الفلسطينيون يحـتلون سيناء بعد تفجير السياج الفاصل واطلاق النار علي جنود مصريين

[abomeret]

الأخت الكبري.. الملطشة

بقلم د. لميس جابر ٢/٢/٢٠٠٨
أنا غير سعيدة ولا فخورة بدور مصر الأخت الكبري والشقيقة الحبيبة الطيبة حمالة الأسية.. لقد أصبح هذا الدور وسيلة للانتهاك والتجاوز والبلطجة ومبررا للاجتياح وأصبحنا الأخت الملطشة.

وهذه الشعارات أصبحت كلمات جوفاء ممجوجة لا تحمل سوي مظاهر ضعف ودعوة صريحة لتعدي أهل الجوار أيا كانت ظروفهم، ماذا يعني أن يفجر الإخوة الأشقاء سكان غزة الحواجز الدودية المصنوعة من الحديد والأسمنت بالمتفجرات ويندفعوا عبر حدودنا عنوة وبالذراع وإذا كان عاجبك يا أخت يا كبري.

وكيف يتحمل جنودنا الضرب بالأحجار وتشق رؤوسهم ويذهب البعض منهم إلي المستشفيات في حالة خطيرة ضحية انتفاضة جوعي غزة الأشاوس علي مصر؟ ويا فرحتي بشكر السيد أبومازن علي حسن التعامل مع الفلسطينيين والقلب الكبير والإنسانية، وهل إذا اعتدي مواطنون مصريون علي جنودهم وأشقائهم المصريين بالضرب بالأحجار سيكون رد الفعل إنسانيا كبير القلب محلي بضبط النفس؟

وإذا كان الاجتياح الأول لحدودنا في رفح نتيجة لطول الحصار الإسرائيلي وعلي حد قول السيد مشعل في لقائه التليفزيوني إنه كان لابد لهم أن ينفجروا ويخرجوا من السجن الكبير الذي عانوا منه شهورا طويلة لماذا تواصل الاجتياح عدة أيام بعد ذلك حتي تعدي الرقم ثلاثمائة ألف فلسطيني؟ ولماذا صدروا السيدات المنتقبات والأطفال في واجهة طابور الاجتياح حتي يتردد جنودنا جنود الأخت الكبري الطيبين في مواجهتهم وإيقافهم بقوة وحسم وعنف؟ ولماذا تسرب الآلاف منهم هاربين إلي داخل بيت الأخت الكبري في مدنها وضواحيها بالعافية و«لوي الذراع»؟

ولماذا أخذ الكثيرون منهم وعوداً من مسؤولين في غزة بتسفيرهم من مصر إلي الجهة التي يريدونها؟ وعندما سئل السيد مشعل عن المشتروات من أغذية واحتياجات وأدوات كهربائية ومن أين لهم بكل هذه الأموال وهم محاصرون وعاطلون، قال ببساطة المناضلين إن سلطة حماس التي تفرض سيطرتها علي غزة منذ شهور قد أعطتهم أموالا عشان يبشرقوا علي نفسهم!!

إذن لقد تم هذا الاجتياح بمعرفة ومساعدة وموافقة السيد مشعل وكمان أمدهم بالأموال وليس كما قال انفجارا شعبيا وحلة بخار تغلي والذي منه، ثم يأتي السؤال الملح والمنطقي لماذا لم تنفجر حلة البخار في وجه إسرائيل العدو والمحتل الحقيقي وقررت الحلة أن تدوا مائة وثمانين درجة لتنفجر في وجوهنا وتجتاح حدودنا متجاوزة القانون ومنتهكة حرمة دولة أخري، وكلمة السر الأخت الكبري.

أما أخطر ما في هذا اللا معقول هو أن يرفع المحاصرون والجوعي والعطشي والمرضي العلم الفلسطيني فوق أبنية ومؤسسات مصرية ولابد أن نتوقف هنا كثيرا فالمسألة ليست لبناً وخبزاً وأدوية وراديو ترانزيستور وموبايل.. المسألة احتلال بالقوة والهمجية، صريح وواضح، وهؤلاء الجوعي المحاصرون لم ينفجروا في وجه محتليهم وقاتليهم وفضلوا رفع علمهم الوطني فوق مبان ومنشآت مصرية، والأخ مشعل يلف ويدور ويناور ويتحدث عن السجن والضغط والأخت الكبري ـ موقف مصر العظيم ـ أكاد أشتم روائح مريبة.. هناك من قالوا إن إسرائيل تصدر مشاكلها لنا وأنها راغبة في تنفيذ خطة «الترانسفير» وهي إحلال الفلسطينيين في دول الجوار القريبة منهم ونخلص، وهذا هو تفكير إسرائيل منذ زمن..

لكن ماذا عن العلم الفلسطيني الذي اقتحم الجوعي منازل مصرية ومؤسسات مصرية ليرفعوه؟ أهو اتفاق أم ماذا؟ عموما لا يهم أن يتفقوا أو يختلفوا أو يأكلوا بعضا فكلاهما لايريد أن يحل القضية لكن المهم هو حدودنا وأراضينا وكرامتنا وجنودنا والصبر الجميل الذي نفد.. باتت الحقيقة واضحة فالطرفان يرتزقان من القضية، إسرائيل تحولت إلي مخزن مهول للأسلحة الحديثة والنووية والعتاد والأموال تتدفق عليها من أمريكا وأوروبا من أجل أمنها وسلامتها ووحشية الفلسطينيين الذين يضربون المستوطنات بصواريخ القسام التي لا تصلح إلا للفرقعة في الأعياد والمناسبات السعيدة، والإخوة فتح وحماس وعباس ومشعل ينتفعون بأموال القضية التي تنهال عليهم من كل بلد عربي وكأنها فِردة والحال كده عال العال وسيبقي كما هو عليه.

لكن هذا لا يمنع أن في كل ضربة قوية لإسرائيل أن يصرخ الشعب الفلسطيني «وينكم ياعرب» «وينك يامصر» ثم يمزقون العلم المصري ويدوسون صورة الرئيس المصري، لم أقرأ وأزعم أنه لا توجد حادثة واحدة في تاريخ الإنسانية تحكي عن شعب ذهب ليحرر شعبا آخر من باب المجاملة والإخوة والجدعنة ومشكلة فلسطين ستظل كما هي لأنها منذ بدايتها وهي ترفع شعار «هيا ياعرب» حررونا، ولن يحدث بالطبع وسيظل زعماء الفتح والحماس يتنازعون علي الأموال والغنائم والمعونات والفردة ويقفزون إلي أوسلو ومدريد وأنابوليس وشرم الشيخ ويحصلوا علي الأسلحة لضرب بعضهم البعض ويرفعون شعارات الوطنية والقومية من أجل ذر الرماد في العيون والقضية باقية باقية إلي أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا.
http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=92085