[الأصلاح]

مجلس التأديب يقضي ببراءة قاضٍ مصري واللوم لآخر
وسط القاهرة ثكنة عسكرية واعتقال مئات المتظاهرين



اعتقالات وتعدي على المتظاهرين
نبيل شرف الدين من القاهرة : في ما يبدو توجهاً نحو التهدئة مع القضاة الإصلاحيين، واحتواء غضبة القضاة المصريين، فقد أصدر مجلس التأديب القضائي الأعلى في مصر الذي يحاكم القاضيين البارزين هشام البسطويسي ومحمود مكي، حكمه اليوم الخميس الذي يقضي بتوجيه اللوم إلى البسطويسي وتبرئة مكي، وفي أول تعليق له على الحكم

قال المستشار زكريا عبد العزيز، رئيس "نادي القضاة"

إنه يرفض هذا الحكم ويعتبره "معدوما"، كما وصف رئيس محكمة النقض ورئيس مجلس التأديب المستشار فتحي خليفة الذي يرأس أيضاً مجلس القضاء الأعلى بانه "طاغ مستبد وظالم"

مشيرا الى انه اصدر حكمه "بدون سماع مرافعة المستشار البسطويسي الراقد على فراش المرض"

لافتاً إلى أن "هيئة الدفاع عن البسطاويسي طلبت التأجيل ليتمكن من ابداء مرافعته الموضوعية لكن رئيس مجلس التأديب تجاهل ذلك وحكم دون الاستماع إلى المرافعة" .

ميدانياً فقد بدا واضحاً أن وزارة الداخلية المصرية عازمة على منع أي فعاليات للتضامن مع القضاة اليوم الخميس، إذ نشرت آلافاً من عناصر الأمن لتطويق منطقة وسط القاهرة للحيلولة دون تسيير أي تظاهرات خلال محاكمة القاضيين بارزين، بتهمة الإدلاء بتصريحات عن عمليات تزوير شابت الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وقالت جماعة الاخوان المسلمين إن قوات الأمن ألقت القبض على عصام العريان ومحمد مرسي القياديين بالجماعة ومئات من أعضائها خلال تلك المواجهات التي تحولت معها منطقة وسط القاهرة إلى ما يشبه ثكنة عسكرية وساحة حرب حقيقية . وقبيل إلقاء القبض عليهم وقف عدد من نواب جماعة "الإخوان المسلمين" أمام مجمع للمحاكم وسط القاهرة وهم يتشحون بأوشحة سوداء كتب عليها "نواب الشعب مع قضاة الشعب"، كما أكد مصدر أمني اعتقال مئة شخص على الاقل، لكنه نفى حدوث اشتباكات عنيفة غير أن مجموعات من المحتجين من حركة (كفاية) وحزب الغد وغيرها من الحركات اليسارية حاولت تنظيم تظاهرات في انحاء اخرى من المدينة فقمعتها أجهزة الأمن وتصدت لها وفرقت عناصرها وألقت القبض على كل من تمكنت من اعتقاله من النشطاء .

وقالت جماعة "الإخوان المسلمين" إن خمسمائة من أعضائها اعتقلوا، وأن ما يربو على 180 آخرين أصيبوا عندما ضربتهم قوات الامن في مظاهرات نظمتها الجماعة احتجاجا على محاكمة قاضيين بارزين يدعوان لاستقلال كامل للسلطة القضائية عن السلطة التنفيذية واشراف قضائي كامل على كافة الانتخابات العامة التي تجري في البلاد .

وسط البلد


نواب الاخوان المسلمين في مصر خلال الاعتصام
أما المشهد وسط القاهرة فكان بالغ التوتر، إذ حشدت وزارة الداخلية آلافاً من عناصر الأمن حول مبنى دار القضاء العالي، وهو مجمع محاكم ضخم يضم مقر "محكمة النقض" التي تعقد فيها محاكمة القاضيين تأديبياً، ومنعت قوات الأمن مرور السيارات والأشخاص في عدة شوارع رئيسية ، كما انتشر مئات من الشرطة السريين في الشوارع الجانبية والممرات المؤدية الى مبنى المحكمة، الذي يشهد يوم الخميس أيضا نظر طعن مقدم من مرشح الرئاسة السابق وزعيم حزب الغد أيمن نور في الحكم الذي صدر بسجنه خمس سنوات أواخر العام الماضي بتهمة تزوير أوراق تأسيس الحزب .

وبينما لا يزال المستشار هشام البسطويسي وهو أحد القاضيين المحالين إلى المحاكمة التأديبية يعالج في المستشفى من أزمة قلبية، فقد أعلنت أحزاب ومنظمات ونقابات مصرية تضامنها مع القضاة ومطالبهم في استقلال السلطة القضائية، كما خرج مئات من أساتذة جامعة القاهرة في مظاهرة داخل حرم الجامعة مطالبين باستقلال القضاء والجامعات، واتشحوا بأوشحة الجامعة الخضراء وحملوا لافتات تحمل شعارات تضمنت مساندة القضاة من بينها "ندين تقديم القضاة لمجلس تأديب واعتقال المواطنين في الشارع"، كما طالبوا باستقلال الجامعات ورفعوا شعارات من بينها "لا لتدخل امن الدولة في الجامعات" و"ابعدوا الامن عن النشاط الطلابي" و"مطالبة بتعديل الدستور" و"القمع والبطش والاستبداد هم التهديد الوحيد لامن مصر" وغيرها من اللافتات .

وحوكم القاضيان محمود مكي وهشام البسطويسي نائبا رئيس محكمة النقض بتهمة الخروج على التقاليد القضائية والاضرار بسمعة القضاء المصري بحديثهما لوسائل الإعلام عن تجاوزات في الانتخابات التشريعية التي أجريت العام الماضي، بينما حذرت وزارة الداخلية المصرية من يعتزمون المشاركة في مظاهرات أثناء المحاكمة التأديبية للقاضيين من أنها لن تسمح لهم بذلك، غير أن النشطاء قالوا إنهم سيعملون على تحدي الحظر مهما كلفهم الأمر .
من جانبه قال جورج اسحق المنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" "ضربونا في ميدان العباسية ضربا مبرحا، وضربونا أيضاً أمام دار القضاء العالي ضربا مبرحا، نقف الآن في مظاهرة في شارع طلعت حرب"، وأغلقت قوات الامن منافذ محطة مترو الانفاق المواجهة لدار القضاء العالي الا منفذا احتشد أمامه رجال أمن مسلحون، كما وقف على قارعة الشوارع مئات من رجال الامن الذين يرتدون زيا مدنيا والذين لاحقوا محتجين في تجمعات سابقة .

ويطالب مكي والبسطويسي ومعهما مئات من القضاة باشراف قضائي كامل على الانتخابات العامة ضمانا لنزاهتها. كما يطالبون باستقلال كامل للسلطة القضائية عن السلطة التنفيذية ممثلة في وزارة العدل التي تهيمن على الشؤون المالية والادارية لقضاة مصر الذين يزيد عددهم على 11 ألفاً وفقاً لتقديرات نادي القضاة . من جهة أخرى تنظر اليوم الخميس محكمة الاستئناف طلباً قدمه ايمن نور بعد خمسة اشهر من حكم عليه بالسجن خمس سنوات عليه اثر ادانته بالتزوير، وسبق لمحكمة جنايات القاهرة أن قضت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي بمعاقبة نور وسبعة من أنصاره، وقالت في حيثيات حكمها انها رأت فى سعي نور نحو توصيف الجريمة المسندة اليه بانها جريمة سياسية سبيلا يرمي من ورائه الى التشهير بمؤسسات الدولة وكبار مسئوليها ، للافلات من المساءلة .