
01-01-2007
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
الإقامة: في عيني الله
المشاركات: 6,772
|
|
الإرهاب
وهذا الموقف اللّين مع هذه الجماعات المسلحة هو البساط الذي تسير عليه بلادنا إلى مزيد من العنف والقتل، فما نكاد ننتهي من فاجعة قتل أو تفجير حتى نتفاجأ بأخرى. من هنا لابد من توضيح أنه إن كان البعض من الدعاة أو المشايخ أو العلماء المشهورين يتخوّف من تجريمهم والكشف عن سلوكهم الدموي فكيف إذن نطلب من كافة المواطنين التعاون مع رجال الأمن بالتبليغ عنهم؟ كيف نبدأ من المرحلة الأولى وهي معرفة أننا في خطر كدولة وشعب وكيان؛ لننتقل إلى المرحلة النهائية وهي القضاء على الإرهاب دون أن نمرّ بالخطوات الأساسية من كسب الشعب بشكل واضح وصريح ضد الإرهاب لضمان نجاحنا في التخلص منه؟
إنّ التعاطف مع الإرهابيين مهما تنوّعت صوره من نقد على استحياء أو التنديد به خلف لغة غامضة- يساهم في بلبلة الرأي العام السعودي.
ولضمان نجاح حملة تثقيف المواطن يجب على الإعلام السعودي وبخاصة التلفزيون والقنوات الفضائية السعودية أو المدعومة من السعودية أن تولي أهمية نحو تعميق رسالتها الإعلامية في تثقيف المواطن العادي عن الإرهاب وحثه على نبذ هذه الجماعات المتشددة ومن ثم تعاونه مع الأمن. ولا يتم ذلك إلا عن طريق بناء خطّة إعلاميّة مناسبة تراعي تنوّع مستويات التعامل مع قضية الإرهاب بحيث لا يتم فقط عرضه على أنه خطر مادي يقتل الأبرياء - وهو من المعلوم بمكان- ولكن أيضاً معالجته من الناحية الثقافية والاقتصادية والسياسية. ولا بد من الإشارة إلى أهميّة طرق عرض وسائل محاربة الفكر الإرهابي بشكل يُخاطب العقل وليس مجرد شحن عاطفي مؤقت. وحينما تُكثف الحملات الإعلامية عن الإرهاب وتنجح في الاتّصال بالمتلقي فإنها حينذاك سيكسب مزيداً من النجاح في تأييد المواطن ومشاركته في الحرب على الإرهاب ونبذ أي شك في ذهنه حول الموضوع.
* كاتبة سعودية
|