عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 27-02-2007
Maged Morcos Maged Morcos غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2005
المشاركات: 161
Maged Morcos is on a distinguished road
t16 تابع 3 المسلمون والكيل بمكيالين

أولاً : هل يتمتع غير المسلم (المواطن بالولادة) بالمساواة في الحقوق مع المسلم في أي بلد إسلامي؟

ثانياً : هل بإمكان الوافد غير المسلم (اللاجيء أو الوافد...الخ) أن يحصل على الجنسية في أي بلد إسلامي مهما طالت مدة إقامته؟

ثالثاً: هل يتمتع غير المسلمين من المهاجرين (الوافدين أو اللاجئين...الخ) بحقوق ممارسة شعائرهم الدينية والتبشير بها علناً لمن يريدون في أي بلدٍ إسلامي؟

أعتقد أن الإجابة على كل هذه الأسئلة هي "لا" دون أدنى شك. فتخيل للحظة أن مجموعة من السيخ أو البوذيين تدفقوا على بلاد الإسلام بحجة الإضطهاد في بلادهم الأصلية ثم ما أن إستقروا في بلاد الإسلام حتى بدأوا يطالبون بإن تصرف الحكومة إعانات لهم ولإطفالهم وأن يسمحوا لشبابهم دخول المدارس والجامعات مجاناً وكذلك يطالبون الدولة الإسلامية أن تسمح لهم أن يبنوا معابدهم في مراكز المدن وبمعونات حكومية وأن تقدم لإطفالهم وجبات غذائية على الطريقة السيخية (أو البوذية) وعندما لا تعجبهم السياسة الخارجية للبلد الإسلامي الذي إستقروا به ولجأوا اليه يخرجون في مظاهرات عارمة في عاصمة ذلك البلد ويشتمون رئيس الحكومة علناً وعلى رؤوس الأشهاد. ثم لنتخيل أن في معابد هؤلاء السيخ أو البوذيين رجال دين يشتمون الإسلام ليل نهار وينعتون المسلمين بأقبح النعوت و يحثون شباب طائفتهم على تفجير أنفسهم بواسطة أحزمة ناسفة في وسائط النقل في عاصمة البلد المسلم الذي لجأوا إليه لأنهم غير راضين عن السياسة الخارجية لذلك البلد.
فهل من الممكن أن يحصل أي من هذا؟؟؟ هل سيتسامح المسلمون مع جالية كهذه؟ أم إنهم سوف يطردون من البلاد شر طردة إن لم يبادوا عن بكرة أبيهم من قبل قوات الجيش والشرطة أو حتى من قبل الغيورين من عوام المسلمين؟
أليس هذا إذن كيل بمكيالين؟ لماذا يتوقع المسلم أن يعامل في البلد الغربي بغير ما يعامل هو غير المسلم (العربي أو الأجنبي) في بلاده؟ أليس هذا هو قمة إزدواجية المعايير؟
لذا أليس من المنطقي أن نسأل كل مسلم يطالب بحقوقه "المشروعة" في بلاد الغرب سؤالين هما: هل تتوفر هذه الحقوق التي تطالب بها في أي بلد إسلامي لغير المسلم؟ والسؤال الثاني هو: هل يستطيع المسلم أن يفهم أن حريته في التعبيرفي بلاد الغرب هي جزء لا يتجزأ من حرية غير المسلم في نقد الإسلام وإن هذا هو ثمن التمتع بهذه الحرية والديمقراطية؟
إن التقاليد الديمقراطية الغربية التي هي حصيلة نمو وتراكم حضاري مضني تكون عبر عدة أجيال جعل المواطن الغربي يعي غريزياً بإن الحرية التي يتمتع بها لا تأتي دون ثمن. وإن ثمن هذه الحرية هو القبول بحق الآخرين في نقد معتقداته دون أن يؤدي ذلك الى التهديد بالقتل أو الى ممارسة العنف. إن هذه المعادلة البسيطة يجدها المسلمون عصية على الفهم وذلك لغياب الديمقراطية تماماً من موروثهم الحضاري. وهذا هو السبب في فشل البلدان الإسلامية جميعها في بناء نظام ديمقراطي في أي بلد من بلاد المسلمين.
إن المسلم يستطيع بسهولة أن يفهم و أن يمارس حقوقه وحرياته وهو يفعل ذلك بنشاط وهمة ولكن يجد صعوبة بالغة بإن يقبل بحرية الآخر.
أي أن المسلم يريد أن يعيش في عالم له فيه حقوقاً دون واجبات وهو يرحب بالفرصة لنقد الآخرين لكن دون أدنى وعي بحاجته لنقد الذات. وهنا يكمن لب الإشكال الحضاري للمسلم في العالم الحديث.

آخر تعديل بواسطة الخواجه ، 27-02-2007 الساعة 02:50 AM السبب: تكبيرالخط
الرد مع إقتباس