عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 17-03-2011
القديسى
GUST
 
المشاركات: n/a
مشاركة: مؤرخون: التمييز الدينى فى مصر بدأ مع "عبد الناصر"

ما بناه عبد الناصر هدّه خلفاؤه



في كتاب "فلسفة الثورة" لجمال عبد الناصر الصادر عام 1953، تناول عبد الناصر الدوائر التي ستتحرك فيها السياسة المصرية ومنها الدائرة الإسلامية التي تتداخل مع الدائرة العربية والدائرة الأفريقية وتعد مصر جزءا فاعلا فيها.
كان الخليفة الراشد أبو بكر الصديق هو أول من بدأ جمع القرآن الكريم في مصحف وذلك بعد إلحاح من عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد مقتل معظم حفظة القرآن في حروب الردة، والخليفة الراشد عثمان بن عفان هو صاحب أول مصحف تم جمع وترتيب سور القرآن الكريم به، والرئيس جمال عبد الناصر هو أول حاكم مسلم في التاريخ يتم في عهده جمع القرآن الكريم مسموعا "مرتلا ومجودا" في ملايين الشرائط والأسطوانات بأصوات القراء المصريين
في عهد جمال عبد الناصر تم زيادة عدد المساجد في مصر من أحد عشر ألف مسجد قبل الثورة إلى واحد وعشرين ألف مسجد عام 1970، أي أنه في فترة حكم 18 سنة للرئيس جمال عبد الناصر تم بناء عدد "عشرة آلاف مسجد" وهو ما يعادل عدد المساجد التي بنيت في مصر منذ الفتح الإسلامي وحتى عهد جمال عبد الناصر، في عهد عبد الناصر تم جعل مادة التربية الدينية "مادة إجبارية" يتوقف عليها النجاح أو الرسوب كباقي المواد لأول مرة في تاريخ مصر بينما كانت اختيارية في النظام الملكي.
في عهد عبد الناصر تم تطوير الأزهر الشريف وتحويله لجامعة عصرية تدرس فيها العلوم الطبيعية بجانب العلوم الدينية، يقول الأستاذ محمد فائق في كتابه "عبد الناصر والثورة الأفريقية" أن الرئيس عبد الناصر أمر بتطوير الأزهر بعد أن لاحظ من متابعته لأوضاع المسلمين في أفريقيا أن قوى الاستعمار الغربي كانت حريصة على تعليم المسيحيين العلوم الطبيعية "الطب – الهندسة – الصيدلة" ومنع تعليمها للمسلمين مما أدى لتحكم الأقليات المسيحية في دول أفريقية غالبية سكانها من المسلمين، وكانت هذه الأقليات المسيحية تتحكم في البلدان الأفريقية المسلمة وتعمل كحليف يضمن مصالح قوى الإستعمار الغربي التي صنعتها.
لذا صمم الرئيس عبد الناصر على كسر هذا الإحتكار للسلطة وتعليم المسلمين الأفارقة علوم العصر ليستطيعوا حكم بلدانهم لما فيه مصلحة تلك البلدان. أنشأ عبد الناصر مدينة البعوث الإسلامية التي كان ومازال يدرس فيها عشرات الآلاف من الطلاب المسلمين على مساحة ثلاثين فداناًتضم طلاباً قادمين من سبعين دولة إسلامية يتعلمون في الأزهر مجانا ويقيمون في مصر إقامة كاملة مجانا أيضا، وقد زودت الدولة المصرية بأوامر من الرئيس عبد الناصر المدينة بكل الإمكانيات الحديثة وقفز عدد الطلاب المسلمين في الأزهر من خارج مصر إلى عشرات الأضعاف بسبب ذلك.
أنشأ عبد الناصر منظمة المؤتمر الإسلامي التي جمعت كل الشعوب الإسلامية.
- في عهد عبد الناصر تم ترجمة القرآن الكريم إلى كل لغات العالم.
- في عهد عبد الناصر تم إنشاء إذاعة القرآن الكريم التي تذيع القرآن علي مدار اليوم.
- في عهد عبد الناصر تم تسجيل القرآن كاملا علي أسطوانات وشرائط للمرة الأولي في التاريخ وتم توزيع القرآن مسجلا في كل أنحاء العالم.
- في عهد عبد الناصر تم تنظيم مسابقات تحفيظ القرآن الكريم علي مستوي الجمهورية، والعالم العربي، والعالم الإسلامي، وكان الرئيس عبد الناصر يوزع بنفسه الجوائز علي حفظة القرآن.
- في عهد عبد الناصر تم وضع موسوعة جمال عبد الناصر للفقه الإسلامي والتي ضمت كل علوم وفقه الدين الحنيف في عشرات المجلدات وتم توزيعها في العالم كله.
- في عهد عبد الناصر تم بناء آلاف المعاهد الأزهرية والدينية في مصر وتم افتتاح فروع لجامعة الأزهر في العديد من الدول الإسلامية. ساند جمال عبد الناصر كل الدول العربية والإسلامية في كفاحها ضد الإستعمار.
كان الرئيس جمال عبد الناصر أكثر حاكم عربي ومسلم حريص على الإسلام ونشر روح الدين الحنيف في العدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس. سجلت بعثات نشر الإسلام في أفريقيا وآسيا في عهد الرئيس جمال عبد الناصر أعلى نسب دخول في الدين الإسلامي في التاريخ، حيث بلغ عدد الذين اختاروا الإسلام دينا بفضل بعثات الأزهر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر 7 أشخاص من كل 10 أشخاص وهي نسب غير مسبوقة وغير ملحوقة في التاريخ حسب إحصائيات مجلس الكنائس العالمي.
في عهد عبد الناصر صدر قانون بتحريم القمار ومنعه، كما أصدر عبد الناصر قرارات بإغلاق كل المحافل الماسونية ونوادي الروتاري والمحافل البهائية، كما تم إلغاء تراخيص العمل الممنوحة للنسوة العاملات بالدعارة التي كانت مقننة في العهد الملكي وتدفع العاهرات عنها ضرائب للحكومة مقابل الحصول على رخصة العمل والكشف الطبي.
في عهد عبد الناصر وصلت الفتاة لأول مرة إلى التعليم الديني كما تم افتتاح معاهد أزهرية للفتيات، وأقيمت مسابقات عديدة في كل المدن لتحفيظ القرآن الكريم، وطبعت ملايين النسخ من القرآن الكريم، وأهديت إلى البلاد الإسلامية وأوفدت البعثات للتعريف بالإسلام في كل أفريقيا وآسيا.
كما تمت طباعة كل كتب التراث الإسلامي في مطابع الدولة طبعات شعبية لتكون في متناول الجميع، فيما تم تسجيل المصحف المرتل لأول مرة بأصوات كبار المقرئين وتم توزيعه على أوسع نطاق في كل أنحاء العالم كان جمال عبد الناصر دائم الحرص على أداء فريضة الصلاة يومياً كما كان حريصاً أيضاً على أداء فريضة صلاة الجمعة مع المواطنين في المساجد توفي الرئيس جمال عبد الناصر يوم الاثنين 28 سبتمبر 1970 والذي يوافق هجريا يوم 27 رجب 1390، ومعروف افة صعدت روح الرئيس جمال عبد الناصر الطاهرة إلى بارئها في ذكري يوم الإسراء والمعراج، وهو يوم فضله الديني عظيم ومعروف للكافة.

وبخصوص الدين المسيحي كانت علاقة الرئيس جمال عبد الناصر ممتازة بالبابا كيرلس السادس، وكان جمال عبد الناصر هو الذي سأل البابا كيرلس السادس عن عدد الكنائس التي يري من المناسب بناؤها سنويا، وكان رد البابا "من عشرين إلى ثلاثين"، وكان الرئيس عبد الناصر هو الذي أمر بأن يكون عدد الكنائس المبنية سنويا خمسا وعشرين كنيسة، وأن يكون التصريح بها بتوجيه من البابا نفسه إلى الجهات الرسمية.
وعندما طلب البابا كيرلس السادس من الرئيس عبد الناصر مساعدته في بناء كاتدرائية جديدة تليق بمصر، واشتكي له من عدم وجود الأموال الكافية لبنائها كما يحلم بها، قرر الرئيس عبد الناصر على الفور أن تساهم الدولة بمبلغ 167 ألف جنيه في بناء الكاتدرائية الجديدة، وأن تقوم شركات المقاولات العامة التابعة للقطاع العام بعملية البناء للكاتدرائية الجديدة.
كما أنه بناء على أوامر الرئيس جمال عبد الناصر كان يعقد اجتماع أسبوعي كل يوم اثنين بين السيد/ سامي شرف - وزير شئون رئاسة الجمهورية - والأنبا /صمويل - أسقف الخدمات وسكرتير البابا - لبحث وحل اي مشاكل تطرأ للمسيحيين. كما أولى الرئيس جمال عبد الناصر اهتماما شديدا بتوثيق العلاقات بينه وبين الإمبراطور هيلاسيلاسي حاكم الحبشة " أثيوبيا " مستغلا في ذلك كون مسيحيي أثيوبيا من الطائفة الأرثوذكسية، ودعا الإمبراطور هيلاسيلاسي لحضور حفل إفتتاح الكاتدرائية المرقسية في العباسية عام 1964، كما دعم توحيد الكنيستين المصرية والأثيوبية تحت الرئاسة الروحية للبابا كيرلس السادس، كان الرئيس عبد الناصر كعادته بعيد النظر في ذلك فقد أدرك أن توثيق الروابط بين مصر وأثيوبيا يضمن حماية الأمن القومي المصري لأن هضبة الحبشة تأتي منها نسبة 85% من المياه التي تصل مصر.
للأسف الشديد بعد وفاة الرئيس عبد الناصر والانقلاب على الثورة في 13 مايو 1971 وما أعقب حرب أكتوبر 1973 من ردة شاملة على سياسات عبد الناصر، تدهورت العلاقات المصرية الأثيوبية في عهد الرئيس السادات، ومازالت متدهورة حتى الآن وقد انفصلت الكنيسة الأرثوذوكسية الأثيوبية عن الكنيسة المصرية، واستطاعت إسرائيل أن تحتل مكانة مصر في أثيوبيا، وفي أفريقيا كلها.
وفي عهد جمال عبد الناصر لم تقع حادثة واحدة طائفية بين المسلمين والمسيحيين، ولم تنتشر دعاوى تكفير الآخر ومعاداته. كان هناك عدو واحد معروف ومحدد هو الاستعمار الأمريكي وذيله الصهيوني في الوطن العربي وكان هناك مشروع قومي يوحد طاقات الأمة كلها ويجمعها لتحقيق أهدافها في التقدم والنهوض.
لم يكن جمال عبد الناصر معاديا للدين ولم يكن ملحدا، بل كان أقرب حكام مصر فهما لروح الدين ودوره في حياة الشعوب وأهمية إضفاء المضمون الاجتماعي في العدالة والمساواة عليه.
* عمرو صابح* موقع العرب اونلاين
الرد مع إقتباس