بقلم الكاتب/ الدكتور محمد يحيى ..بجريدة المصريين
من العوامل التي تهدد وحدة النسيج الاجتماعي في مصر ذلك الإلحاح على أن الأقباط وحدهم هم الذين يعانون من المشاكل ثم الإصرار على أن أي حل للأزمة المصرية لا ينجح ولا يصلح إلا إذا مر عبر تناول هذه المشكلات وحلها بطريقة أو أخرى وأفضلها هي طريقة علمنة البلاد وتنحية الإسلام ليس فقط عن الدستور أو الدولة أو السياسة بل عن نواحي أخرى في الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية هذا التصور ينطوي على منهجية وتعالي وقصور في النظر هي بالفعل السمات الرئيسية للعهد القائم منذ أكثر من ربع قرن.
إنه تصور لا يرى أن في مصر أية مشكلة من أي نوع لأي جماعة ولا يرى أن للمسلمين مشاكل دينية عديدة تتلخص في قمع السلطة للحرية الدينية إلى حد وصلنا معه أن نسمع عن تنحية وزير من موقعة لأن قريبا له ينتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين.
نحن أمام تصور غريب وساذج إلى حد الجريمة يتصور أن الأغلبية العددية لا تعاني من أية مشاكل فقط بحكم أنها الأغلبية ويفترض إضافة إلى ذلك أن هذه الأغلبية لابد وبالضرورة أن تكرس القهر والقمع على الأقلية العددية المخالفة لها في الدين لمجرد أنها الأغلبية وبناءا على ذلك يصبح الحديث عن أي مشاكل للأغلبية ضربا من الخرافة بينما يجب أن يقتصر الحديث عن المشاكل على الأقلية ويجب أن يمر حل هذه المشاكل بالتحديد عبر رد عدوان الأغلبية وعبر تحجيم هذه الأغلبية وحصرها وإضعافها ولو على سبيل التعويض الذي أشار إلية مايكل منير في حديثه له حول التمييز الإيجابي. إن المنطق الأحادي الاحتكاري يسود في كل مجالات الحياة في مصر الآن حتى في المصائب والبلاوي والمشكلات التي أصبح البعض الآن من نخبة العلمانيين يرى أنها محصورة في نطاق فئة معينة أما سائر الفئات الدينية وغير الدينية فلا مشكلات لها بل صحتها زي البمب وميت فل وأربعتاشر حتى لو كان هناك أناس بدرجة وزير يفصلون من الوزارة لأن جمال حشمت والعياذ بالله طلع قريبهم من بعيد أو رمى عليهم السلام ذات مرة.
http://www.almesryoon.com/ShowDetail...D=10197&Page=1
08-01-2006
النمط المتطور