15-01-2007
|
Gold User
|
|
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
|
|
10- عندما يقول فضيلة الدكتور زغلول أن ["العهد القديم" هو مُسَمَّى من وضع البشر لأن الله –تعالى- لم يُنزِل كتابًا بهذا الاسم. وحتّى هذا المؤلَّف ظلّ يتعرّض للتحريف بعد التحريف وللتعديل تِلو التعديل، وللإضافة والحذف إلى يومِنا الرّاهِن..] فيبدو أنّه لا يعرف أنّ هناك فرقًا في مفهوم الوحي بين اليهودية والمسيحيّة من ناحية والإسلام من ناحية أخرى.. فالوحي في الإسلام هو وحي التنزيل، أي أن هناك ما هو مكتوب في السماء في اللوح المحفوظ، ثم ينزل على الأنبياء حرفًا حرفًا.. أمّا في الكتاب المقدّس فالوحي هو وحي الحق ووحي الروح وليس وحي التنزيل، بمعنى أن روح الله يُلهِم أناس قديسون بالحقّ فيدوِّنون هذا الحقّ بكل أمانة بكلمات مفهومة، بأي لُغة وبأي أسلوب، ولكنّه يحمل الحقّ الذي يريد الله أن يُشرِق به على البشريّة، كما يعصم روح الله كاتبي الوحي من الخطأ.. ومِن هنا نقول أن الله فِعلاً لم يُنزِل كتابًا (بالمفهوم الإسلامي) باسم "العهد القديم"، ولكن هذا لا يعني أن أسفار العهد القديم ليست موحى بها من الله.. أمّا لماذا سُمِّيَت بهذا الاسم، فلأنها تحوي عهد الله مع الشّعب في القديم، وهو عهد محبّة وعهد حياة، وعهد رعاية وحماية، وعهد تقديس وعهد بركة..!
أمّا في قول فضيلة الدكتور عن العهد القديم أنّه ظلّ يتعرّض للتحريف بعد التحريف، وللتعديل تلو التعديل، وللإضافة والحذف.. فأنا أتعجّب كثيرًا من هذا الكلام الساذِج، والذي لا يستند على أي برهان.. ويبدو لي أنه مجرّد محاولة لتأييد ما جاء بالقرآن في هذا الصدد من إشارات غير واضحة.. ولكن إذا كان قد ثبت بالبرهان المنطقي القاطع كذب مثل هذه الاتهامات.. فسؤالي هو: هل من الصواب أنّه لكي نُثبِت صِحّة تأويل بعض ما ورَدَ في القرآن، نتجنّى على العِلم، ونزوِّر التاريخ، ونروِّج للتخاريف والأوهام، ونلوي ذراع الحقائق، ونُكِيل الاتهامات يمينًا ويسارًا، ونصطدم بالدنيا كلّها؟!!
في الختام، يبدو لي أنّ بعض الناس يظنُّون أنهم بتكرار الكذب سيغيِّرون الحقيقة، أو سيتحوَّل الكذب على أيديهم إلى حقيقة..! وفي الواقع إنّ هذا وهمٌ كبير يعيش فيه أمثال هؤلاء المزوِّرون..!
كاتب المقال كاهن الكنيسة المرقسية بالإسكندرية
fryohanna@hotmail.com
http://www.copts-united.com/scaa/sca..._from=&ucat=7&
|