إلحق يا رسول اللات ..وِلــيــة تقود النكيحين الذكور فى رفع ادبارهم الى عنان السماء

[وطنى مخلص]

دبر أستان

المشاركة الأصلية بواسطة القدس الشريف

اكسفورد- المملكة المتحدة – وكالة انباء القدس الشريف –

من المتوقع ان يسجل التاريخ صفحة جديد اليوم الجمعة في قاعة مركز اٌكسفور الاسلامى ببريطانيا . اذ لاول مرة ستؤم العالمة الاسلامية الشيخة الدكتورة : آمنة ودود ؛ المصلين من رجال ونساء فى صلاة جمعة مشتركة رجالية نسائية ، وتلقي فيهم خطبة الجمعة. ويتوقع رئيس الجماعة التي ترعى هذا العمل في المركز الاسلامي باكسفورد تاج حارقي ان يثير ذلك مناقشة قوية. وقال حارقي:"ستكون هذه خطوة رئيسة الى الامام فى الثقافة الإسلامية فيما يتعلق بحقوق المرأة. ولكنها ستفرز عدم الرضا لدى الاٌصوليين من وهابيين و امثالهم ومن لف لفهم.
فالمسلمون الليبراليون يفسرون بعض احاديث النبي بانها تعني ان بامكان المرأة ان تتولى رئاسة الجالية الإسلامية . اما بالنسبة للمركز الاسلامى بأكسفورد ، فان القاعدة الذهبية للاسلام هي ان ما لا يرد بتحريمه نص صريح فهو اذن مسموح به".
و " تاج حارقي" محق في توقعاته: ذلك انه قبل ثلاث سنوات عندما واجهت الشيخة الدكتورة : آمنة ودود، وهي شمال أفريقية مسلمة تحمل الجنسية الامريكية ، انتقادات وتهديدات بالقتل عندما كان من المقرر ان تؤم المسلمين و تلقى بهم خطبة الجمعة في صلاة مختلطة رجالية نسائية بمدينة نيويورك.
و اليوم سيكون موضوع خطبة الشيخة الدكتورة آمنة ودود هو العدالة،
ويقول تاج حارقي انه "طالما ان الاساس في القيام بدور الامام في الصلاة هو معرفة القران فانه ليس هناك من سبب يحظر على الشيخة: آمنة ودود القيام بهذا الواجب. فان معرفتها بنصوص القران الكريم تفوق معرفة الرجال".
اما عضو المجلس العام للمسلمين فى بريطانيا " عنايات بنجالو "( بنجلاديشى يقيم ببريطانيا) فكان رده على صلاة الجمعة التى تؤم فيها إمرأة الرجال "لا تعليق".
وعلق قائلا "لا يوجد تعامل بيننا وبين تاج حارقي ومنظمته (المركز الاسلامى باكسفورد ) لا تربطها أى رابطة مع الجماعات الاسلامية التى يلتف حولها اغلبية المسلمون فى هذا البلد الأوروبى .
اعتاد تاج حارقي على مدى ثماني سنوات منذ ان انشأ المركز الاسلامي باكسفورد على ان يجد نفسه غير مرغوب فيه.
و تاج حارقي هو مواطن جنوب افريقى يقيم فى بريطانيا بصفة لاجئ سياسى ولد في جنوب افريقيا عام 1961 ، وقد فقد اسنانه في الكفاح ضد العنصرية في الثمانينات. ويشعر بالارتياح في حالات المواجهة كما انه حساس تماما في مواجهة العنصرية، سواء كانت من حيث الجنس او النوع. وقد امتلك معرفة جيدة بالتاريخ الإسلامى ، وينشر رسائله في الصحف، ولا يعير اي اهتمام للعلماء المسلمين والقادة المسلمين الذين لا يدعمون اساليب ومناهج المركزالاسلامي الذى يقوده .
ويصف تاج حارقي من يرفضون دعوته لحضور الندوة القادمة للمركز عن الاسلام والمرأة بانهم جبناء.
وكان المركز الاسلامى بأكسفورد قد عقد نقاشا عاما مؤخرا يناقش ويبحث فيه ويحاجج المسلمين البريطانيين بان الفقه الاسلامي والسياسة الخارجية البريطانية هما السبب في إنتشار "التطرف" بين المسلمين المقيمين فى بريطانيا .
ويرد تاج حارقي على من يقول ان تلك الافكار هى ترديد لاقوال الجناح اليميني من المحافظين الجدد المعادين للمهاجرين المسلمين الى بريطانيا بانه يكره اليمينيين و يرفض مجرد التفكير في اليمين، ومع ذلك فانه لا بد من الانصات الى ما يقوله حتى تحافظ بريطانيا على قوامها كراعية لحرية التعبير.
وعندما قامت الدنيا ولم تقعد بعد ان دعا المركز الاسلامى باكسفورد قادة الحزب القومي البريطاني لحضور مناقشة، دعم تاج حارقي حقهم في الحديث ، وقال "علينا ان نحرك القارب. فالوضع يتطلب ذلك. وعندما تكون في روما وهي تحترق، هل تجلس دون ان تحرك ساكنا؟"
وفي اعقاب هجمات الاسلاميين فى الحادى عشر من سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة الامريكية ، جرى توجيه انتقادات الى الحركات الاسلامية التقدمية - وفي بعض الحالات كانت هي تنتقد نفسها - لسماحهاللإرهابيين باختطاف النقاش الاسلامي.
ولا احد يستطيع وصف تاج حارقي بالهدوء. اذ بينما يجلس في جهة من الطيف العقائدي مقابلة للمتطرفين الاسلاميين، فانه يشاطرهم حب الظهور وازدراء المؤسسة الاسلامية الرسمية.
وهو ينتقد المملكة العربية السعودية بعنف ويصف حكامها بـ "بهمجيون بدائيون" وقد دعا الى تدويل مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة "اللتين لا ينبغي ان تكونا جزءاً من تركيبة قبلية او مصلحة عمل عائلية، كما هما تحت (الحكم) السعودي".
وفي السنة الماضية، عندما اقامت تلميذة مدرسة في مقاطعة باكنجهامشاير دعوى قانونية ضد مدرستها التي منعتها من ارتداء النقاب الاسلامى ، عرض تاج حارقي المساهمة في تكاليف الدفاع عن المدرسة. وقد رفضت المحكمة النظر في القضية ولكن هذا العرض الدرامي لتقديم المساعدة شاع في الانباء ووطد سمعة تاج حارقي كـ"داعية الى تساوي الفرص" منتقد لكل من المحافظين اليمينيين البريطانيين والمسلمين المتطرفين الذين يقيمون فى بريطانيا .
وهو يزعم ان الاسلاميين اساؤوا استخدام مفهوم الحجاب وان هذا المفهوم لا يشير في الواقع الا الى فكرة عدم التبرج وليس الى تغطية الشعر. ويضيف ان الآية القرآنية التى يزعهم الاسلاميين انها تامر بتغطية الشعر تعني نصاً "تغطية الصدر وليس الشعر". وقال: "لا يمكننا ان نخلط بين الصدر والشعر".
و يريد المركز الاسلامى باكسفور الذى يقوده تاج حارقي – وهي منظمة تمول نفسها ولها نحو 200 من الانصار – ان تقدم للمسلمين بديلاً ل"الفقه السعودي" الذي يشعر انه يسيطر اكثر مما ينبغي على المؤسسة الاسلامية في بريطانيا.
وتساءل: "لم ينبغي ان يدار اهم مسجد في البلاد (مشيراً بذلك الى المركز الاسلامي في ريجنتس بارك) من جانب دبلوماسي سعودي مسؤول امام ملك اجنبي( ملك السعودية !) ؟؟. هذا رجل لا دخل له في المجتمع البريطاني".
و يهدف تاج حارقي من خلالا مركزه الاسلامى الى ان تكون الجالية الاسلامية فى بريطانيا غير طائفية وترحب بالشيعة والصوفيين و غيرهم و اي اناس يسمون انفسهم مسلمين.
ويدعو المركز الاسلامى باكسفورد الذى يقوده تاج حارقي قياديين مسيحيين لالقاء خطبة الجمعة بين حين وآخر. وفي صميم اهداف المركز تشجيع "الحكم الذاتي الفقهي للمسلمين المقيمين فى بريطانيا " . وبينما تركز مدارس كثيرة على تدريس التفسيرات المتوارثة للقرآن والسنة النبوية ، فان المركز الاسلامى بأكسفورد يدرس القرآن حسب ترتيبه وتشدد على المواضيع والمضامين وليس على التفسيرات الحرفية.
وقال تاج حارقي ان هدفه الاساسي هو تطوير صوت موحد لكل المسلمين المقيمين فى بريطانيا يكون غير مثقل بالعبء الثقافي المستورد من جنوب آسيا او الشرق الاوسط. ويقول: "هذه الفكرة تعني ان تصبح اصلياً في هذا الفضاء. اننا بحاجة الى اسلام ذي جذور ضاربة في بريطانيا ، وله صلة وطنية ببريطانيا القرن الحادي والعشرين".
وقال ان خطب المساجد يجب ان تلقى بالانكليزية وليس ابللغة العربية او بلغة الاوردو او اللغة البنغالية. وقال: "في اكسفورد، على مدى ستة ايام في الاسبوع يلبس المسلمون الجينز او البدلات. ثم، عندما يأتون الى المسجد، يرتدون فجأة قميص شالوار الافغانى ! ايحسبون ان الله لا يخاطبهم الا اذا كانوا بملابس أفغانية ؟ ان الله لا يريدكم بتلك الملابس الافغانية الملعونة. كل ما يريده هو ملابس نظيفة".
و يؤدي تاج حارقي صلاة الجمعة مرتدياً بدلة وربطة عنق ويكون مستعداً لعمل شيء تاريخي".

http://www.alquds.com/node/108625