عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 26-07-2007
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
هو دة بداية الموضوع(للربط)

بحب مصطفي

بقلم حمدى رزق ٢٤/٧/٢٠٠٧
يحكي الأنبا موسي، أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية، أن مدرس الدين المسيحي أفاض في شرح مناقب السيد المسيح «عليه السلام» لأطفال المدرسة المسيحيين، الذين تم تجميعهم من الفصول المسلمة، وبعد أن أتم الدرس، سأل تلميذة صغيرة: إنت بتحبي مين؟ كان المدرس الأريب يتوقع أن تنطق الطفلة بحب يسوع (عليه السلام)، لكنها صعقته بأنها تحب مصطفي، وقبل أن يسرح بخياله صدمته الطفلة ثانية بأنها بتحب مصطفي زميلها في الفصل.

الحيط في الحيط، في أبو تلات بالعجمي، يتلاصق مسجد «العوامي» بالنادي الصيفي لأسقفية الشباب (بيت مار مرقس) كما يتحاب في الله الأنبا موسي وإمام المسجد الشيخ إبراهيم، صديقان يتزاوران، السور الذي يفصل ملاعب النادي عن باحة المسجد لا يفصل بين القلوب العامرة بالمحبة، لم نجد حرجاً أن ندعو للشيخ إبراهيم بالبركات.

الأولي حب عيال، والثانية حب عواجيز، كلاهما لايجوز علي الشباب المسيحي، لايلقي بالاً لآيات الحب، شباب الأقباط صعب كتير، إنهم يمضغون مرارات الاضطهاد وجبة يومية علي هذا النحو الذي طفحت به الأسئلة في حوار بلا شطآن، تماماً كالبحر في أبو تلات، دوامات وسحب وغريق.

المودة والرحمة مابين جيل الأنبا موسي والشيخ إبراهيم لاتلزم، والفطرة الصافية لجيل الطفلة التي تحب مصطفي يحسب لعب عيال، أجيال من الشباب المسيحي حائرون، يفكرون، يتساءلون في جنون، بلدنا من تكون؟

يغني الشباب في معسكر أبو تلات أغنية تنتهي بوعد يقطعه الشاب المسيحي بقبول الآخر، الأحاسيس المريرة مررت مذاق الأغنية الحلو في حلقي، فتي جلد قام ليصرعني بسؤال، يقول: مطلوب مني أنا المسيحي أن أسمع الدعاء علي النصاري كل يوم جمعة من المسجد المقابل وأسكت، لم أعد أحب هؤلاء، لماذا أجالسهم علي المقهي وهم يبتهلون لفنائنا في المسجد، ألم يأمرهم شيخهم بمقاطعة النصاري، سأقاطعهم، لن أنتظر صداقتهم التي بها يتعطفون.

تقفز في وجهي شابة نحيفة كالفراشة، صعيدية: إنهم ينصحون الملائكة الصغار بتجنب الأطفال القبط، أطفالنا يعانون من أحاسيس الإحباط، تنتابهم كالكوابيس المزعجة. تقول: حرت كيف أفسر لأخي الصغير في الابتدائي لماذا يفصلون بينه وبين صديقه الذي يأكل معه في اللانش، في حصة الدين يتعمق الإحساس بدونية القبطي، لماذ تخرج - هي - من الفصل وتترك مصطفي يردد الآيات وراء المعلم؟

في أبو تلات اكتشف أن الأرض ليست فقط المبللة بالبنزين بل النفوس، إنهم يتجنبون أولاد الأقباط في النوادي، الأساتذة يمايزون بين الطلبه في الكلية، يسمون الأسر بأسماء دينية تعلن هويتها فلا يقترب منها الأقباط، في المقابل يؤسسون أسرًا تحت مسمي كودي H C. اختصار كريستان، أي مسيحيين، الأنبا موسي أعلن رفضه القاطع تشكيل مثل هذه الأسر، ولكن بعضهم يراها حلا في مواجهة الآخر، أسرة مقابل أسرة.

فاجأني أحدهم بأنه يرفض استخراج بطاقة الرقم القومي، لأن بها خانة الديانة، يتساءل: لماذا يسجلون مسيحيتي في الهوية، البطاقة تعني أنني مصري ولا تعني أي شيء آخر، أحدهم حمد الله أن التسجيل يتوقف عند المسيحي والمسلم، ولم يمتد إلي تشكيلة الطوائف المسيحية، فيصبح هناك مسيحي كاثوليكي ومسيحي «أرثوذكسي» ومسيحي «بروتستانتي»، وبالمرة مسلم «سني» ومسلم «شيعي»، طالما التقسيمة مسلم ومسيحي فما المانع في مزيد من التقسيمات؟

نخشي إظهار الصليب في عربة السيدات في المترو، المنتقبات والمحجبات يعزلنها قسراً، تموت أختي في جلدها تخشي غضبهم، لم تعد تركب المترو، وإن ركبت فليس في عربة الحريم.

http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=69829

الرد مع إقتباس