عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 29-08-2007
الصورة الرمزية لـ fanous2102
fanous2102 fanous2102 غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
المشاركات: 3,476
fanous2102 is on a distinguished road
متى ينفجر ذلك الدمّل؟!!

متى ينفجر ذلك الدمّل؟!!


وفاء سلطان
elsultana1@yahoo.com
الحوار المتمدن - العدد: 2019 - 2007 / 8 / 26


الإسلام كالدُمل لن يشفى العالم منه إلاّ بانفجاره.
...........
جسيكا مريضة نفسية قضت سنوات كثيرة في أحد المصحات العقلية. من ضمن ما كانت تعاني منه، تمّ تشخيص اصابتها باضطراب نفسي يدعى: الوسواس القسري القهري Obsessive Compulsive Disorder
تستحوذ عقل المصاب به عادة بعض الأفكار أو التصرفات التي لا يستطيع أن يتخلص منها، كأن تسيطر عليه فكرة سحب سكين وقطع يده، أو غسل يده كلما لمس شيئا ما، أو أن يخرج من باب بيته وهو يمشي إلى الوراء، أو أن يغلق باب سيارته ثم يفتحه ثم يغلقه وهلما جرى.
لن أسهب في شرح ذلك الإضطراب، لكنني أودّ أن أشير إلى أنّ جسيكا كانت مهووسة بجمع المناشف وطيها وفق ترتيب معين. أعيت من خلال هوسها هذا القائمين على رعاية المصح النفسي، فلقد درجت على سرقة مناشف المرضى والعاملين في المصح وترتيبها في غرفتها وفق نسق معين.
جرّب الطبيب المشرف على علاجها جميع الطرق العلاجية التقليدية دون جدوى، فقرر أن يداويها "بالتي كانت هي الداء" على حد تعبير المثل العربي.
بدأ بإرسال عدة مناشف لها مع كل وجبة أكل، وكان يترك على عتبة غرفتها المزيد منها بين الحين والآخر.
بعد أن وصل عدد المناشف في غرفتها إلى ما يزيد عن ستمائة منشفة، تفاجئت الممرضة التي حملت لها وجبة الإفطار ذات صباح بالمريضة تدفشها إلى الوراء وتصرخ: اغربي عن وجهي أيتها الحمقاء وخذي مناشفك معك!
.....................
الوجود الأمريكي في العراق لم يشعل نار الإرهاب، لكنه أزاح الرماد عن جمرها. ليس الأمر جديدا لكنّه كان مؤجلا لقرون.
الحكام الدكتاتوريون في العالم الإسلامي، والحق يقال، لجموا العنف بالعنف لكنهم لم يعالجوه. وخير من أجاد تشخيص تلك الحالة الشاعر نزار قباني عندما قال في قصيدته "رسالة إلى حاكم عربي":
أقتلكم كي لا تقتلوني.....
على مدى أربعة عشر قرنا من الزمن استحوذ العنف على دماغ المسلم حتى صار محفورا في شيفرته الوراثية. وصار من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، لجم النزعة إلى العنف بطرق صحيّة وسليمة.
قد لا يكون من الإنسانيّة بمكان أن أقول بأن الإنفجار هو السبيل الوحيد لحل المشكلة، لكنّها الحقيقة المرّة.
لا حلّ يلوح في الأفق إلاّ عبر حروب أهلية ستأتي على الأخضر واليابس وتزهق أرواحا كثيرة وبريئة.
لم تمتلىء بعد غرف المسلمين بالمناشف، ولا حلّ إلاّ بما كانت هي الداء!
سيصل الأمر بهم إلى أن يصرخوا ببعضهم البعض: كفاية....كفاية لقد أعيانا القتل والقتال وحان الوقت لنعيش بسلام.
ولكن متى سيصلون إلى تلك الحالة؟!! لا شكّ إن الطريق إليها سيمخر عباب بحر من الدماء!
ليس من باب الصدفة أن تصلني معظم رسائل التأييد من الجزائر والعراق، فلقد غصّت غرف البلدين بالمناشف ولم يعد هناك رغبة في سفك المزيد من الدماء. تقول الأخبار الواردة من الجزائر بأن عشرات الآلاف من الجزائريين يتركون الإسلام من حين لآخر. لا عجب! فعشر سنوات من تكديس المناشف ضيّقت على الناس حياتهم فصاحوا: خذوا إسلامكم وارحلوا، لقد أعيانا القتل والقتال!
......................................

القاموس اللغوي الإسلامي قاموس مملوء بالعنف والدعوة إلى القتل والقتال. تتطلب الطقوس الإسلامية من المسلمين تكرار تلك اللغة بطريقة اتوماتيكية آلية تلغي دور العقل وتجرّد الإنسان لاحقا من روحانياته.
في كل لغات العالم وأديان الأرض تعتبر الصلاة لحظة وصل بين الخالق والمخلوق. المخلوق يتكلم والخالق يصغي، واللغة المختارة من قبل المخلوق تُضفي على تلك اللحظة جمالها وروحانيتها.
لكنّ الأمر في الإسلام يختلف، فصلاة المسلم عبارة عن طقوس يكررها بطريقة تُبرمجه دون أن تسمح له باختيار لغة خاصة به.
يتبرمج الإتصال بين المسلم وربّه ويصبح مع الزمن آليّا يفقد عندها الإنسان الإحساس بسموه وروحانيته.
كيف يشعر المسلم بروحانيته وهو يكرر في صلاته قياما وقعودا لغة كتلك التي تقول:
غير المغضوب عليهم ولا الضالين...
من شر الوساس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس....
فصلي لربك وانحر إنّ شانئك هو الأبتر...
من شر ما خلق...
وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد...
إن الإنسان لفي خُسر...
ما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة...
وارسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل...
وما إلى ذلك من لغة صحراويّة جافة مرعبة تسلب من النفس روحانيّتها ومن العقل قدرته على الإبداع.
......................
كنت حديثة العهد في أمريكا. تلقيت دعوة من مدرسة ابنتي لحضور حفل تخرجها من مرحلة الحضانة وانتقالها إلى المرحلة الإبتدائية.
في حفل التخرج، ألقى محافظ المدينة كلمة قال في نهايتها: اسمحوا لي أن أبدأ الحفل بالصلاة.
بالصلاة؟!!
لم أشعر بالإرتياح للأمر وظننت بأنه سيفرض على الحضور دينه وطقوسه، فالصلاة في عرفنا وحسب مفاهيمنا لها عبارة عن طقوس مبرمجة لا يمتلك أحد الحق في أن يغيّرها، لأفاجئ به يقول:
يارب نشكرك على تلك الوجوه البريئة التي أرسلتها لنا، يارب نشكرك على هذا المكان الجميل ونشكرك لأنك سهّلت على عائلات أطفالنا الحضور رغم انشغالهم بأمور الحياة، كما ونشكرك يارب على تلك البيتزا التي سنتقاسمها معا، من فضلك يارب احم هؤلاء الأطفال وخذ بيدهم لأنهم صانعوّ المستقبل. ثم أنهي صلاته بشكره لنا جميعا.
من يومها للصلاة عندي مفهوم آخر غير الذي ورثته عن أبي.
.............................
الروحانية، وليس الدين، هي لبّ العقيدة البوذية.
__________________
مسيحي من الارض المصريه القبطيه المحتله
الي الابد قويه يامصر بالمسيح

آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 29-08-2007 الساعة 10:09 AM السبب: تكبير الخط
الرد مع إقتباس