عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 24-05-2012
الصورة الرمزية لـ الحمامة الحسنة
الحمامة الحسنة الحمامة الحسنة غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2007
الإقامة: فى جنب يسوع المجروح
المشاركات: 6,398
الحمامة الحسنة is on a distinguished road
الإسلام السياسي، وإغتيال آدمية المرأة من مَهدِها حتى لَحدِها

الإسلام السياسي، وإغتيال آدمية المرأة من مَهدِها حتى لَحدِها







بقلم| الحمامة الحسنة

بعد الثورة رأينا كيف لثقافة البداوة زحفت من مخبأها وطفت على السطح من جديد مع ظهور خفافيش الظلام الذين بدأوا يرتعوا بفكرٍهم الأسود في كل مؤسسات الدولة وعبر شاشات الإعلام، فعندما نجد كائناً أُحفورياً يشترط على مذيعة إرتداء الحجاب قبل ظهوره معها، وأخر يجلس خلف حائط يفصل بينه وبين المذيعة، وأحزاب دينية «قندهارية» تحرِّم وضع صورة المرأة على قوائمهم الإنتخابية لأنها عورة وفتنة للرجال!، فكيف لمجتمع أن يثق في إمرأة عورة وناقصة ومهانة الكرامة؟! قطعاً سيكون المجتمع مقبل على إنتكاسة فكرية وثقافية، فعندما يبدأ مخطط إستهداف المرأة وإستعدائها « بما لايخالف شرع الله » ، فأين نجد إدعاءاتهم بتكريم المرأة في قوافل الإخوان لختان وذبح الإناث، تلك الجريمة التي يجرمها القانون لأنها تنتهك بوحشية حُرمة جسد المرأة، وأين نجد تكريمهم للمرأة في إغتيالهم لبراءة طفولتها والمتاجرة بجسدها عندما ينادوا بسن مشروع لخفض سن زواج الإناث إلى إثنتى عشرة سنة، وأين إحترامهم لحقوق المرأة الأم حين يطالبون بخفض سن إنتزاع الاطفال من حضانتها إلى سن السابعة للأطفال الذكور وسن التاسعة للإناث ؟
في أقل من عامٍ ونصف العام أثبت المتأسلمين نجاحهم وبجدارة لأن يثبتوا للمجتمع أنهم أعداء الحياة وخصوصاً إستعدائهم للمرأة بتعديهم على أبسط حقوقها في حياة آدمية كريمة، ومهما حاولنا إظهار خطورة فكرهم المنحرف على المجتمع لن ننجح في إنجاز ما أنجزوه بأنفسهم خلال شهور معدودة ليس تجاه المرأة فقط ولكن تجاه المجتمع ككل، فتصميمهم على إمتهان كرامتها وحريتها والإنتقاص من عقلها وإغتيال حُرمة جسدها وإعتباره سلعة مملوكة يتصرفوا فيها كيفما شاءوا، فهم يغتالون المجتمع بأسره والذي تمثل فيه المرأة عددياً أكثر من نصفه وتقوم بتنشأة نصفه الأخر كأم وكمعلمة، فالأم مدرسة كما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم، والمرأة المقهورة والمهانة والمغتالة آدميتها لا تصلح لتربية وتنشأة أجيال جديدة من الرجال الذين سيكبرون ليمارسون عليها ذكوريتهم ؟! فهل قامت الثورة لتكون المرأة هي الشغل الشاغل للمتأسلمين ليعودوا بها لغياهب عصر الظلمات لأنها ناقصة للعقل ومساوية للنعجة والحمار وهي حية، والأسوء هو مطالبتهم بمساوتها بالبهيمة في وطء جثتها، تلك الثقافة الوثنية والغير آدمية التي صُدِّرت للمجتمع المصري من ثقافة جزيرة العرب الوثنية؟!
إستنكر الجميع بشدة تلك الفتوى التى أثارها برلمان قندهار لسنْ تشريع لها، وجاءت ردود أفعال المجتمع المصري مستنكرة هذا الفكر الشاذ والمنحلّ أخلاقياً، ولكن لم يجرؤ أحد من هؤلاء الكتاب والصحفيين والعلمانيين الذين كتبوا مستنكرين بشدة هذه الفتوى أن يتطرق لمصدر هذه الفتوى، ليقول أنها فتوى « بما لايخالف شرع الله» ، لأنها موثَّقة في عشرات المرجع الإسلامية عند هؤلاء المتأسلمين فيما يُعرف بـ « وطء الميتة » والذي يعني « مضاجعة جثث الموتى» أو كما يدَّعون مصطلحاً مستتراً - وأعتذر لكتابة هذا اللفظ - وهو مسمى « نكاح الوداع » ،وهم يعرفون جيداً ويستندون في فتواهم على هذه المراجع الموثقة والصحيحة والمعمول بها لديهم، فهؤلاء الذين أصاب عقولهم ونفوسهم المريضة بالهوس الجنسي لايجرؤون على تشريع فتوى إلا إذا كانت موثَّقة وصحيحة ومعمول بها في مراجع فقه الحدود، ولكن هذه الحقيقة المخزية لم يتطرق أحد لجذورها وخشوا الإعلان عن مصدرها ربما خجلاً أو حتى لايتم تكفيرهم فإكتفوا بالشجب والإستنكار على إستحياءٍ، لهذا سيظل هذا الفكر المنحرف كامناً في مخبأه ومسيطراً على العقول الخربة ليجد الفرصة مهيأة للظهور من جديد، كما طفت هذه الأفكار السوداء على سطح المجتمع في أول فرصة سنحت لهم ليعلنوا عن أفكارهم .
الإنسان بطبيعته الإنسانية حباه الله عقل وضمير ومشاعر إنسانية لأن يرفض تلك الأفكار الشاذة التي تتعارض مع قيم وأخلاقيات المجتمع وتتعارض مع آدمية الإنسان، فإن لم تعالج تلك الأفكار المنحرفة من جذورها سوف تتفاقم وتهدم قيم المجتمع وأخلاقياته، وويل لهذا المجتمع الذي تتدني أخلاقياته وتنهار قيمه بإسم الدين، ويل لمجتمع تصبح فيه المرأة مجرد سلعة إستهلاكية لتنتهك فيه آدميتها ويُغتصب حرمة جثمانها قبل لحظات من مواراته التراب، في سؤال محير للعقل والضمير لهؤلاء الوحوش الآدمية أين إنسانية المرأة ومشاعرها وعواطفها وإرادتها فيما تريدون إرتكابه ضد إنسانيتها وضد حُرمة جثمانها ؟! والمصيبة أنهم يريدون تطبيق أفكارهم الشهوانية على المجتمع بأسره ليتدنى المجتمع لمرتبة أقل من مرتبة الحيوانات، فالحيوانات العفيفة النفس لم نراها تفعل هذا الفعل الشاذ والمشين رغم غريزتاه الحيوانية، فهل الإنسان لديهم أصبح أقل مرتبة من الحيوانات؟! حقيقي المرأة قبل الثورة كانت كائناً دونياً تعيش في مجتمعها كنصف رجلٍ، والآن وبعد الثورة أصبحت أقل من نصف رجل، بل تدنت لمستوى معاملة الحيوانات الميتة التي لايفترسها الحيوانات النزيهة بل الدنيئة من آكلات الرمم والجيِّف؟!
الكتاب المقدس علمنا أن « الزواج مُكرَّماً» «عب13: 4» ، وحق المرأة والرجل في العلاقة الزوجية متساوي بينهما ليتفرغوا للصوم والصلاة: «لا يسلب احدكم الاخر إلا أن يكون على موافقة إلى حين لكي تتفرغوا للصوم والصلاة ثم تجتمعوا أيضا معا لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم» «1كو7: 5» ، فالمرأة مكرمة حياة الرجل، فكرامتها من كرامته تماما:« كذلكم أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف معطين إياهن كرامة كالوارثات أيضا معكم نعمة الحياة لكي لا تعاق صلواتكم» «1بط3: 7» ، فالذي يعوق الصلاة هو إهانة الرجل لها ولكرامتها، فالزوج والزوجة أمام الله صاروا «جسداً واحدأ » «أفسس 5: 31» ، فكيف يهين الرجل جسد زوجته بعد موتها وهي التي كانت جزء من كيانه ومن جسده ؟!
خلق الله المرأة كالرجل على صورته فأي كرامة أفضل من أن يخلق الله المرأة على صورته كما خلق الرجل، فلم يخلقها ناقصة في تكوينها وهو الخالق الكامل وعلى صورته خلقها، وجاء المسيح ليعطي المرأة مكانة خاصة أدبية وروحية، فلم يحقِّر منها ولم يقلل من شأنها في كل مواقفه العملية منها والتي تدل على مدي إحترامه للمرأة كمخلوق مساوي للرجل في كل مناحي الحياة، فإمتدح المرأة الفقيرة التى أعطت الفلسين من عوزتها « مر12 : 43»
، ومقابلته للمرأة السامرية الخاطية وخلاصه لها فكانت سبباً في خلاص شعب السامرة « يو4: 25- 42» ، ولم يأنف من المرأة نازفة الدم ولم يتركها لمرضها، ورأينا كيف تحنن عليها ومنحها الشفاء وأراحها من آلامها« مر5: 25- 34»، وموقفه من المرأة الخاطية التي اُمسكت في ذات الفعل«يو8: 11» وكيف سترها وبررها وغفر لها ولم يُدينها، فلم يكن السيد المسيح منحازاً للرجال يستهين بخطاياهم ليشهِّر بزِلَّة المرأة كما يفعل الناس في المجتمعات الذكورية، فدائماً يرجمون المرأة ويتركون الرجل، ولكنه السيد المسيح له المجد تحنن على النساء الخاطئات فقبل توبتهن وغفر لهن زلاتهن ليفتح أمامهن طريق الطهارة والقداسة مثلما فعل مع مريم المجدلية.
لايصلح المتأسلمين للعمل السياسي بعجزهم العقلي والفكري والثقافي، فهو فكر لايعرف سوى تحريم شرب الخمر وتحريم لبس المايوه والتنكيل بكرامة المرأة وإهانتها في جسدها لأن نظرتهم لها لاتتعدى سوى نظرة إستهلاكية قميئة، ويريدون أن يحولوا المجتمع كله إلى مجتمع مريض بالهوس الجنسي، فتجربتهم البرلمانية لأسوء برلمان تشهده مصر ساعدتنا كثيراً لإكتشاف حقيقة وبشاعة الإسلام السياسي وعدوانيتهم للمجتمع بكافة طوائفه، فلا لأعداء الحياة وأعداء الحرية وأعداء المرأة اوأعداء الطفولة البريئة، ولا لنظرتهم الدنيئة والمنحطة لختان الإناث ومضاجعة جثثهن وإرضاع الكبير وإغتصاب براءة الطفولة والمتاجرة بهن وبأجسادهن، فلن يمكنكم تبديل هوية المجتمع المصري وثقافته المتحضرة وتحويلها لهوية ولثقافة مجتمعات البداوة والجِمال وكثبان الرمال، وصدق من قال: « ويل لأُمة تُرضع رجالها، وتنكَح أطفالها وأمواتها »


__________________

(من يُقبل اليَّ لا أُخرجه خارجاً )( يو6: 37)
(حينئذ يسلمونكم إلى ضيق و يقتلوكم و تكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل إسمي)
( مت 24:10 )
مسيحيو الشرق لأجل المسيح

http://mechristian.wordpress.com/
http://ibrahim-al-copti.blogspot.com/
الرد مع إقتباس