|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#6
|
||||
|
||||
رَفضَ الأقباط أيضا سياسات التمثيلِ الاعترافي البريطانيةَ (السياسة التي وَضعتْ حصة للجماعات الدينية فيما يتعلق بمقاعد البرلمان وتولي المناصب الأخرى) في الدستورِ المصريِ. كما رَفضَ كل من الحزب الوطني والوفد إدراج التمثيلِ الاعترافي على أساس أن هذا لا يعد أفضل طريقِ لتَمْثيل حقوقِ الأقليةِ، ولكنه ليس إلا وسيلةَ لإشاعة الفرقة داخل المجتمع.
وهذه الأمثلةِ التي ذكرناها سلفا جرت على نحو مخالف تماما من قبل المسيحيين و الاقباط في البلدان الأخرى في الحالات المماثلة. فعلى سبيل المثال، قَبلتْ لبنان الحِصَص التي عَرضتْ عليها مِن قِبل الفرنسيين، والآن تلك البلادِ تُمزّقُها الحرب الأهليةِ؛ والنزاع الطائفي والعنف منتشرُ في جميع أرجائِها. والسبب الوحيد في اختلاف مصر عن البلدانِ الأخرى أمثال لبنان والعراق وباكستان أن المسيحيين المصريينَ واصلوا الكفاح من أجل ما هو أفضل لمصر، حتى ولو على حساب حقوقِهم الخاصةِ. قبل انقلاب الجيشِ عام 1952، أَخذَ المسلمين المعتدلينَ خطواتَ إيجابيةَ في الكفاح من أجل المساواةِ لكُلّ المواطنين. ولسوء الحظ، فمنذ قيام هذه الثورةِ واصل الأقباط تَضْحِيتهم، بينما المسلمين المعتدلينَ توقفوا عن دعمهم والتزموا الآن الصمت الكامل تجاه كل أعضاء المجتمعِ. ناصر والسادات ومبارك نظموا ودعموا أعمال تمييزية خطيرة ضدّ الأقباط. وأصبح الأقباط الآن منعزلين في طبقة منفصلة وأدنى درجة من المواطنين الآخرين. وقد حَدثَ هذا دون أدنى احتجاج تقريبا من المسلمين المعتدلينِ. ونسرد فيما يلي بضع أمثلة عن أَفْعالِ الحكومة التمييزية : تطبيق أحكام القانونِ الهمايوني القديم، الذي يقيد إلى حد كبير بناء وإصلاح الكنائسِ والأديرةِ. قلة الترقيةِ أَو التعيينِ للأقباط في المواقعِ الحكوميةِ العليا والجيش والجامعات. المعاملة المختلفة للمسيحيين ممن اعتنقوا الديانة الإسلامِية بالمقارنة لأولئك ممن اعتنقوا الديانة المسيحيةِ. فالحكومة تدعم سياسة تؤدي إلى تحول عدد كبير من الرجال والنساء الأقباط إلى الإسلام . تعزز الحكومة الوسائل التعليمية والإعلامية المتطرفة ضد الأقباط. وعلى الرغم مِنْ هذا الظلمِ الجائر، فقد أظهر الأقباط المصريينَ مدى الحاجةَ للسلوكِ والاعتبار السلميِ لتحقيق الوحدةِ الوطنيةِ. حيث يُدركُ البابا شنودة جيداً أنّ أيّ احتجاج مِنْ الأقباط يُمْكِنُ أَنْ يفتت روابطَ الوحدةِ الوطنيةِ، لهذا السبب جَعلَ مثل هذه التعليقات إلى المصري اليوم. لقد كان يعلم البابا شنودة جيداً ما يقوله أثناء حديثه مع المصري اليوم. فقد كَانَ حديثه دعوة للأقباط للتَصَرُّف بطريقة سلمية في حالة رغبتهم للتغيير. وعندما تحدث عن المادة الثانية للدستور قال؛ أن المسلمين - ولَيسَ المسيحيين – هم المعنيين بمناقشته، لأنه لو عارضها المسيحيين فقط وطالبوا بتغييرها فسوف يؤدي ذلك إلى انقسامات طائفية. وقد تَصرّفَ البابا بحكمة في اختيار كلماتِه. ونحن نرى أن المادة الثانية للدستورِ لَيستْ جيدةَ للمصريين وذلك للأسباب الآتية؛ المادة الثانية للدستور مضرة لكل المواطنين المصريين لأن من شأنها تحطيم مفهومَ الوحدةِ الوطنيةِ، حيث تمْنعُ شمول كُلّ المواطنين للفَخْر ببلادِهم، ومشاركة جيرانِهم هذا الفخرِ، بغض النظر عن دينِهم. المادة الثانيةَ للدستورِ غامضة جداً، خاصة عندما يتعلق الأمر بتشريعَ حاسمَ يستند إلى الشريعة الإسلامية. فهو لم يُحدّدُ أَيّ طائفةَ أَو عشيرة إسلامية واجبة الأتباع - وكلنا نَعْرفُ أن هناك الكثير. وهو ما سوف يؤدي بشكل خطير إلى وجود تفسيرات متعددة وواسعة النطاق، مِنْ الراديكالي إلى المعتدلِ. وبسبب الغموضِ المذكور أعلاهِ، أصبح الشيوخِ والمُلَّا مصدرَ السلطةِ لتفسير التشريعِ. وأضحت الآراء الشخصيةُ للشيوخِ تَحْملُ الكثير مِنْ الوزنَ فيما يتعلق بالقراراتِ الصادرة، وهو ما خولهم سلطة غير مسبوقة. وأصبحنا نواجه خطر الشيوخ الذين يديروا الدولة بينما تتبع الحكومة. كلمات البابا شنودة درس لنا جميعا في معنى القوميةِ. فالأمثلة السالفة ذكرها تبرز مدى حاجة الأغلبية المسلمة للتحدث عاليا لتعزيز الوحدة الوطنية. وأنا على يقين ببيئة الخوف التي تسود مصر، ولكن مصر تتغير والأصوات المعارضة أصبحت أكثر قبولاً الآن ولا يستطيع أحد أَنْ يكبت الأصوات المعارضة المتزايدة إذا كانت واضحة ومسموعة. إلى مسلمي مصر المعتدلينِ الذين يتحدثون بحرية للدفاع عن حقوق الأقباط، ومن بينهم فرج فوده الذي بذل حياته من أجل هذه القضية والدكتور أحمد صبحي منصور الذي نُفيّ من موطنه، وسعد الدين إبراهيم الذي سُجِنَ - نحن نتقدم جميعا بتوجيه الشكر لكم لنضالكم من أجل الوحدةِ الوطنيةِ في مصر. إلى أصدقائِي، المصريون المسلمون المعتدلون، الملتزمون الصمت: تذكّروا آبائُكَم وأجدادُكَم، وكيف كانت ردة فعلهم تجاه الوحدة الوطنية منذ 80 عاماً مضت والتي أدت إلى صدور دستور 1923 الذي طالماً ما حلمنا به. لقد حان الوقت لرد التضحيات التي قام بها جيرانكم الأقباط لتعزيز الوحدة الوطنية. * كُلّ أمثلة التضحيةِ القبطيةِ التاريخية أُخِذتْ مِنْ مقالةِ الأستاذة الدكتورة غادة تلحمي ‘‘دروس مِنْ لبنان”. كاتب المقال رئيس التجمع القبطي بالولايات المتحدة |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
التوازن والحق | whiterose | المنتدى العام | 5 | 12-04-2005 01:38 PM |
من شخصيات البالتوك: صوت الحق .. | Pharo Of Egypt | المنتدى العام | 8 | 05-11-2004 03:06 AM |