي جاب مصر ورا)، ولا يصلح في عصر أصبح فيه العالم (شقة أوضتين وصالة).

المهم أنه لو رضيت الدولة عن أقباط المهجر في المستقبل، ستجد أن هؤلاء الذين يعتبرونهم في الإعلام الرسمي الآن من الخونة، ويتهمونهم أنهم يريدون تقسيم مصر إلي ثلاث دول قبطية وإسلامية ونوبية، هم أنفسهم الذين سيعتبرونهم من الشرفاء والأبطال وأبناء مصر البررة وفي الصحف أنفسها، ومن الكتاب أنفسهم الذين هاجموهم من قبل وسيفعلون، نفس ما فعلوه مع الشباب المصريين الذين ذهبوا إلي أفغانستان للجهاد، وأطلقوا عليهم اسم المجاهدين، وهم أنفسهم الذين أطلقوا عليهم اسم إرهابيين.

المختصر المفيد

لو كنت أتكلم بلغات الناس وليس عندي محبة، ما كنت إلا نحاسا يرن وصنجا يطن.

http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=79273
الرد مع إقتباس