عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 01-11-2004
الصورة الرمزية لـ Andy
Andy Andy غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 44
Andy is on a distinguished road
: إن الله ذكر شهر رمضان فى القرآن لأنه فى رمضان قد نزلت جميع الكتب السماوية، وأما مصدر ذلك فليس بحثا وراء الآثار فى أماكنها وتدقيقها بما يليق بعالم باحث، ولا كشفا جديدا لمخطوط قديم كنا نجهله، ولا نقوش على حجر هنا أو هناك، ولا أية وثيقة تاريخية تشهد بهذا الكشف التاريخى الكبير، ولا حتى بمدونات فى هذه الكتب السماوية نفسها وهى موجودة بين أيدينا بشكلها الحالى من زمن يسبق الرسالة الإسلامية، ولا تعرف بالمرة شهرا اسمه رمضان، ولا أى شهر عربى آخر، لأن هذه الكتب عندما ظهرت وانتشرت وآمن بها الناس لم يكن هناك أمة أو شعب اسمه العرب قد ظهر بعد على صفحة التاريخ إلا فى الفترة الواقعة بين انتهاء التوراة وبداية الإنجيل، كما لم نعرف أن القبائل الشراذم البدائية التى كانت تعيش فى جزيرة العرب قد استشعروا أنهم شعب واحد إلا عندما جمعهم الإسلام على دين واحد. كذلك لم نعرف لغة العرب إلا من تدوين تالٍ يذكر لنا معلقاتهم السبع. والمعلوم علميا أن أقدم نص مكتوب يمكن نسبته إلى العرب كان مكتوبا بالنبطية لأن العربية لم تكن قد ظهرت بعد ككتابة، وهو نص امرئ القيس المدون على شاهد قبره «هذا قبر امرئ القيس بن عمرو ملك العرب الذى حاز التاج وتوفى فى 223 م». هذا ما يعرفه المثقف العادى عبر تداوله لمنجز علم الآثار والتاريخ، وهو الأمر الذى لم يشغل الشيخ زغلول مرة منذ بدأ الكتابة وحتى اليوم، ولم يقم مرة بالتوفيق بين منجز العلم فى التاريخ وبين المفاهيم الدينية، أو التلفيق لا فرق، كعادته فى البحث فى العلم عما يلتقى مع نصوص الدين. لأنه لا يعتبر التاريخ علما له وزنه ورواده وعلماؤه وأنه يجب أن يؤخذ من مصادره العلمية، لأن أى تاريخ عنده يؤخذ مما جاء فى كتب التأريخ الإسلامية دون مناقشة، رغم أن فضيلته متخصص فى تاريخ الأرض الحجرى، ويعلم أن لهذا الحجر تاريخا وعلما عظيم الشأن، لكنه لا يعطى للإنسان الحق الذى أعطاه للحجر، لأن التاريخ عنده هو التاريخ المقدس وحده، لذلك هو يأخذ التاريخ من الطبرانى إذ يقول: «أنزلت صحف إبراهيم فى أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضت من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان، وأنزل الزبور لثمانى عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان». هذا رغم أن رمضان لم يكن قد اخترع بعد، لأن أصحابه لم يكونوا قد وجدوا بعد كشعب وكقومية لها لغة واحدة وكتابة واحدة. هذا هو الخبر الأول وفيه هذا الأمر المهول الذى أكدت له الصحيفة وأفردت تحت كلمة «خاص»! وإذا كان هذا هو الكلام الذى استحق التبيين والتأكيد وأهمية أن يكون خبرا خاصا فى أكبر صحيفة فى بلدنا، فيا ترى كيف يفكر صحفيو هذه الصحيفة وأهلها؟! ألا يفسر لنا ذلك سر الجهالة المعممة فى بلادنا؟! إن تلك الروايات التى تفتئت على علم كبير كعلم التاريخ بفروعه العظمى، هى قصص من ألوان الروايات المصطباوية فى ليالى الأنس البدوية، رووا فيها من الخيال والطرائف ما رأوه من جانبهم فى صالح المسلمين، لنأخذه نحن اليوم كمسلمات تكتسى ثوب العلمية لأن الحكواتى هذه المرة رجل دكتور جيولوجى، رغم أنها تميز روايات شهر زاد لملكها الناعس شهريار فى استعصائها على أى عقل صاح، ويزيدون فى التقديس فيقدسون لغتهم العربية التى لم تتكون كلغة ذات قوام واضح له قواعده وأصوله وفنونه إلا فى الزمن الإمبراطورى الإسلامى، ويجعلونها لغة الأزل وبها حدث آدم ربه وزوجته حواء وبها سيكون الحساب يوم الساعة وبها يجب أن يتسمى كل الناس فى أى مكان وفى أى تاريخ فتصبح أسماء الفراعنة سلهوق بن عمران والريان بن الوليد، وأى حاجة فى أى حاجة، فلا مشكلات مع قوم وثنيين ذهبوا وبادوا كما يعتقد زغلول وكل الزغاليل! ولا تفهم هل يكتب زغلول وجماعته حسب المناسبة ما يلزمها من مواد محسنة للطعم، وتسلية للصائم بالهيام فى مزيد من تأكيد منهج اللا علم حتى لا يكون لنا علم إلا من تراثنا؟! وهل تطلب تلك الروايات فى الشهر الكريم لتثبيت أفئدة المسلمين حيال شهرهم الفضيل أم هى من باب التسالى الرمضانية كالياميش والفوازير؟! أم هى منح الرسالات السابقة الكرامة بإنزالها جميعا فى شهر لم يكن معلوما بعد؟! وهل مع كل افتراض حسن النوايا، هل نحن بحاجة إلى مثل هذا الخطاب فى زمن أصبح له فى درس التاريخ كعلم فنون رفيعة فى درس اللغات القديمة وفى الأنثروبولوجيا والأركيولوجيا والميثولوجيا، وفى دلالات العلاقات والغوص بكشاف العقل والعين والأذن لدرجة اللمس فى حضارات الدنيا القديمة، هل نحن وفى حالنا المتدنى بين الأمم بحاجة بعد إلى خطاب العلم والإيمان أم نحن بحاجة إلى خطاب يكرس العلم ومنهجه فى حياتنا ويحترم العقل والعلماء من أجل قراءة واضحة علمية لتاريخنا وتاريخ الدنيا حتى نستطيع أن نتكلم لغة الإنسان الآن، لا لغة إنسان انقرض وانقرضت معه ثقافته البدائية ومناهجه الابتدائية، لاشك أننا بحاجة إلى الخطاب الثانى كى نكرم أنفسنا بدلا من شهورنا، فالإنسان لاشك هو الأكرم والأجدر بالتكريم. ومن شهورنا المقدسة إلى أيامنا المقدسة ينتقل صاحب الفضيلة مؤكدا لنا «إن يوم الجمعة كان مفروضا على الأمم من قبلنا.. وهدانا الله تعالى إليه، فأصبح الناس لنا فيه تبعاً واليهود غدا وال***** بعد غد، ومعنى ذلك أن اليهود أصبحوا يعظمون يوم السبت وأصبح ال***** يعظمون يوم الأحد وانصرفوا عن يوم الجمعة». أولا لابد أن نلاحظ هنا ملحوظتين سريعتين، الأولى تعريضه بأهلنا وشركاء وطننا وتاريخنا ومستقبلنا من مسيحيى مصر الذين انصرفوا عن حق الجمعة إلى باطل الأحد، وأيضا لابد أن نلحظ أنهم واليهود سيعظمون الجمعة، سيعظمونها، يوم يسود الإسلام الأرض بعد أن نحتلها إن شاء الله! ثم يأتى فضيلته بالحديث، وما أكثر الحديث عند الحاجة حتى لو تناقضت الحاجات، ليقول: «سيد الأيام يوم الجمعة، وأعظمها عند الله تعالى، وهو أعظم عند الله تعالى من يوم الفطر وعيد الأضحى. وفيه خمس خلال: خلق الله عز وجل فيه آدم عليه السلام، وأهبط الله تعالى فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله تعالى آدم، وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئا إلا أجابه الله تعالى إياه ما لم يسأل حراما، وفيه تقوم الساعة». والحديث المذكور من أحاديث الآحاد المعلومة، كما أنه يخالف أحداث التاريخ مخالفة تامة، فلم يتم استخدام اسم الجمعة كعلم ليوم من أيام الأسبوع إلا فى الزمن النبوى، وقبل ذلك كانت العرب تسميه يوم العروبة، وكان على المستوى الدينى يوم الاحتفاء بكل ما هو وثنى، وأبعد زمان يمكن افتراضه «لعدم وجود وثائق تاريخية» ليوم العروبة هو زمن قصى بن ****. ولا تعلم ما الذى سيستفيده المسلم الصائم التقى المقهور الذى يعيش هزيمة حضارية ماحقة من هذا العلم بشأن يوم الجمعة؟! أو ما الذى سيحققه من تحرك فى واقعه الآسن من معرفة إن كان آدم قد نزل يوم الجمعة أو يوم الخميس؟! وإن كان قد خلق يوم الأربعاء أو يوم الثلاثاء؟! أم هى فقط نكاية لغير المسلمين بكلام لا يؤمن به إلا بعض المسلمين لتشريف أيامهم وشهورهم على حساب التاريخ كله؟! وهل هكذا نكون قد تفوقنا على غيرنا وتميزنا بيومنا الأسبوعى وبشهرنا السنوى؟! وبما أن هذا الحديث كان موجودا طوال العصور الماضية ونحن نسير من هزيمة إلى أخرى ومن تخلف إلى مزيد، ومع وجود رجال الدين فى بلادنا بعدد كما الليمون والحمد لله،
سيد القمنى




http://www.rosaonline.net/alphadb/article.asp?view=704
الرد مع إقتباس