تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم جعل جميع المنتديات مقروءة

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

 
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-11-2006
boulos boulos غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
boulos is on a distinguished road
cold الشعب المصري في ثلاجة التجميد السياسي

د. سعد الدين إبراهيم


في سلسلة من مقالاته بعموده في المصري اليوم، ألحّ الزميل مجدي الجلاد علي ضرورة إخراج النظام السياسي، ومعه مصر كلها من الثلاجة التي وضعهم فيها الحزب الوطني الحاكم. وقد استعرض الرجل كل الحجج والمبررات، وكذلك الحيل والألاعيب والمناورات، التي استخدمها وما يزال يستخدمها الحزب الحاكم لإبقاء مصر في الثلاجة وأرجعها في النهاية إلي سبب حقيقي واحد، وهو بقاء الحزب الوطني وحده في دفء السلطة، حتي إذا تعذب المصريون من شدة البرد، وتجمدوا في نهاية المطاف. والصورة المجازية بالغة الدقة، ويشهد علي دقتها التراجع المطرد لمصر علي معظم مؤشرات التنمية من واقع تقارير الأمم المتحدة، والبنك الدولي، ومنظمة الشفافية الدولية (المعنية بقياس الفساد)، وبيت الحرية freedon House (المعني بالشأن الديمقراطي)، ومنظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان.

أكثر من توصيف الحالة المصرية البائسة، شخّص مجدي الجلاد أسباب وأعراض المرض الذي دفع النظام إلي ما لجأ إليه، وهو ادعاء أن خطراً داهماً سيحيق بمصر إذا خرج المصريون من الثلاجة ، حيث ينتظر الإخوان المسلمون للانقضاض علي الشعب وتحجيبه ، والتهام السلطة وتحويل مصر إلي دولة دينية مثل أفغانستان تحت حكم طالبان، أو السودان تحت حكم البشير أو في أحسن الأحوال مثل إيران في ظل آيات الله.

وقد تأكدت ممارسة إبقاء الشعب في ثلاجة سياسية بعد خطاب الرئيس في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشعب والشوري، يوم الأحد 19/11/2006، حيث انتظر المصريون إعلان الرئيس مبارك لخطوات تنفيذية تذيب الجليد الذي تراكم علي امتداد ربع قرن من الركود والجمود. كان المصريون يتوقعون في أضعف الإيمان أن يطلب الرئيس من مجلس الشعب إلغاء حالة الطوارئ، أو تعديل الدستور في المواد التي اجتمعت القوي السياسية المصرية علي ضرورة تغييرها، وفي مقدمتها المادتين 76و77 المتعلقتان بالترشيح لرئاسة الجمهورية، وبالحد الأقصي لشغل منصب الرئيس. هذا هو الحد الأدني الذي كان يأمله المصريون. ولكن كالعادة خيّب الرئيس مبارك آمال الناس حتي في تلك الحدود المتواضعة. هذا رغم أن هذه المطالب وغيرها كان قد وعد بها حسني مبارك أثناء حملته الانتخابية لفترة رئاسة خامسة عام 2005، وها هو قد مر أكثر من عام ولم يف الرئيس بوعد واحد من تلك التي كان قد قطعها علي نفسه أمام الشعب. بل أسوأ من عدم الوفاء بالوعود أن الرجل نكص وتراجع عن بعض ما كان قائماً أو مقرراً من قبل. وآية ذلك تأجيله للانتخابات المحلية لمدة سنتين (من أبريل 2006 إلي أبريل 2008) دون سبب وجيه. فالبلاد ليست في حالة حرب، ولم تشهد كوارث طبيعية أو من صنع البشر، تبرر هذا التأجيل، كذلك الإمعان في التنكيل بالمعارضين مثل أيمن نور وطلعت السادات.

أما السبب الحقيقي لهذا النكوص كما يجمع المراقبون هو خشية النظام المباركي الحاكم من اكتساح الإخوان لتلك الانتخابات المحلية. وهكذا ولنفس السبب كان العوار الذي لحق بتعديل المادة 76 من الدستور في العام الماضي، ألا وهو عدم تمكين الإخوان المسلمين من ترشيح أحدهم لمنصب رئاسة الجمهورية، حيث اشترطت أحد بنود التعديل أن يكون المرشح عضواً قيادياً في حزب شرعي معترف به قانونياً . ولأن الإخوان المسلمين غير معترف بهم من الحكومة والقانون كحزب، ولا حتي كجمعية أو منظمة مدنية، فلا حق لهم في الترشيح. وربما كان ذلك هو أيضاً وراء إلحاح وسائل الإعلام الحكومية في استخدام عبارة الجماعة المحظورة ، وهو إلحاح فكاهي يضحك الناس من تكراره!

أي أن نظام حكم الرئيس مبارك يرتهن إرادة الشعب المصري كله بسبب خوفه المرضي من الإخوان المسلمين بل وهو يريد أن ينقل هذا الخوف ويشيعه بين أكبر عدد من المصريين، ولا تفوته فرصة للقيام بذلك. وبين الحين والآخر يعطيه الإخوان مثل هذه الفرص، بتصريح أخرق هنا أو هناك. وآية ذلك هجومهم الأخير علي فاروق حسني، وزير الثقافة بسبب جهره برأيه في ظاهرة حجاب و نقاب المرأة المسلمة. وهو رأي يشاركه فيه كثير من تقاة المسلمين والمسلمات وفي مقدمتهم المفكر الإسلامي الكبير جمال البنا، الشقيق الأصغر للإمام حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، والذي دافع عن فاروق حسني، بتذكير الناس أن بنات حسن البنا، تربين وعشن ورحلن، وهن غير محجبات (المصري اليوم 18/11).

المهم، وعودة لموضوع هذا المقال وما يتلوه من مقالات في هذه السلسلة، فإن حسني مبارك يستخدم الإخوان المسلمين كفزّاعة لإخافة الناس في داخل مصر وخارجها. ثم يستخدم هذا الخوف أو الفزع لإبقاء الشعب المصري حبيس ثلاجة التجميد السياسي. وهو يمعن في ذلك، لا من أجل مصر أو شعبها، ولكن من أجل بقائه هو في السلطة، كما قال في خطابه الأخير (19/11/2006)، قائداً إلي آخر نبضه في قلبه ، أي طول الحياة. وربما هذا بالمناسبة هو ما يجعله ينصح غيره من رؤساء الدول بمحاكاته مثلما نقلت عنه وكالات الأنباء أثناء زيارته في أوائل نوفمبر لروسيا، بتحريض الرئيس فلادمير بوتين علي تغيير الدستور الروسي، لكي يظل يترشح لمدد أخري ، أسوة بالمادة 77 من الدستور المصري الحالي. ليس هذا فقط، بل أن الكثيرين داخل مصر وخارجها يعتقدون أن حسني مبارك لا يريد البقاء في السلطة إلي أخر نبضة في قلبه وحسب، بل ويريد توريث هذه السلطة لذويه من الأبناء، وليس فقط لمدة رئاسية واحدة أو حتي لمدتين، ولكن أيضاً لآخر نبضة في قلب كل منهم . وطبقاً لهذا الاعتقاد الشعبي الواسع فإن حسني مبارك يريد إبقاء الشعب المصري في ثلاجة التجميد السياسي، لا فقط طوال حياته، ولكن أيضاً طوال حياة أنجاله، وربما أحفاده. ومصدر هذا الاعتقاد الراسخ هو ما تمتلئ به المادة 76 من الدستور الحالي من شروط تعجيزية، تجعلها تبدو كما لو كانت مادة تفصيل علي مقاس أحد أنجال مبارك. ثم حينما يُشيع صفوت الشريف، الكاهن الأعظم للحزب الحاكم حالياً، أنه لا مساس بالمادة 77، فهذا معناه إطلاق العنان للرئيس القادم أي الوريث لكي يظل آل مبارك في السلطة خالدين فيها أبدا!

وربما كانت هذه الخواطر والمخاوف هي ما جعلت المشاركين في ملتقي الحوار حول التعديلات الدستورية والإصلاح السياسي (العين السخنة 16-18 نوفمبر) يخلصون إلي أن مفتاح أي إصلاح سياسي في مصر المحروسة هو تغيير هاتين المادتين 76 و77 معاً، وأولاً. وكلف المشاركون في الملتقي كلا من الفقيهين الدستوريين د. يحيي الجمل ود. عاطف البنا بإعداد صياغة واضحة للتعديلات المطلوبة لعرضها علي مجلس الشعب والشوري والرأي العام المصري، بل وتنظيم استفتاء شعبي أهلي حولهما، أسوة بما فعل الفلسطينيون والإسرائيليون منذ ثلاث سنوات بشأن اتفاقية افتراضية للسلام للخروج من ثلاجة الصراع الممتد بينهما. فليترقب قراؤنا في المصري اليوم ، وقراء إبراهيم عيسي في الدستور و صوت الأمة ، وقراء أسامة الغزالي حرب في الأهرام والصحف السيارة، وقراء أنور عصمت السادات في الغد ، وقراء يحيي الجمل وعاطف البنا وجمال البنا، وحسين عبد الرازق في الوفد و الأهالي فهؤلاء جميعاً سيكتبون حول تعديل المادتين 76و77 يومياً، سعياً لكسر الجمود والخروج من ثلاجة مبارك . وإذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد للثلج أن ينصهر.


العنوان الأصلي للمقال : ستة وسبعون (76) وسبعة وسبعون (77-إذا الشعب يوماً أراد الحياة
http://www.elaph.com/ElaphWeb/NewsPa.../11/193647.htm
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 08:02 AM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط