22-02-2006
|
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 3,027
|
|
أعمدة
43543 السنة 130-العدد 2006 فبراير 23 24 من المحرم 1427 هـ الخميس
حقائق
بقلم : إبراهـيم نـافـع
وسط الأجواء المتوترة التي خلفتها قصة نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم, ووسط دعاوي صدام الحضارات وصراعها, بدأت تظهر مؤشرات إيجابية تفيد بأن البشرية جمعاء علي مختلف انتماءاتها الفكرية والثقافية والعقائدية ترفض فكرة الصدام والصراع بين بني البشر, وأن الحوار والتعايش هو الأسلوب الأمثل بينها, وكان مهما إبان هذه الأزمة أن يظهر دور للكنائس الغربية التي سبق لها أن اتخذت مواقف إيجابية من قضايانا, ومنها علي سبيل المثال الكنيسة المشيخية الأمريكية, التي قررت سحب استثماراتها من الشركات التي تعمل في إسرائيل احتجاجا علي سياسات القتل الإسرائيلية وعلي بناء جدار الفصل العنصري. وفي الأزمة الأخيرة صدرت إدانات من كنائس عديدة للرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم, وجاء وفد من الكنائس الدنماركية إلي القاهرة, والتقي بشيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي, ومع عدد من المفكرين المصريين, وأكد إدانته التامة للرسوم وتضامنه الكامل مع احترام جميع المقدسات والمعتقدات, وأشار إلي أهمية فتح حوار بين الديانات والعقائد كلها من أجل مزيد من التفاهم والتفاعل الإيجابي. وبعد ذ
لك مباشرة وجه المؤتمر الأمريكي للمجلس العالمي للكنائس انتقادا شديد اللهجة إلي الحرب التي شنتها الولايات المتحدة علي العراق لما سببته من مآس وكوارث للعراقيين العاجزين, كما انتقد سياسات واشنطن بشأن البيئة والفقر.
وأكد المؤتمر, الذي يمثل الكنائس البروتستانت والأنجليكان والأرثوذكس والكنائس المسيحية الأخري, في رسالة نشرت خلال لقاء المجلس في مدينة بورتو أليجري البرازيلية, أن الحرب في العراق قد تم شنها بتحايل وانتهاك للمعايير العالمية للعدالة وحقوق الإنسان, وقال إن الحكومة الأمريكية تجاهلت صوت الكنيسة في بلادها وفي العالم وانخرطت في مشروعات استعمارية تهدف إلي الهيمنة والسيطرة لخدمة مصالحها القومية الخاصة. وجاء في الرسالة أننا نبكي جميع الذين قتلوا, أو جرحوا في هذه الحرب, ونقر بكل خجل بأن تجاوزات قد ارتكبت باسمنا.
في تقديري أن هذه التطورات تمثل بارقة أمل جديرة بالتعامل معها وتطويرها, من أجل تكريس مزيد من الحوار والتفاهم بين الشرق والغرب علي قاعدة الاحترام المتبادل والتفاهم, وحماية المقدسات والمعتقدات.
|
النمط المتطور