عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 24-10-2005
الصورة الرمزية لـ ميرنا
ميرنا ميرنا غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2005
المشاركات: 107
ميرنا is on a distinguished road
evil

وفي هذا اللقاء الذي حضره جمع من الشباب الذي تلهف طويلاً للاطمئنان على أختهم التي تاهت منهم وضلت الطريق لأكثر من ثلاثة أعوام دون أن تجد من يأخذ بيدها أو ينتشلها ، واعتلت وجوههم ووجوههن علامات عديدة من الفرح والأسف والأسى والحمد والحزن والضيق والسرور واللوم ..... والكراهية ، بسبب ما حدث لزينب أو أحدثته هي لهم وفيهم .

وفي هذا اللقاء أجريت بالصوت والصورة حواراً طويلاً مع زينب لأكثر من ساعة ، أباحت بما أرادت وأخفت ما أرادت ، ندمت على ما رغبت هي الندم عليه ، ولم تندم على ما تمنى الحضور أن تندم عليه ، عَذرَها البعض ولم يعذرها البعض الآخر ، تلمّس خطئها البعض ولم يتلمسه البعض الآخر ، إلى أن أفشى الزميل الصحفي فراج إسماعيل بموقع قناة العربية ، أسرار حوارنا الشخصي حولها ، وجعله كله مادة صحفية ، ففرحت لذلك كثيراً بقدر أسفي كثيراً ، ورحبت به بقدر رفضي له ، ذلك لأنني أملك يقيناً إيمانياً يريحني كثيراً في حياتي ، أن كل شيء هو بقدر الله ، النشر بيده سبحانه وتعالى ، وعدم النشر بيده سبحانه وتعالى ، الستر على الأسرار أو البوح بها خاضع لمشيئته ، وما نراه شراً قد يكون فيه الخير الكثير ، وما نتصوره خيراً قد لا يكون فيه إلا ما هو شر .

لذلك غضب الإخوة الذين واظبوا على دعوة زينب إلى الله والسعي لإعادة توازنها إلى درجة محاولة إفشال مشروعي الوليد الأكاديمية الإسلامية لدراسات الأديان والمذاهب ، إذ كان منهم أربعة يتعاملون مع زينب فامتنعوا عن حضور المحاضرات المكلفون بها ، وغضبت زينب عبد اللاه الصحفية بالأسبوع لأن فراج إسماعيل سبقها في النشر فلم تنشر كلمة واحدة عن الأكاديمية ، وغضبت زينب عصام صاحبة المشكلة لأن فراج إسماعيل كتب معلومات تجرحها رغم أن ما كتبه فراج فيما أغضب زينب كان قد استقاه من مقال سابق لمصطفي بكري عن اتصال بعض الشباب المسيحي بها في المنزل قبل تنصيرها.

لكن المهم والخلاصة ؛ أن زينب عادت إلى حضن أبيها وأمها وأخوتها ، مسيحية شديدة البأس ، ثم تائبة إلى الله تؤدي الصلوات الخمس ، وتغطى بعض ما كانت في المسيحية قد كشفته من أعضاء جسدها ، وتقرأ القرآن ، وتبكي عند سماع الدعاء ، بغض النظر عن التفاصيل التي نرجئها لأسباب لا يهم كثيراً الانشغال بها الآن ، وعلى رأسها أنها لم تكن يوماً قديسة صاحبة معجزات ، ولا كانت داعية شديدة المراس ، إنما كانت واحدة مثل آلاف الفتيات الذين في مثل عمرها ونراهم في بيوتنا وبيوت جيراننا وفي الشوارع والمحال والمدارس والجامعات ، وقد تظل على ذلك النهج طوال حياتها ، وقد يشاء لها الله ـ إن هي أرادت ـ أن تكون واحدة من أشهر وأذكى الداعيات إلى الله ، وليس ذلك على الله ببعيد ، فمن قبلها عادت (خلود) بجهد الدكتور (ع) ، وعادت (دعاء) معي بعد قصة مؤلمة مع أهلها ، وعادت (نادية) بعد قصة جميلة أفادتني كثيراً بصراحتها المطلقة ووعيها الكبير وما نقلته إلينا من معلومات عن أسماء المنصرين وأماكنهم وهواتفهم والوسيلة العفنة التي استخدموها في تنصيرها ، وكان أهلها على قدر كبير من التعاون والتفاهم والاحترام ، وكان أيضاً فضل الله علينا كبير في حالة ابنتنا (رشا) بكلية الخدمة الاجتماعية في حلوان ، والتي ألحدت وكفرت بالإسلام وبكل ديانة أخرى ، بتأثير بعض أساتذتها وعدد ليس بالقليل من زملائها وزميلاتها ، إذ أصاب الرعب والخوف والدها صاحب الوجاهة الاجتماعية فاكتفى بعلاج حالة ابنته ، وعودتها إلى اتزانها الديني ، وقراءة القرآن والصلاة المنتظمة بل والصوم يومي الاثنين والخميس ، لكنه رفض رفضاً شديداً أن تدلني ابنته على زميلاتها وزملائها الذين تحولوا من الإسلام إلى الإلحاد ، وكان لشقيقتها الكبرى بنفس الجامعة الدور الكبير بما أولته لها من حب وعناية واهتمام ومودة فجزاها الله الخير الوفير ، أما فاطمة الزهراء فقد كانت عودتها بفضل الله وعونه بعد صراع طويل مع أحد أعوان البابا شنودة ، انتكاسة لواحدة من أكبر الكنائس الأرثوذكسية التي تمارس التنصير في واحد من أضخم الأحياء القاهرية.

مما سبق يجب أن ننتهي إلى عدة حقائق عامة ، ولكنها مهمة للغاية ، يسّرَت كثيراً على المنصرين تغلغلهم داخل ثنايا المجتمع ومحاولة تحقيق أدنى المكاسب ، وهي :

أولاً: اضطراب العلاقات الأسرية بين الآباء والأمهات من ناحية ، وبينها وبين أولادها من ناحية أخرى.

ثانياً: اضطراب العلاقات الدعوية بين الشيوخ والدعاة بعضهم البعض من ناحية ، وبينهم وبين الشباب من ناحية أخرى.

ثالثاً: اضطراب العلاقات الإدارية والشرعية بين قادة المؤسسات الدينية بعضهم البعض من ناحية ، وبينهم وبين موظفيهم والدعاة العاملين تحت سلطانهم من ناحية أخرى.

رابعاً: اضطراب العلاقات بين علماء ودعاة المؤسسات الدينية الرسمية وبين علماء ودعاة المؤسسات في الدينية الأهلية ، وتبادل عدم الثقة العلمية والإنسانية بينهما.

خامساً: اضطراب العلاقة بين العلماء والدعاة وبين الشباب عموماً ، فتعددت المدارس الشخصانية ، وتبعها تعدد انتماءات الشباب ، وليس إلى اليمين أو اليسار أو الوسط ، إنما للشيخ فلان أو للشيخ فلان .

سادساً: اضطراب العلاقة بين الشباب الملتزم والشباب غير الملتزم ، على درجة شبه فئوية أو طائفية مخيفة ، فاستعلى الملتزم بدينة على غير الملتزم ، ونبذ الشباب غير الملتزم الشباب الملتزم بتهمة الانغلاق والتشدد والتعصب ، مستجيباً للنظرة الإعلامية العدائية للالتزام .

سابعاً: اضطراب العلاقة بين الشباب الملتزم وبين المدارس الدعوية التي تتنازعه ، بل واضطراب العلاقة الفردية مع النمط العقدي الذي ينتمي إليه الشباب .
الرد مع إقتباس