مشاركة: عم عدلي و المسأله القبطية
في مستهل القرن الماضي وتحديداً بتاريخ 4 مارس سنة 1911م، دعا مطران أسيوط لعقد المؤتمر القبطي الأول، وكان ذلك عقب اغتيال رئيس الوزراء القبطي الشهير بطرس غالي باشا (1846 ـ 1910م)، وهذه الأيام مرّ قرن كامل على ذلك الحدث لكنه ربما كان النواة الأولى لظهور "المسألة القبطية"، وإن كانت هناك إرهاصات مبكرة تمثلت في تجربة "المعلم يعقوب"، التي يكتنفها الغموض نظراً لتقادم الحدث منذ الحملة الفرنسية، وعدم توثيق الأحداث وتحقيقها بشكل علمي موضوعي، لكن شاءت إرادة الله تعالى أن يسّخر رجلاً من خارج دائرة الكهنوت ليتصدى لحمل لواء "المسألة القبطية" على عاتقه.
ودعونا نعترف دون مكابرة أو لغو فارغ بأن هناك بالفعل أزمة هوية في مصر لعلها الجذور الحقيقية للمسألة القبطية، فهناك ملايين المصريين يتساءلون: هل حقاً نحن عرب؟، وهل الإيمان بالدين الإسلامي يعني بالضرورة أن نكون "عرباً"؟، ثم ألا تشكل الأقلية المسلمة في الهند مثلاً أعداداً ربما تتجاوز كافة المسلمين العرب؟ وهل اللغة التي يستخدمها المصريون في حياتهم اليومية هي العربية، أم أنها لغة خاصة بها مفردات فرعونية وقبطية ويونانية وغيرها، وحتى لو سلمنا جدلاً بأنها لغة عربية، فهل تعد اللغة عنصراً حاسماً في مسألة الهوية الحضارية؟، ولو كان الأمر هكذا، فهل يمكن أن نعتبر دولة مثل غانا جزءاً من الأمة الفرنسية لأن مواطنيها يتحدثون الفرنسية، أو هل نعتبر كينيا إقليماً بريطانياً لأن الإنجليزية هي اللغة السائدة هناك؟ وكيف نصنف سويسرا التي يتحدث مواطنوها أربع لغات؟
__________________
واجب علي جميع المصريين المساهمه في بناء مصر لتكون دولة ديمقراطية . ليبراليه . منتجه . و
لنتعاون جميعا حتي تتغلب رسالة الحب و النور و الحياة علي ثقافة الكراهية و الظلم و الموت
|