كبرت، و كبرت معى خواطرى و بدأت انظر إلى ما يسمونه بالـ”وحدة العربية“ و أخذت اتسائل، اى وحدة تجمع اثنتين و عشرين دولة من مشرق قارة الى مغربها؟! ما هو الشئ المشترك بين هذه الدول الذى اتاح للوحدة المزعومة ان تتحقق؟! اين مصر من هذه البلاد؟! اين مصريتى؟! قرأنا كثيراً عن مصارعات المصريين ضد الإحتلالات الأجنبية المختلفة؛ الحملة الفرنسية، الإحتلال العثمانى، الإحتلال الإنجليزى، و آخرهم الإحتلال الإسرائيلى. فأخذت بعض الأسئلة ”الخطيرة“ ترتاد على ذهنى، مـــن أنـــا؟! هل جئت حقاً من نسل اولئك الفراعنة الذين لا اعرف عنهم شيئاً و يفصلنا بينهم آلاف السنين؟! ام جئت من نسل عربى بعد غزو العرب مصر؟! ام جئت من تزاوج الفرنسيس من نساء شعبنا؟! ام من اين جئت؟! فكرهت الإحتلال! نعم كرهته، و بدأت ابحث اكثر عن الأصل المصرى الحقيقى، اولئك الفراعنة الذين تجاهلتهم طيلة دراستى، بدأت اشعر بأنهم ابائى الحقيقيين! فقد تعقدت اكثر من كثرة الإحتلالات على بلادى.
أجل هم الفراعنة الذين سكنوا ارضى، و هم فقط الذين نستحق ان نطلق عليهم مصريين! هم الذين جعلوا اسم مصر يتلألأ و ليس العرب، و لكن الآن من هم العرب من اين اتوا؟ كيف امتزج دمى بدمهم؟ و عرفت للأسف انهم اتوا لأغراض دينية دنيوية! نعم، وراء حجة نشر الدين الإسلامى و بنفس الوقت عمل إمبراطورية اسلامية فى اراضى المسكونة - او ما وصلت إليه يداهم! من اين جئت يا محمد و كيف امرت جنودك ان يجتاحوا بلادنا و يخربوا بها تخريباً؟!
حزنت لأنى الآن عربى، نعم اولئك الذين جاءوا من شبه الجزيرة استطاعوا ان يغيروا دمى، ان يغيروا كل ما املك بأن اعبر عن مصريتى. افقدونى لغتى، افقدونى تراثى، افقدونى حضارتى. تلك الحضارة العريقة التى كنت اتهكم على معتقداتها و كنت اتجاهلها - ظناً منى ان العرب هم اصحاب ارضى. كم كنت مخطئ فى ذلك! و لكنى لاحظت شيئاً، ان أحداً لم يجلب لمصر السمعة الطيبة الا تاريخها الفراعونى، و فى نفس الوقت، احداً لم يجلب لمصر السمعة السيئة إلا حاضرها العربى! فكل سلالات الأرض، احبونى لأنى مصرى، و ابغضونى لأنى عربى!
تلك الحجارة الصماء و الجثث المحنطة الموضوعة اسفل الأهرامات هى التى سترت مصريتى بجواهر منيرة. تلك المعتقادات و الفلسفات التى كنت اتهكم عليها، عرفت انها تدرس بجامعات عالمية! و كم حزنت ان غيرى يعرف عن بلدى اكثر مما اعرف انا! غيرى يحترمها اكثر مما كنت انا! و لكن ليس بيدى، نعم ليس بيدى، اعرف انى لست بلا عذر، و لكن لست انا السبب فى إحتقار اجدادى الذين لمعوا بإسم مصر فى سماء بقية العالم. نجمها الذى بات يسطع منيراً لكل دول العالم، هذا كنت اجهله.
انا القبطى الذى ولدت من نسلك يا فرعون...
و صاح الديك علواً، و زادت الأنجم سمواً، و تلألأت السماء صفواً، معلنةً يوماً جديداً.
و للخواطر بقية...
آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 14-12-2006 الساعة 04:11 AM
السبب: تكبير الخط
|