حراس مدارس البنات
التاريخ: الثلاثاء 2004/04/06 م
قالت المذيعة الخليجية بسذاجة فياضة: اللهم زد وبارك، بعد أن أذاعت خبراً عن دراسة سعودية تقول بأنه يولد طفل كل تسع عشرة ثانية، في السعودية، بينما يولد في الصين أكثر سكان العالم، طفل كل ثلاث وعشرين ثانية، وقد تذكرت تلك النكتة التي تقول : قيل لأحد السعوديين، إنه في الصين، يولد طفل في كل دقيقة، فرد السعودي متعجباً ومعجباً: هذا هو التقدم، وليس كما لدينا، لا يخرج الطفل إلا بعد تسعة أشهر! فالسعودي المسكين فهم ان الصين قد توصلت لاختراع علمي يجعل الطفل يولد منذ الدقيقة الأولى من حمله، لكنني بعد هذه الدراسة، فهمت ان السعودي يتمنى لو أنه يولد في كل دقيقة طفل، وهكذا استطاع السعوديين تحقيق الأماني الانجابية، بل انهم تفوقوا على الصين وصاروا يلدون طفلاً كل تسع عشرة ثانية، لتحتل المملكة أعلى معدل زيادة سكانية، ولأن ولادة كل طفل يسمونه حدثاً سعيداً، فإن السعداء لا يفكرون بتعاسة الآخرين الذين تنشر الصحف أخبارهم يومياً، لاسيما ذلك التحقيق الذي نشرته "الرياض" حيث وجد الصحفي أربعة أطفال يعيشون في حوش أغنام لأن والدتهم هربت بجلدها لبلدها المجاور فلم يجد الأب المتزوج من اثنتين أخريين طافحتين بالأطفال متململتين من العناية بأولاد ضرة هاربة من مسؤوليتها، إلا أن يرسلهم للبرية يعيشون على خشاشها، وينامون في أحضان صوفها بين الغنم، هذه الحكايات المؤلمة هي الحكايات الناتجة عن تزايد الأحداث السعيدة في مجتمعنا، والتي تنفك عن كونها حدثاً سعيداً وتتحول إلى حكاية مؤلمة، أكثر ما تتمركز تلك الحكايات في الغرف الملحقة بمدارس وكليات البنات، حيث يعيش حارس نازح من قرية فقيرة، ناج بنفسه من الفقر فيلتحق بالعمل حارساً، للمدرسة ويعطى غرفتين ملحقتين بالمدرسة ليعيش فيهما، وزوجته وأطفاله، لكن المعلمات اللواتي يقصصن علي قصص حراس مدارسهن، يعترفن، انهم يساهمن في تنشيط حياة الحارس بالأحداث السعيدة، فمعظمهن يتلين على مسامعي أنهن كل آخر شهر يجمعن مساعدة للحارس المسكين، وزوجته الحامل وأطفاله العشرة، ويفاجأن أحياناً ان الحارس ذهب لقريته الفقيرة، وأحضر له عروساً بصدقاتهن، لتلد له عشرة أطفال آخرين، كما تشتمل المساعدات أحياناً، ابن الحارس العاطل عن العمل والذي أحياناً يطلق زوجته ويعيش معهم، في الغرفتين المذكورتين، هو وأولاده، هذا غير ما تفرده، الصحف من أخبار الرجال الذين يفاخرون بعدد زوجاتهم اللواتي تلعب القرعة دورها في بقائهن أو طلاقهن وأبنائهن، أما كيف يعيش طفل يولد كل تسع عشرة ثانية، فهذه قصة لا يؤتى على ذكرها، لأننا نحب أن نكون في وسط الأحداث السعيدة فقط، في المغرب أصدرت حكومتها، قانوناً يقضي عند رغبة الزوج، بالزواج من ثانية بأمرين الأول إخبار الزوجة الأخرى، دون شرط موافقتها، لكن خداعها هو المرفوض، الأمر الثاني هو إلزام المحكمة الزوج بوضع مبلغ مالي يوفر للزوجة الأولى وأبنائها ما يعيلهم، خوفاً من نسيان المسكينة وأطفالها وتركهم لرحمة الشمس والريح، ولو طالبت المعلمات بقانون مماثل، لما وجدن أنفسهن في كل شهر يصرفن على تأمين المتع الشخصية لحراس مدارس البنات!
|