مادمنا نتحدث عن "فعل" و"فاعل" و"مفعول به"، فإننا لابد وأن نبحث "رد الفعل" لدى "المفعول به"، وهم "الأقباط" على وجه الخصوص، و"الشعب المصري" و"دولته" على وجه العموم. . نعيب على "الدولة" تخاذلها في "رد الفعل"، ونصل في ذلك إلى درجة اتهامها بالتواطوء، وهذا ما نعلنه بجلاء لا تنقصه الشجاعة في الكثير من سطورنا. . كما نحاول حث عموم أبناء هذا الوطن، على التحرك لدرء الخطر المحيق بنا جميعاً، جراء تغلغل تيار التعصب، المدمر والمعادي للحضارة والإنسانية، لنحاول معاً تصحيح "ردود أفعالنا" حياله، حرصاً على حاضرنا، وعلى مستقبل أولادنا وأحفادنا. . فماذا عن "رد فعل" الأقباط على ما يحدث لهم؟
قبل أن نبحث أو نتساءل إن كان "رد فعل" الأقباط نموذجياً، وإن كان يحتاج لمراجعة أم لا، علينا أن نتفق بداية، على معالم "رد الفعل" النموذجي الذي ننشده.
نرى أن "رد الفعل" النموذجي لا بد وأن ينقسم إلى شطرين:
أولهما طبيعي تلقائي، ناجم عما يتلقى الأقباط من ضربات حارقة ومخربة وقاتلة، ويأخذ هذا الشطر من "رد الفعل" شكل الصراخ، ورفع الصوت بالشكوى، وفضح المجرمين والمتواطئين معهم. . نحن لا نستنكر هذا الشطر، فهذا أمر جيد، فلقد صمت الأقباط طويلاً على ما يحدث لهم. . كما أن هناك كثيرون من مساندي ومظاهري التعصب والإجرام، يريدون أن يتلقى الأقباط ما يقع لهم في صمت وذلة، بل ويقبِّلوا الأيادي التي تصفعهم، باعتبارها أيادي الأسياد، التي تصفع أهل الذمة، المطلوب منهم أن يتقبلوا كل ما يفرضه عليهم أسيادهم المتعصبون، والمتهوسون بجنون عظمة ليس لها ما يدل عليها في أرض الواقع، ذلك الواقع الذي يصرخ بتخلفهم ووحشيتهم!. . لكن هذا الشطر وحده لا يكفي ليكون "رد فعلنا" نموذجياً، ويلزمنا أن يلحق به شطر ثان