عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 12-03-2006
الصورة الرمزية لـ bolbol
bolbol bolbol غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 995
bolbol is on a distinguished road
حتى لا يقال إننا " نتصيّد " الأخطاء، سنتوقف الآن عند شواهد مأخوذة من كتاب يدرّس في كليّة شريعة جامعة دمشق، اسمه " العقيدة الإسلاميّة والفكر المعاصر "، للدكتور محمّد سعيد رمضان البوطي، طبعة عام 1988 ـ 1989. يقول هذا الكتاب عن المسيحيين: " أمّا في بلاد الشام وما وراءها، حيث امتدّت إليها سلطة الامبراطوريّة الرومانيّة، فقد تمثّلت أهم النزعات الفكريّة والمذهبيّة فيها، بذلك المزيج الذي ابتدعه أباطرة الرومان بدءاً من عهد بولس، والذين كان مركّباً من الوثنيّة القديمة التي عرف بها الرومان والنصرانيّة التي كان أصلها الإسلام الحقّ الذي بعث به سيّدنا عيسى عليه الصلاة والسلام، ثم تشعّبت من جراء الابتداعات التي أقحمت فيها إلى فروع ومذاهب شتّى، كالغنوصيّة والصابئة والركوسيّة "؛ "العقائد الكنسيّة لا تكاد تتفق في أي من جزئياتها وبنودها مع أصول المنطق وموازين العلم، بينما العقائد الإسلاميّة تأبى على المسلم أن يقيم وجودها في فكره إلا على بصيرة العلم والمنطق"؛ "نظام الكنيسة أعلن حرباً لا هوادة فيها على العلم واتباع سبيله، قضى في سبيلها على آلاف العلماء والباحثين، وجعل من البحث العلمي جريمة أخطر من جريمة الإلحاد بالله عزّ وجلّ؛ بينما يقضي نظام الإسلام بإعطاء الريادة في المجتمع للعلم وأهله، ويجعل من البحث العلمي أقدس عبادة يتقرّب بها المتعلّم إلى الله إن حسنت في ذلك نيّته وحسن قصده". عن الشيعة عموماً يقول الكتاب: " على أن هذا الذي بدأ بدافع ديني كما أقول، لم يلبث أن غدا فيما بعد، ذريعة لكلّ ذي مطمح سياسي، أو نزعة إلحاديّة، أو هوى جانح عن سبيل الحق. فغدت هذه الفرق بذلك مطايا لأصحاب الأغراض وأولي الانحرافات على اختلافها. وأنت تعلم أنّ دعاة السوء والزيغ، لا يستطيعون أن يتسلّلوا إلى المجتمع الإسلامي المتماسك، إلاّ من نوافذ هذه الفرق وأمثالها إذ يتمادى بها الجدل والصراع، فتنحرف عن الجادّة ربما دون أن تنتبه إلى أنها انحرفت عنها. فتتفتح من ذلك ثغرة. وما هو إلاّ أن ينحطّ فيها ويتسلّل إليها المتربّصون، من أولي الزيغ، تجّار الزندقة والضلال". "ومن الجلّي أنه لا دخل للعلم في نشأة الخوارج والشيعة، بل ولّدتهما العاطفة السياسيّة، ثم اندسّ فيهما خصوم الدين من الزنادقة، فتطوّرتا أطواراً شائنة". عن البهائيين؛ يقال: "وإنما تقوم ديانتهم وأفكارهم الخرافيّة الكافرة على التفسيرات والاستنباطات الباطنيّة والإشارية التي لا تعتمد على منطق ولا لغة ولا مقياس من مقاييس النظر والعلم ". عن الأحمديين، يقال: " ولم يزل على حاله [**** أحمد القادياني، مؤسّس الطائفة الأحمديّة] تلك ويكذب على الله وأنبيائه، ويضع نفسه للناس موضع عيسى بن مريم عليه السلام، إلى أن رماه قضاء الله تعالى بالهيضة (داء الكوليرا) ومات في بيت الخلاء ساقطاً على وجهه، فكان موته عبرة لأولي الأبصار ". عن الفلسفة الوجوديّة، يقول الكتاب مختصراً هذه الفلسفة الهامة على النحو التالي: " ولكن من البلاء الأطم أنهم يصنّفون أنفسهم مع فلاسفة، ويخاطبوننا على هذا الأساس، ويريدوننا أن نفهمهم على هذا الاعتبار. وها نحن قد حاولنا فهمهم على هذا الاعتبار، فما رأينا إلاّ كلاماً متهافتاً وأحلاماً تستعصي على الواقع وألفاظاً تطلق على مدلولات لم يقل بها فلاسفة ولا علماء ولا مناطقة من قبل". ويقال عن الفيلسوف الوجودي الفرنسي، جان-بول سارتر: "إن نظرة سطحيّة واحدة إلى مظهره.. تدلّ على أنّ الرجل منغمس في نقيض هذا المبدأ الذي يعلن عنه ويدعو إليه". أمّا المفكر الوجودي المصري، عبد الرحمن بدوي، فيقول الكتاب عنه: " الذيل التابع لهم"، أي للوجوديين الغربيين. وهكذا، يخلص إلى القول إن الوجوديّة "فلسفة عجيبة مضحكة". عن الماركسيّة، يقول ما يلي: " لن نهدف من هذا النقد، إلى الحديث عن القيمة العلميّة لفلسفة "الجدليّة = الدياليكتيك" خلال أطوارها المختلفة. ذلك لأنها بدءاً من عهد هيراقليط إلى أن استقرّت بطورها المثالي عند هيجل، قد تحوّلت إلى مجرّد متكأ أقيمت عليه الفلسفة الماديّة الماركسيّة، التي أخذت تشغل بال كثير من السطحيين أو من دعاة المصالح والأغراض".عن العلمانيّة، المشتقة من العالم، لا العلم، يقال: "أصل هذه الكلمة نسبة على غير بابها إلى العلم". وعن العلمانيين، يقال: "ونظراً إلى أن مجتمعاتنا الإسلاميّة لا تخلو في كلّ وقت من مجاذيب أوروبا وعشّاقها، أولئك الأغبياء الذين ينقادون بزمام من البلاهة والذل إلى اتباع أوروبا في كلّ شؤونها وتصرفاتها، فقد ظهر في هذه المجتمعات من يدعو إلى إقامة أنظمة الحكم في مجتمعاتنا الإسلاميّة على أساس تلك العلمانيّة التي التجأت إليها أوروبا تخلّصاً من مصائبها وآلامها". مما سبق، وغيره لا يحصى، نتلمس بسهولة أزمة الإسلام في مواجهة الآخر الذي يتصدّى للإسلام بسلاح الإسلام عينه. لا حل أمام المسلمين: إما أن يغيّروا خطابهم وطريقة تعاملهم مع الآخر، أو أنهم سيواجهون حرباً ثقافيّة لا نهاية لها من كافة أرجاء العالم غير الإسلامي. والبادئ أظلم. بقي أن نتساءل: ماذا كان مصير العالم لو أن دولة أصوليّة إسلاميّة وصلت إلى السلاح النووي أو إلى قوّة الولايات المتحدة يوماً؟

مقال لـ نبيل فياض وجدته في منتدي يساري و لن أضع الرابط لظروف لم أفهما بعد..
الرد مع إقتباس