|
منتدى الرد على اكاذيب الصحافة فى الآونة الأخيرة تمادت الصحف المصرية والعربية فى الهجوم على المقدسات المسيحية دون إعطاء المسيحيين فرصة لللرد لذلك أفردنا هذا المكان لنشر الردود |
![]() |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
|
#1
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
سلام المسيح مع الجميع
انا كتير بحب التاريخ لكن دايما بكون حذرة حتى ما اصدق اي شئ انا وعم اقراه لاني اتعلمت انو الي بيكتبو التاريخ هم اشخاص لايمكن ان يكونوا حيادين مية بالمية الا عندما اقرأ شئ يخص التاريخ الاسلامي فانا اجد فيه كم من التشويه لايسعه الخيال ظاهرة تشويه التاريخ اصلا بدأت مع بدء الاسلام مابعرف كيف بيقدروا يخترعوا هالاختراعات والاكاذيب ولا أعتقد ان هناك عاقل يقبل ماهو مكتوب من السيد عمارة بحب اسأل مين النبي ادريس اذا ممكن ؟ ماعندي فكرة عنو ههههههه الرب يرحم كل الاشخاص اللي مستعدين يصدقوا الكذب بدون اي بحث او تفكير والرب يكون مع كل شباب المنتدى وكل المسيحين بكل مكان ويعطيكم قوة للاستمرار حتى تردوا على اكاذيب وضلال الاسلام |
#2
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
إقتباس:
أم أنها مجرد سفسطات تربيتم عليها منذ الصغر ...؟؟!! |
#3
|
||||
|
||||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
إقتباس:
الامثلة كثيرة يا بـــــربـــــرى و البربر بطبيعتهم بربر لذلك هم بربر و لذلك يسميهم الناس ب البربر ذلك انهم بربر فيسجل التاريخ عن البربر مثلا قيام الخليفة العربانى المحمدى هشام ابن عبد الملك بعمل صنيع عظيم لأناجش البربر (جمع انجشة) بمخاطبة قائد قطعان الأرهابيين المستوطنين العربان المحمديين فى أرض البربر مطالبا أياه بإختطاف و استرقاق و استجلاب نسوان بربريات بمواصفات لا تتوافر الا فى الادبار البربرية و ذلك لاستخدام اولئك الامهات و الزوجات البربريات المخطوفات ك جوارى نكاح بربريات للنكاح لأن النسوان البربريات ادبارهن و فروجهن و افوههن و نهودهن لا مثيل لها فى دار الخلافة العربانية المحمدية و جوارها فقال رضى اللات عنه و اطال اللات إربه : "كتب الخليفة هشام بن عبد الملك رضى الله عنه إلى عامله على افريقية: “أما بعد، فإن أمير المؤمنين رضى الله عنه لما رأى ما كان يبعث به موسى بن نصير إلى الخليفة بن مروان رحمه الله، أراد مثله منك، وعندك من ![]() ![]() آخر تعديل بواسطة Bahnass ، 21-10-2008 الساعة 05:31 AM |
#4
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
سلام يسوع رب السلام معكم جميعا
اولا شكرا يا وطني يا كبير على الرد ثانيا ياسيد فارس انا لا اكتب تاريخ بل قلت انا احب ان أقرأ التاريخ وكمان قلت مافيش كاتب للتاريخ كان موضوعي مية بالمية بس كمان مافي تاريخ شوه التاريخ بقدر ماشوهه الاسلام . . وموضوع نوري عقولنا فأنت لست بحاجة لي لانور عقلك لانك لو كنت جاد فعلا لقرأت تاريخ اسلامك بحيادية وليس من كتب الاسلام المنحازة بإمتياز التي تريد ان تقنعك بأن الاسلام اول الديانات والعرب الاصل في مصر او البلاد العربية الاخرى . . مو ناقص غير تقول الاسبان اصلهم عربي . . يا اخي فكر بحيادية وبموضوعية وحاول تقرا الكلام مش علشان ترد فقط بل علشان تفهم وتغير حياتك اذا بعيش مية سنة كمان مابعرف شو اللي بيعجبكم بالاسلام . الرب يفهمك اذا بدك تفهم . . ![]() |
#5
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
منتهى السماحة و الرحمة ان الغزاة ـ عفوا الفاتحون ـ قد سمحوا لاهل البلاد المحتلة ـ عفوا المفتوحة ـ بالعيش فى بلادهم مقابل إتاوة صغيرةـ عفوا جزية ـ لحمايتهم من الغزاة !!!!!!!!!!!
أى منطق هذا يا مفكر يا محترم ؟؟؟؟؟ لو كانت المسألة دعوة او تبشير لدين فما هو الداعى للغزو و النهب و السرقة ؟؟؟؟؟؟؟ لماذا يجب ان يكون حاكم البلاد بدوى أعرابى من شبه جزيرة المعيز؟؟؟؟؟؟؟؟ تخيل نفسك يا مفكر انك قاعد فى بيتك مع اسرتك فى امان الله ودخل عليك لص يعرض عليك حمايتك من اللصوص مقابل راتب شهرى وانه يعيش معاكم فى نفس البيت و يستبيح عرضك و ان فتحت بقك يقطع رقبتك .ولكن من طيبة قلبه يعرض عليك لو ما تقدرش تدفع انك تشتغل معاه فى عصابته وتساعده فى سرقة ـ عفوا حماية ـاسرة تانية .و هلم جراااااا فما رأيك فى هذا اللص الصادق الامين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ![]() |
#6
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
إقتباس:
و ما هي هذه الكتب الحيادية في رأيك ..... هل التي كتبها المسيحيون و المستشرقون .... أم التي كتبها سكان البلد المصريون .....؟؟؟؟!!! |
#7
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
إقتباس:
إقتباس:
و ليس دين مبني علي شاذ مصاب بالصرع و يهئ له انه يفعل الشئ و لا يفعله قال عن نفسه انه نبي و ليس هناك دليل الا قوله فقط يكفي لهدم الاظلام قول عائشه اري ربك ليسارع في هواك فما بالك بباقي فضائح محمد و قرآنه و آله و صحبه و اتباعه اجمعين الملاعين الي يوم الدين |
#8
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
أسباب التوتر الطائفي د. محمد عمارة : بتاريخ 19 - 10 - 2008
من سنن الله ـ سبحانه وتعالى ـ في الخلق، وفي الاجتماع الإنساني قيام العلاقات ـ علاقات الاقتران ـ بين "النعم" وبين "الابتلاءات والامتحانات والاختبارات".. ففي نعمة الأولاد فتنة واختبار.. وكذلك الحال مع نعمة المال والغنى والثراء.. ومع نعمة الجاه والسلطان.. ومع نعمة العافية والقوة في الأبدان.. ومع نعمة إقبال الدنيا وزينتها على الناس ـ أفرادًا .. وطبقات.. وشعوبًا وأممًا.. وحضارات ـ .. { واعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (الأنفال: 28).. { ونَبْلُوكُم بِالشَّرِّ والْخَيْرِ فِتْنَةً وإلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (الأنبياء: 35).. وذلك ليتم الابتلاء والاختبار والامتحان للناس، ويتميز الطيب من الخبيث، والصالح من الطالح، والمجاهدون على طريق الخيرات من الذين سقطوا ويسقطون في الابتلاءات والاختبارات.. ـ ولما كانت التعددية ـ التي جعلها الله ـ سبحانه وتعالى ـ قانونًا وسنة لا تبديل لها ولا تحويل ـ في كل عوالم الخلق، وفي كل مكونات الاجتماع الإنساني ـ هي من أعظم نعم الله ـ سبحانه وتعالى ـ لتحقيقها الحرية.. والسَّعة.. واستنفار الطاقات للتسابق في ميادين الإبداع.. والتنوع الذي يحقق جمال التمايز في الأفكار والأعمال وطرق التنافس في هذه الحياة.. كان الاقتران بين نعمة التعددية هذه وبين الابتلاء بها والاختبار فيها، ليتميز الراشدون الذين يوظفونها في التكامل والتوازن والتزامل والبناء من الذين يجعلونها سبيلاً للتناحر والتقاتل والتشرذم والتفتيت.. ـ ولأن الشريعة الإسلامية، والحضارة الإسلامية التي أثمرتها وبنتها هذه الشريعة، قد وضعت سنة التعدد في الممارسة والتطبيق(1).. فبنت أمة متعددة في الشرائع والديانات.. وفي الألسن واللغات والقوميات.. وفي المذاهب والفلسفات.. وفي الألوان والأجناس.. كما أقامت للإسلام دارًا متعددة الأقاليم والأوطان والولايات.. وصنعت لهذه الأمة ثقافة متعددة المناهج والاتجاهات وميادين الإبداع.. كان طبيعيًا اقتران نعمة التعدد هذه بألوان من ابتلاءات التوترات بين فرقاء هذه التعددية، امتحانًا لهؤلاء الفرقاء، حتى يتبين ويمتاز الساعون إلى توظيف التعدد في التكامل والتوازن من الذين سقطوا ويسقطون في مستنقعات التناحر والتنابذ والتقاتل والتصارع والتشرذم والتفتيت.. ـ إذن.. فليس غريبًا أن يشهد تاريخنا أو حاضرنا توترات بين مكونات الأمة ـ الدينية.. والقومية.. والوطنية ـ وإنما الأهم هو البحث عن أسباب هذه التوترات.. والأخذ بطرق العلاج التي تداوي ما ينشأ عنها من آثار.. ـ وفي حدود ما قرأت ـ حول التوترات الدينية في التاريخ الإسلامي، القديم منه والحديث ـ فإن ما كتبه المفكر المسيحي اللبناني المرموق الدكتور جورج قرم ـ حول الأقليات المسيحية في التاريخ الإسلامي ـ كان ـ ولا يزال ـ أدق وأعمق ما كتب في هذا الميدان.. وذلك فضلاً عن أنه "شهادة شاهد من أهلها" ـ أهل هذه الأقليات الدينية التي عاشت في إطار أمة الإسلام.. لقد رصد الرجل ظاهرة التوتر الديني والطائفي ـ التي قال إنها كانت محدودة وعابرة ـ فأرجعها إلى عوامل ثلاثة.. وذلك عندما قال: "إن فترات التوتر والاضطهاد لغير المسلمين في الحضارة الإسلامية كانت قصيرة، وكان يحكمها ثلاثة عوامل: العامل الأول: هو مزاج الخلفاء الشخصي، فأخطر اضطهادين تعرض لها الذميون وقعا في عهد المتوكل العباسي (206 ـ 247هـ ـ 821 ـ 861م) الخليفة الميال بطعبه إلى التعصب والقسوة وفي عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله (375 ـ 411هـ ـ 985 ـ 1021م) الذي غالى في التصرف معهم بشدة ـ (وكلا الحاكمين عم اضطهادهما قطاعات كبرى من المسلمين!! ـ .. العامل الثاني: هو تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لسواد المسلمين، والظلم الذي يمارس بعض الذميين المعتلين لمناصب إدارية عالية، فلا يعسر أن ندرك صلتهما المباشرة بالاضطهادات التي وقعت في عدد من الأمصار. أما العامل الثالث: فهو مرتبط بفترات التدخل الأجنبي في البلاد الإسلامية، وقيام الحكام الأجانب بإغراء واستدراج الأقليات الدينية غير المسلمة إلى التعاون معهم ضد الأغلبية المسلمة.. إن الحكام الأجانب ـ بمن فيهم الإنجليز ـ لم يحجموا عن استخدام الأقلية القبطية في أغلب الأحيان ليحكموا الشعب ويستنزفوه بالضرائب ـ وهذه ظاهرة نلاحظها في سوريا أيضًا، حيث ظهرت أبحاث "جب" و"بولياك" كيف أن هيمنة أبناء الأقليات في المجال الاقتصادي قد أدت إلى إثارة قلاقل دينية خطيرة بين ال***** والمسلمين في دمشق سنة 1860م، وبين الموارنة والدروز في جبال لبنان سنة 1840م وسنة 1860م. ونهاية الحملات الصليبية قد أعقبتها، في أماكن عديدة، أعمال ثأر وانتقام ضد الأقليات المسيحية ـ ولاسيما الأرمن ـ التي تعاونت مع الغازي.. بل إن كثيرًا ما كان موقف أبناء الأقليات أنفسهم من الحكم الإسلامي، حتى عندما كان يعاملهم بأكبر قدر من التسامح، سببًا في نشوب قلاقل طائفية، فعلاوة على غلو الموظفين الذميين في الابتزاز، وفي مراعاتهم وتحيزهم إلى حد الصفاقة، أحيانًا، لأبناء دينهم، ما كان يندر أن تصدر منهم استفزازات طائفية بكل معنى الكلمة.."(2) تلك شهادة شاهد من أهلها على حجم .. ومُدد.. وأسباب التوتر الديني والطائفي وتاريخنا الإسلامي. ـــــــــــــــــــ * هوامش 1ـ انظر كتابنا (الإسلام والتعددية: التنوع والاختلاف في إطار الوحدة) طبعة القاهرة ـ مكتبة الشروق الدولية سنة 2007م. 2ـ جورج قرم : (تعدد الأديان ونظم الحكم: دراسة سوسيولوجية وقانونية مقارنة) ص 211 ـ 224 ـ طبعة بيروت سنة 1979م. والنقل عن: د. سعد الدين إبراهيم: (الملل والنحل والأعراق) ص 729و730 طبعة القاهرة سنة 1990م. |
#9
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
غواية بونابرت للأقليات د. محمد عمارة : بتاريخ 20 - 10 - 2008
وإذا نحن نظرنا ـ تحديدًا ـ إلى عامل "الغواية الاستعمارية" لشرائح من أبناء الأقليات الدينية ـ في الشرق الإسلامي ـ بعصرنا الحديث.. فإننا نستطيع أن نشير إلى "محطات" في التوترات التي صنعتها هذه الغواية ـ بعد قرون من مثيلاتها التي صنعتها الغزوة الصليبية (489 ـ 690هـ ـ 1096 ـ 1291م) في تاريخنا الوسيط.(1) ـ فبونابرت (1769 ـ 1821م) الذي قاد الحملة الفرنسية على مصر (1213هـ ـ 1798م) والشام.. والذي حلم بإعادة إمبراطورية الإسكندر الأكبر (356 ـ 323ق.م) الشرقية.. وتحقيق حلم الملك الصليبي القديس لويس التاسع (1214 ـ 1270م).. قد أعلن ـ وهو في طريقه من مرسيليا إلى الإسكندرية ـ أنه سيجند 20.000 من أبناء الأقليات المسيحية في مصر والشرق، ليتخذ منهم مواطئ أقدام لغزوته وإمبراطوريته الاستعمارية الفرنسية.. ولقد أثمرت غوايته الاستعمارية هذه ثمرات مرة، عندما سقط في مستنقعها قطاع من الأرثوذكس المصريين ـ الأقباط (2) ـ الذين كانوا "فيلقًا قبطيًا" ضم ألفين من شباب الأقباط ـ تزيا بزي الجيش الغازي، وحارب معه ضد الشعب المصري.. تحت قيادة "المعلم" يعقوب حنا (1745ـ 1801م) ـ الذي أصبح "جنرالاً" في الجيش الفرنسي الغازي ـ والذي يسميه الجبرتي (1167ـ 1237هـ ـ 1754 ـ 1822م) ـ وهو مؤرخ العصر ـ :"يعقوب اللعين"!.. ولقاء هذه الخيانة ـ التي تركت جراحات عميقة في الصف الإسلامي.. وفي الوحدة الوطنية ـ والتي بدأت مسيرة السقوط في غواية التبعية للاستعمار الغربي، والمراهنة على دعمه لتغيير هوية الأمة وانتمائها الحضاري.. أعطى بونابرت وخلفاؤه للأقلية النصرانية ـ من القبط والشوام ـ بمصر ـ الوزن الأكبر في إدارة شئون البلاد تحت الاحتلال الفرنسي.. كما عهد الجنرال "كليبر" (1753ـ 1800م) ـ الذي خلف بونابرت في قيادة الحملة وحكم مصر ـ إلى المعلم يعقوب حنا: ".. إن يفعل بالمسلمين ما يشاء!.. فتطاولت ال*****، من القبط و***** الشوام، على المسلمين بالسب والضرب، ونالوا منهم أغراضهم، وأظهروا حقدهم، ولم يبقوا للصلح مكانًا، كما صرحوا بانقضاء ملة المسلمين وأيام الموحدين"!. وبعد مشاركة "الفيلق القبطي" للفرنسيين الغزاة في إبادة 7/1 الشعب المصري ـ (300.000 من شعب كان تعداده أقل من 3.000.000) ـ احتفلوا بانتصارات بونابرت على أهل "غزة" (1213هـ 1799م).. وكما يقول الجبرتي: ".. فأظهر ال***** الفرح والسرور، في الأسواق والدور، وأولموا في بيوتهم الولايم، وغيروا الملابس والعمايم، وتجمعوا للهو والخلاعة، وزادوا في الشناعة"!.(3) وفي حماية المستعمر الفرنسي، وفي ظلال سيوفه، أظهروا الكيد للأغلبية المسلمة.. وبعبارة الجبرتي: ".. فترفع أسافل ال***** من القبط والشوام والأروام واليهود، فركبوا الخيول، وتقلدوا السيوف بسبب خدمتهم للفرنسيس، ومشوا بالخيل، وتلفظوا بفاحش القول، واستذلوا المسلمين مع عدم اعتبارهم للدين، إلى غير ذلك مما لا يحيط به الحساب، ولا يسطر في الكتاب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"!.(4) ـ ولم تنته هذه الغواية ـ وهذا السقوط ـ بهزيمة الحملة الفرنسية على مصر، وجلاء جيشها (1216هـ ـ 1801م).. ورحيل المعلم يعقوب حنا وزمرته مع جيش الاحتلال.. وإنما خلف يعقوب ـ عقب هلاكه ـ من سموا أنفسهم "الوفد المصري" ـ أي اللاعربي واللاإسلامي ـ الذي ذهب إلى فرنسا ـ بقيادة "نمر أفندي" ـ عارضًا العمالة على الإمبراطورية الفرنسية، حتى بعد هزيمتها!.. ومعلنًا عن استعداده لتطبيق القانون الفرنسي بمصر، بدلا من القانون الوطني والفقه الإسلامي!.. بل وعارضا تسخير الكنيسة الأرثوذكسية المصرية لتحقيق حلم فرنسا الكاثوليكية اختراق إفريقيا دينيًا!.. وفي هذا الصدد، عرض هذا "الوفد المصري": "الولاء لبونابرت".. وقالوا له :"إن الوفد المصري، الذي فوضه المصريون الباقون على ولائهم لك، سيشرع لمصر ما ترضاه لها من نظم عندما يعود إليها من فرنسا.. وإن الجمهورية الفرنسية اليوم ـ إذا أرادت ـ يمكنها عن طريق الأمة المصرية، التي ستكون موالية لها، مد نفوذها نحو أواسط إفريقيا، وبذلك تحقق ما عجزت عن تحقيقه الملكية"!.(5) ـ وفي الوقت الذي كان هذا "الوفد المصري" يراهن على فرنسا المهزومة.. كان المعلم يعقوب ـ قبيل هلاكه ـ قد كتب "وصيته" إلى انجلترا الاستعمارية، لتحل محل فرنسا في ضم مصر إلى السيطرة الغربية، لتغيير هوية مصر، وانتمائها، وعلاقاتها الإقليمية والدولية.. فطلب ـ في هذه "الوصية" ـ التي بعث بها إلى وزير الحرب الإنجليزي ـ أن ترث انجلترا مصر من الدولة العثمانية.. وقال: "توشك الإمبراطورية العثمانية على الانهيار، ولذا فيهم الإنجليز، قبل أن تقع الواقعة، أن يلتمسوا لأنفسهم من الوسائل المؤكدة ما يكفل لهم الإفادة من ذلك الحدث عند وقوعه، فيحققوا مصالحهم السياسية. وإذا كان من المستحيل عليهم أن يستعمروا مصر ـ كما استحال ذلك من قبل على فرنسا ـ فيكفي أن تخضع مصر المستقلة لنفوذ بريطانية، صاحبة التفوق في البحار المحيطة بها، إن بريطانيا لها من سيادتها البحرية ما يجعلها تستأثر بتجارة مصر الخارجية، ويضمن لها بالتالي أن يكون لها ما تريد من نفوذ فيها.. إن مصر المستقلة لن تكون إلا موالية لبريطانيا.. ومن ثم فعلى بريطانيا أن تعمل على استقلال مصر، وهذا الاستقلال لن يكون نتيجة وعي الأمة، ولكنه سيكون نتيجة تغيير جبري تفرضه القوة القاهرة على قوم مسالمين جهلاء!.. وللدفاع عن هذا الاستقلال.. فإن المصريين يمكنهم أن يعتمدوا على قوة أجنبية تعمل لحسابهم، يتراوح عددها بين 12.000 و15.000 جندي، يكفون تمامًا لصد الترك عن الصحراء، والسجق المماليك داخل مصر.."!(6) فالوصية اليعقوبية، هي باستقلال مصر عن ذاتها الحضارية، وماضيها وحاضرها الإسلامي، ومحيطها القومي والحضاري ـ أي الانسلاخ عن العروبة والإسلام ـ.. وإخضاعها لنفوذ انجلترا، لتكون موالية لبريطانيا، التي تستأثر بتجارتها الخارجية.. هذا "الاستقلال" الذي تفرضه القوات الأجنبية على المصريين "المسالمين الجهلاء"!.. كما قال المعلم يعقوب اللعين!.. هذا عن جبهة الأقلية الأرثوذكسية بمصر، في أولى محطات السقوط في غواية الاستعمار الغربي ـ في عصرنا الحديث ـ .. *** وعلى جبهة الأقليات اليهودية.. رمى بونابرت حبال هذه الغواية الاستعمارية أيضًا، وذلك عندما أذاع ـ وهو على أسوار عكا (1213 ـ 1799م) ـ نداءه إلى يهود العالم، طالبًا منهم التأييد والدعم لطموحاته الاستعمارية في الشرق الإسلامي، لقاء إعادة زرعهم في فلسطين.. فقال في هذا النداء: "أيها الإسرائيليون، أيها الشعب الفريد.. انهضوا بقوة، أيها المشردون في التيه.. لابد من نسيان ذلك العار الذي أوقعكم تحت العبودية، وذلك الخزي الذي شل إرادتكم لألفي سنة.. إن فرنسا تقدم لكم يدها الآن حاملة إرث إسرائيل.. إن الجيش الذي أرسلتني العناية الإلهية به.. قد اختار القدس مقرًا لقيادته، وخلال بضعة أيام سينتقل إلى دمشق المجاورة، التي استهانت طويلاً بمدينة داود وأذلتها.. يا ورثة فلسطين الشرعيين، إن الأمة الفرنسية.. تدعوكم إلى إرثكم بضمانها وتأييدها ضد كلا الدخلاء"!(7) تلك كانت "المحطة الأولى" من محطات الغواية الاستعمارية للأقليات الدينية الشرقية في عصرنا الحديث. ــــــــــــــــــ * هوامش: 1ـ انظر كتابنا (الدراما التاريخية وتحديات الواقع المعاصر) طبعة القاهرة ـ مكتبة الشروق الدولية سنة 2005م. 2ـ القبطي هو المصري.. فالمسلمون المصريون هم: أقباط مسلمون. والمسيحيون ـ ال***** ـ المصريون هم: أقباط مسيحيون.. لكننا ـ مجاراة للخطأ الشائع ـ سنستخدم مصطلح الأقباط للتعبير عن ال*****. 3ـ الجبرتي : (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) جـ 5 ص 134 و136 ـ طبعة القاهرة سنة 1965م. 4ـ الجبرتي: (مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس) ص117 ـ طبعة القاهرة سنة 1969م. 5ـ المصدر السابق ص112. 6ـ د. أحمد حسين الصاوي: (المعلم يعقوب بين الحقيقة والأسطورة) ص129و132 ـ طبعة القاهرة سنة 1986م. 7ـ المصدر السابق. ص123 ـ 125 ـ ملحق رقم 6. 8ـ محمد حسنين هيكل: (المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل ـ الأسطورة والإمبراطورية والدولة اليهودية) ـ الكتاب الأول ـ ص 31 و32 ـ طبعة القاهرة سنة 1996م. |
#10
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
كتاب الدكتور عمارة جمال سلطان : بتاريخ 20 - 10 - 2008
الكتاب الذي بدأت المصريون نشره هذا الأسبوع للمفكر الكبير الدكتور محمد عمارة ، عن الفتنة الطائفية وجذورها وواقعها وآفاقها ومخاطرها كتاب بالغ الخطورة ، وقد قدر لي أن أطلع على أصول الكتاب أثناء تجهيزه للنشر ، فوجدت فيه لغة علمية صارمة ، وكمية من المعلومات المثيرة كانت مفاجئة لي ، وأدوات بحث لأحد شيوخ الحركة الفكرية المصرية البارزين في نصف القرن الأخير ، الملف كان شائكا جدا وبالغ الحساسية ، ولكن الدكتور عمارة تعامل معه بتأن وهدوء وصبر ، ورغم مخاوفه التي أبداها من تصاعد وتيرة التطرف في بعض الأوساط القبطية ، وخاصة الجهود السلبية التي تبذلها جماعات قبطية متطرفة في المهجر ، إلا أن البحث لم يفقد في أي من سطوره التوازن العلمي ، واعتمد الدكتور عمارة على عشرات المصادر والمراجع معظمها مراجع مسيحية عربية وأجنبية ، سواء من التاريخ القديم أو المؤلفات الحديثة ، وسيفاجأ القارئ لهذه الدراسة بأن الكثير من الأحاديث المرسلة في الصحافة والإعلام المصري عن إحصائيات وأرقام هي غير دقيقة بالمرة ، وسيفاجأ القراء بمعلومات دقيقة وأرقام أكثر دقة توضح بعض ما اضطرب الوعي به في الإعلام والحياة الثقافية عن الشأن القبطي في بلادنا ، هناك معلومات تنشر للمرة الأولى فيما أظن مثل تلك المتعلقة بتكوين ميليشيات قبطية مصرية جرى تدريبها لدى بعض الجهات الأجنبية ، غير أن الدكتور عمارة حرص على التأكيد على الدور شديد السلبية الذي يقوم به جماعات "مرتزقة" من أقباط المهجر ، والمدهش أن هذه الجماعات النشطة في الخارج قليلة جدا ، ونسبتها هامشية بالنسبة للغالبية العظمى من أقباط المهجر ، غير أن هذه القلة القليلة النشطة تتعامل مع محيط أمريكي متوتر ومتوجس من أي شكوى أو قضية تتعلق بالأقليات ، ناهيك عن مؤسسات ومراكز قرار هناك تفتعل المشكلة حتى وإن لم تكن موجودة للتحرش ببعض الدول أو الضغط عليها من أجل ابتزازها سياسيا في ملفات لا صلة لها بالأقلية التي تتاجر باسمها ، والحقيقة أني أعرف شخصيا بعض هذه الشخصيات القبطية النشطة في الولايات المتحدة ، وأعرف أحوالها قبل هجرتها إلى هناك ، وكانت تعيش حياة الفقر والمعاناة التي يعيشها ملايين من أبناء مصر مسلمين وأقباط ، وكانت المعاناة تبدو واضحة من هيئته وثيابه والحذاء الذي يسير به والحافلة التي يتعلق بها في جيئته وذهابه ، ثم إذا به بعد سنوات قليلة قضاها في "المتاجرة" بالقضية القبطية في أمريكا بعد سفره إلى هناك ، أصبح في حال من اليسار والسعة والبغددة ، ومكاتب وسيارات ومراكز وإمكانيات نشر وسفر واتصالات وكأنه تحول إلى "سفير" لدولة نفطية لدى الولايات المتحدة ، ومن العبث أن تسأله : من أين لك هذا ، لأن "بيزنس" الأقليات سكته سالكه في مصر نفسها ، رغم تعدد الأجهزة الرقابية والأمنية ، فكيف بمن يتاجر بها في الخارج ولدى نظم حكم يستهويها أمثال هؤلاء المرتزقة ، المشكلة أن هذا البيزنس لا يتوقف عند تربح أمثال هؤلاء المرتزقة وحسب ، فهذا هين ، ولكن المشكلة أن فاتورة هؤلاء "المرتزقة" يدفعها الوطن كله ، بمسلميه وأقباطه ، بل إن الكثير من انعكاسات الغضب والتوتر بين عنصري الأمة تعود في جوهرها إلى صناعة الكراهية التي يحسنها مرتزقة المهجر ، وقد نجحوا في اختراق المؤسسة الدينية مع الأسف ، وولد جيل جديد شديد العصبية والتشنج وأقل وعيا بخبرة التاريخ وأكثر جرأة على اقتحام المهالك ، وهذا ما رصده الدكتور عمارة بدقة شديدة في كتابه الخطير . |
#11
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
المؤتمر القبطي في ظلال الاستعمار الإنجليزي د. محمد عمارة : بتاريخ 21 - 10 - 2008
وبعد احتلال الإنجليز لمصر (1299 ـ 1882م) كانت "المحطة الثانية" للغواية الاستعمارية للأقلية الأرثوذكسية ـ القبطية ـ التي حاولت بعث مشروع المعلم يعقوب حنا ـ مشروع : سلخ مصر عن العروبة والإسلام.. واستخلاصها للأقباط المسيحيين!.. لقد اجتمعوا على تأييد الاحتلال الإنجليزي .. والاستعانة به.. والاستنجاد بأوروبا المسيحية لإحداث هذا الانقلاب على الإسلام والمسلمين.. وبعد مقتل بطرس غالي باشا (1846 ـ 1910م) ـ الذي كان يسعى إلى تحقيق ذلك الهدف بالتدريج الناعم ! ـ عقدوا المؤتمر القبطي ـ في أسيوط ـ 4 مارس سنة 1911م ـ لاستعجال تحقيق هذا الانقلاب.. ولإدراك هذه الحقيقة.. والمقاصد الحقيقية لهذا المؤتمر، علينا أن نقرأ ما كتبه أعظم علماء الأمة وعيًا بحقيقة حركات "الإحياء القومي": اليهودية.. والمسيحية في الشرق الإسلامي.. وهو الإمام الشيخ محمد رشيد رضا (1282 ـ 1354هـ ـ 1865 ـ 1935م)، الذي نبه إلى مخاطر حركة الإحياء اليهودي الصهيوني سنة 1910م ـ وإلى تحالفها مع الاستعمار الغربي ـ قبل غيره ـ وربما دون غيره ـ من العلماء والمفكرين والساسة في تلك الفترة..(1) ونبه إلى مخاطر حركة الإحياء القبطية سنة 1911م.. فكتب ـ بمناسبة انعقاد المؤتمر القبطي ـ الذي استهان بخطره كثير من الكتاب ـ كتب يقول : "إنهم يتحدثون عن ما يسمونه المسألة القبطية في مصر.. بل والثورة القبطية!.. ويريدون أن لا يذكر اسم الإسلام والإسلامية في أمور الحكومة ولا غيرها من المصالح العامة.. وإنما عن الوطنية والمصرية.. إن القبط يعملون كل شيء للقبط، باسم القبط، ويعبرون عن أنفسهم بالأمة القبطية، ويسمون البلاد المصرية بلادهم وبلاد آبائهم وأجدادهم.. ويطلبون ما يطلبون من المناصب والأعمال في الحكومة للقبط باسم القبط على أنها حق للقبط.. والمشهور أن نسبة القبط إلى المسلمين في هذا القطر هي نسبه من خمسة إلى ستة في المائة.. وهم يمتلكون ثلاثين في المائة من ثروة البلاد.. ومعظم أعمال الحكومة المصرية ومصالحها في أيدي القبط.. وهذا هو الذي أطمع القبط في جعل حكومة مصر قبطية محضة في يوم من الأيام.. ولقد أجمع القبط على تأييد الاحتلال.. وألفوا مؤتمرًا قبطيًا عامًا في أسيوط ـ التي سماها بعضهم (عاصمة القبط).. وتقول القبط: إن لنا من الحقوق في هذه الحكومة ما ليس لغيرنا، لأننا سكان البلاد الأصليين. ويجيبهم المسلمون على هذا بأربعة أجوبه: 1ـ إننا لا نسلم أنكم سكان البلاد الأصليين.. وقد صرح المسلمون بهذا، وأيدوه بأقوال مؤرخي الإفرنج. 2ـ إذا سلمنا أنكم من سلالة قدماء المصريين، فإن لنا أن نتبع فيكم سنة أرقى الحكومات المسيحية علمًا وعدلاً وحرية في سكان بلادها الأصليين، وهي حكومة الولايات المتحدة، فهل ترضون أن تكون حقوقكم في هذه البلاد كحقوق هنود أمريكة في حكومتها الآن، وهم أهلها الأصلاء من غير خلاف؟. 3ـ إنكم تقولون أن أكثر مسلمي هذه البلاد منكم، وأقلهم من العرب والترك والشركس، فلا فريه لكم في هذا النسب الشريف على جمهور المصريين المسلمين، ولهم المزية عليكم بكثرتهم، وكون الحاكم العام من أهل دينهم، وذلك سبب للترجيح متبع في الحكومات المسيحية الراقية. 4ـ إن طول زمن الإقامة في بلد لا يقتضي التفضيل في الحقوق، وقصره لا يقتضي الحرمان من شيء منها متى كان القوم الذين طالت مدتهم أو قصرت من أهل البلاد المقيمين فيها الخاضعين لشريعتها وقوانينها.. لقد كان بنو إسرائيل دخلاء في مصر وفضلهم الله تعالى في كتبه على آل فرعون، ثم فضل الله العرب واصطفاهم بإرسال رسول منهم مثلما اصطفى إخوتهم بني إسرائيل من قبلهم بإرسال رسول منهم ـ كما أشار إلى ذلك في سفر تثنية الاشتراع ـ فيكف تُطالب حكومة مصر، التي تدين الله تعالى، أن تميز الشعب المفضول في كتب الله على الشعب الفاضل، بل الشعبين الفاضلين؟!.. إن النسب الفرعوني، الذي تُدلّ به القبط، غير مسلم لهم، وإذا سُلِّم جدلا فهو لا يقتضي تفضيلهم على اليهود، بل اليهود أشرف منهم نسبًا لأنهم ينتسبون إلى أنبياء الله تعالى، والقبط تنتسب إلى الفراعنة الوثنيين أعداء الله تعالى. إن القبط شرذمة قليلة في أمة كبيرة، تأكل من ثمراتها زهاء ثلاثين في المائة، وهي زهاء خمسة أو ستة في المائة.. وتستنجد جرائد أوروبا ووقسوتها ليلزموا الدولة الإنكليزية أن تنصر الفئة القليلة، لأنها مسيحية، على الفئة الكثيرة الإسلامية.. وقد وعدهم بعض القسيسين والسياسيين لينفذون لهم ذلك.. ولقد طفقوا يطعنون في جرائدهم طعنًا صريحًا في سلف المسلمين وخلفهم، ودينهم وآدابهم ولغتهم.. وهم يريدون أن يثبوا على الوظائف الإدارية العالية كما وثبوا في القضاء. يريدون أن تترك الحكومة العمل في يوم الأحد. يريدون أن تدرس الديانة المسيحية في الكتاتيب والمدارس كلها.. إن المسيحية قد فصلت الحكومة من الدين، كما يقولون، وأمرت أن يُعطى ما لقيصر لقيصر وما لله لله، والإسلام ذو شريعة وسياسة، فما بال الذين يأمرهم دينهم بالخضوع لكل حاكم وإن كان وثنيًا كقيصر الروم في زمن المسيح، عليه السلام، قد أصيبوا بهذه الشره في السياسة؟!.. إنه لا يضر من يشارك المسلمين في الخضوع لشريعتهم أن كانوا يدينون الله بهذا الخضوع وهو لا يدين الله به، فإن حقوقه على المسلمين المكفولة بها تكون حينئذ مضمونة بقوة الحكومة في الظاهر وقوة الاعتقاد في النفس. وحقوقهم عليه لا تكون مضمونة إلا في الظاهر فقط، فالمسلم المتدين لا يأكل حق غيره وإن أمن عقاب الحكومة، وغير المسلم قد يأكل حق المسلم المحكوم به إذا أمن العقاب، لأن وجدانه لا يعارضه في ذلك إذا اعتقد أن الحكم لا يجب الخضوع له. ولقد كان من مقاصد بطرس غالي باشا التمهيد لإلغاء المحاكم الشرعية، وجعل الحكم في الأمور الشخصية من خصائص المحاكم الأهلية، لأن طلبة الحقوق يتعلمون الفقه الإسلامي، فهو يريد أن يتعود المسلمون بالتدريج حكم لابسي الطرابيش في القضايا الشرعية، حتى لا يبقى للمسلمين في الحكومة المصرية شيء من المشخصات الملية.. ولقد أراد القبط أن لا يذكر اسم الإسلام والإسلامية في أمور الحكومة ولا غيرها من المصالح العامة.. ليكون الانتقال من إسلامية إلى "مصرية" مدرجة إلى الانتقال من "مصرية" إلى "قبطية".. أليس من الذل والهوان أن نرضى بالانتقال من الإسلامية إلى "مصرية" ليكون ذلك مدرجة إلى الانتقال من "مصرية" إلى "قبطية"؟!.. مع أن في الجزائر البريطانية كثير من الكاثوليك ولا تسمح الحكومة لهم بأن يلقنوا مذهبهم في مدارسها، بل المذهب الذي يدرس فيها هو مذهب البرتستانت الذي عليه ملك الإنجليز وأكثر الشعب الإنكليزي، فهل تسمح هذه الحكومة الحرة بأن يدرس في مدارسها دين اليهود من رعاياها وهي لا تسمح بتدريس مذهب الكاثوليك من مدارس دينها؟؟ ولا نشرح ما يشترط على ملك الإنكليز أن يقوله عند تتويجه من الطعن في الكاثوليكية والبراءة منها، ولا منع الحكومة الإنكليزية الكاثوليك من إظهار بعض شعائر مذهبهم في عيد الفصح أو غيره، وقس على ذلك سائر دول أوربة.. لقد اشتهرت مصر بأنها بلاد العجائب، وحق لها أن تشتهر بذلك، فمسلموها يقفون أرضهم حتى على أديار القبط، وينفقون من ريع أوقافهم الخاصة على تعليم القبط، وحكومتهم تسمح للقبط بأن يعلموا دينهم في مدارسها، وهو ما لا نظير له في الحكومات الأوروبية التي تقتدي بها. والقبط تشكون من ظلمهم، وتستغيث بأوربة منهم، وتُدلّ عليهم بنسبها، وتدعي أنها صاحبة البلاد، وأنها أجدر بحكمها. وفي هذه البلاد معاهد تديرها الحكومة، وينفق عليها من أوقاف المسلمين المحبوسة على تعليم أولادهم خاصة، والحكومة تقبل في هذه المعاهد أولاد القبط فتعلمهم على نفقة المسلمين مخالفة في ذلك شرط الواقف لأجلهم، فهل تسمح القبط بإنفاق قرش واحد من أوقافها على تعليم مسلم؟!. إن أمر المسلمين في تسامحهم مع القبط وترجيحهم لهم على أنفسهم لغريب لم يعهد له نظير في الأرض.. وقف الخديوي الأسبق إسماعيل باشا واحدًا وعشرين ألف فدان على تعليم أولاد المسلمين، وهي الأرض التي تمسى "تفتيش الوادي" ووقف جده من قبله ثلاثة آلاف فدان على تعليم أولاد القبط، فكان عطاؤه للقبط أكثر، لأنه لا يبلغون ثمن المسلمين، فاستأثرت القبط بما وقف عليها وشاركت المسلمين فيما وقف عليهم، ثم ترفع جرائدهم عقيرتها مستغيثة بأوربة المسيحية من ظلم المسلمين لهم في التعليم!. ومن هذا القبيل مساعدة أوقاف المسلمين للجامعة المصرية بخمسة آلاف جنيه في كل سنة، وهي مفتحة الأبواب للقبط وغيرهم، وطلبتها من غير المسلمين لا يقل عددهم عن المسلمين. لقد علمنا بالقياس المطرد المنعكس: أن القبط ـ وهم شرذمة قليلة: من خمسة إلى ستة في المائة من السكان ـ والذين يملكون 30% من ثروة البلاد ـ لا يأخذون شيئًا إلا ويطلبون ما بعده، فلا يجاب طلب إلا ويعقبه طلب، ولا ينتهي أرب إلا إلى أرب، ولا يقنع هذه الفئة القليلة العدد، الكثيرة النشاط، الكبيرة الطمع، إلا أن يكون الحكم والنفوذ في هذه البلاد خالصًا لهم من دون المسلمين.."(2) *** تلك كانت "المحطة الثانية" من محطات الغواية الاستعمارية لقطاعات مؤثرة ومتنفذة من الأقلية القطبية الأرثوذكسية.. التي حملت وسعت إلى سلخ مصر من العروبة والإسلام.. والعودة بها إلى الماضي السحيق.. ليكون "الحكم والنفوذ في مصر خالصًا للقبط من دون المسلمين" ـ كما قال الشيخ رشيد رضا، الذي كان أعمق وأوعى من صور هذه المحطة من محطات الغواية الاستعمارية لهذه الشرذمة القليلة، التي لم تقنع وهي 5% من السكان بامتلاك 30% من ثروة البلاد!.. *** أما على جبهة الأقليات اليهودية: فلقد تفاعلت هذه الغواية الاستعمارية ـ التي أطلقها بونابرت.. والتي رعتها انجلترا ـ حتى أفضت إلى قيام الحركة الصهيونية الحديثة.. والوكالة اليهودية.. ووعد بلفور سنة 1917م.. وقيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين سنة 1948م.(3) ــــــــــــــــــــــ * هوامش: 1ـ انظر ذلك بكتابنا: (من أعلام الإحياء الإسلامي) ص 50 ـ 60 طبعة القاهرة ـ مكتبة الشروق الدولية سنة 2006م. 2ـ رشيد رضا (المنار) جـ 2 مجلد 14 ص 108 ـ 114 ،159 و160 ـ في 30 صفر سنة 1329هـ ـ أول مارس سنة 1911م. وجـ 3 مجلد 14 ص202 ـ 226 ـ في 29 ربيع الأول سنة 1329هـ ـ 30 مارس سنة 1911م. 3ـ انظر في ذلك كتابنا: (في فقه الصراع على القدس وفلسطين) طبعة القاهرة دار الشروق سنة 2007م. |
#12
|
||||
|
||||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
إقتباس:
أسباب التوتر الطائفى فى كل مكان فى العالم هو انه هناك كائن وسخ فى هذا الكون اسمه العربان الذين خرجوا من شبه جزيرة المعيز حفاه عراه متوجهين بجوع و حقد المتخلف ضد المتحضر سالبين ناهبين قاتلين ذابحين مستوطنين لديار شعوبا مسالمة صانعة للحضارة ارقى منهم و ارفع منهم مقاما !!!! فتبا للإرهابيين اللصوص العربان الذين اتوا من شبه جزيرة النكحان سالبين ناهبين قاتلين ذابحين مستوطنين لديار القبط الحيوان " حجرة الـــكـــلـــب" لا زال يسكب عن سيده الارهابى المجرم المستوطن العربانى فى ارض القبط : محمد حُـــــــمــــــارة الحيوان " حجرة الـــكـــلـــب" يعتبر ان مجرد ان الأرهابى عمرو ابن المتعاص فرض الأتـــــاوة على اهل مصر الاصليين بصورة سنوية ليظل يسرق هو و كل قطعان المستوطنين العربان من قوت القبط و قوت اولادهم و يثرى و يجمع الثروات و يعيش هو و العربان الــــكــــــــلاب على عرق جبين القبط ان هذا قمة الرحمة ؟؟؟؟؟؟؟ و إننى أسأل الحيوان " حجرة الـــكـــلـــب ماذا كنت ستقول عن عمرو ابن المتعاص لو جاء ليحتل أرض القبط احتلالا استيطانيا هو و قطعان العربان دون ان يجمعوا اتاوات من اهل ارض القبط الاصليين ؟؟؟؟؟؟ و ماذا كنت ستقول على العربان لو كانوا مثل الامريكان يــــدفــــعــــون مـــعــــونــــات للشعوب الاخرى التى تُكن لهم حتى منتهى العداء و الحقد !!! فلا يستولون على أراضيهم منهم فيئا و لا يستولون على ديارهم منهم إرتباعا و لا يسترقونهم غنيمة و يستوطنون اراضيها مكوثا و لا يــــجـــــمـــــعـــــون مــــنــــهــــم الأتـــــــاوات و هم عن يد صاغرين هل كان حجرة الــكـــلـــب و سيده الارهابى محمد حُـــمــارة سيطالبوننا أن نعبد الارهابى عمر ان المتعاص و ليس فقط ان نشكر الارهابى المجرم عمرو ابن المتعاص و قطعان العربان الذين أتوا لبلادنا ليذبحوننا و يخيروننا احدى ثلاثا 1-الــــذبــــــح تنفيذا لأمر إله الارهاب و الاجرام و الاستيطان و السلب و النهب :2-نـــطــق الـــشـــهـــادتـــيـــيــن لإله الذبح و النكح 3-دفع الأتــــــــــاوة للمستوطن العربانى و نحن عن يد صاغرين " قَــــــــــاتِـــــــــــلُــــــــــــوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِـــــــنْ الَّــــذِيـــــنَ أُوتُــــــــوا الْــــكِــــتَــــابَ حَـــــتَّــــــــى يُـــــــــعْـــــــطُـــــــوا الْــــــــجِــــــــزْيَـــــــــــةَ عَـــــــنْ يَــــــــدٍ وَهُــــــمْ صَــــــاغِـــــــــــــرُونَ " أرأيت يا حمارة ؟؟ أرأيت يا حجرة الـــكـــلـــب حتى أله القرآن الانكح يصرخ فى وجهك قائلا : يا كاذب يا كاذب يا كاذب يا كاذب يا كاذب يا كاذب يا كاذب آخر تعديل بواسطة وطنى مخلص ، 21-10-2008 الساعة 04:27 AM |
#13
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
حقيقة إسلام الشعب المصري د. محمد عمارة : بتاريخ 29 - 10 - 2008 هذا التنوع في الخريطة الدينية لمصر ـ عند الفتح ـ والذي يجعل الأرثوذكس ـ الذين كانوا مضطهدين دينيًا ـ يمثلون أقل من نصف تعداد الشعب المصري يومئذ ـ هذا التنوع الديني هو الذي يفسر الحقيقة البالغة الأهمية التي تقول: إن الدولة الإسلامية ـ التي امتدت من المغرب إلى فارس ـ والتي ضمت قرابة الأربعين مليونًا من السكان ـ قد ظلت نسبة المسلمين فيها بعد قرن من الفتح الإسلامي عند حدود 20% من السكان.. اللهم إلا مصر، التي كانت أسرع البلاد دخولاً في الإسلام، لأن أكثر من نصف سكانها ـ ال***** الموحدون.. والوثنيون ـ قد اعتنق الإسلام مع بداية الفتح الإسلامي.. بينما ظل الأرثوذكس والأقلية اليهودية على دياناتهم.. لقد كان تعداد مصر ـ عند الفتح ـ (سنة 20هـ ـ سنة 641م) 2.500.000 نسمة. وفي نهاية خلافة معاوية بن أبي سفيان (20ق.هـ ـ 60هـ ـ 603 ـ 680م) ـ أي بعد نحو نصف قرن من الفتح الإسلامي ـ كان قرابة نصف المصريين على نصرانيتهم ـ وهم الأرثوذكس الذين تمرسوا في الصمود على عقيدتهم إبان الاضطهاد الروماني.. والذين أتاح لهم الفتح الإسلامي حرية دينية لم ينعموا بها من قبل ـ . وفي نهاية عهد هارون الرشيد (149 ـ 193هـ ـ 766 ـ 809م) ـ أي بعد مرور قرابة القرنين من الزمان على تاريخ الفتح الإسلامي ـ كان تعداد غير المسلمين بمصر ـ ***** ويهود ـ 650.000 نسمة ـ أي نحو ربع السكان، البالغ عددهم يومئذ 2.671.000 نسمة ـ أي أن قطاعات من ال***** الأرثوذكس ـ بعد التعرف على الإسلام ـ قد بدأوا يتحولون إليه.. وحتى القرن التاسع الميلادي ـ أي بعد قرنين ونصف من الفتح الإسلامي لمصر ـ كانت نسبة غير المسلمين في سكانها ـ من ال***** واليهود ـ 20" من هؤلاء السكان (1) تلك هي حقائق التحولات الدينية التي جعلت أغلبية الشعب المصري تعتنق الإسلام منذ اللحظات الأولى للفتح الإسلامي.. والتي تجعل حديث الأنبا توماس عن "الضرائب.. والضغوط.. والطموحات" التي كانت سببًا في إسلام المصريين حديث "خرافة.. جاهلة" و"جهالة.. خرافية".. فشهادة العلامة سير توماس أرنولد تقول: "إنه من الحق أن نقول: إن غير المسلمين قد نعموا، بوجه الإجمال، في ظل الحكم الإسلامي، بدرجة من التسامح لا نجد لها معادلاً في أوروبا قبل الأزمنة الحديثة"(2) وشهادة المستشرق الألماني الحجة آدم متز (1869 ـ 1617م) تقول: "لقد كان ال***** هم الذين يحكمون بلاد الإسلام"(3) وقبلهما كانت شهادة الأسقف يوحنا النقيوسي ـ الأسقف الأرثوذكسي.. شاهد العيان على الفتح الإسلامي ـ التي تقول: "لقد نهب الرومان الأشرار كنائسنا وأديرتنا بقسوة بالغة، واتهمونا دون شفقة، ولهذا جاء إلينا من الجنوب أبناء إسماعيل لينقذونا من أيدي الرومان، وتركنا العرب نمارس عقائدنا بحرية.. ولم يأخذوا شيئًا من مال الكنائس، وحافظوا عليها طوال الأيام، وعشنا في سلام"(4) تلك هي حقيقة إسلام الشعب المصري.. وسبقه وتسابقه إلى الإسلام.. وحتى الأرثوذكس ـ الذين ينتمي إليهم الأنبا توماس وأمثاله ـ فإن من الإهانة لهم أن يقال عنهم إنهم قد تحولوا إلى الإسلام لقاء دراهم معدودة كان المسلم يدفع أضعاف أضعافها في الزكاة.. لقد صمد هؤلاء الأرثوذكس قرونًا، وتمسكوا بعقيدتهم حتى عندما كانوا يقذفون بسببها إلى الأسود والسباع.. الأمر الذي يجعل من الإهانة لهم ـ ولحقائق التاريخ ـ أن يقال إنهم قد تركوا عقيدتهم بسبب الضرائب أو الضغوط أو الطموحات!.. ولكنه التعصب الأعمى الذي يقود أصحابه إلى الإساءة حتى إلى الذات.. أو الحب الجاهلي.. حب الدُّبة التي قتلت صاحبها من فرط الغرام!.. لقد أرجع العلماء واللاهوتيون الأوروبيون الكبار ـ ومنهم العلامة "كيتاني ـ ليون Caetani (1896 ـ 1926م) تحول ***** الشرق نحو الإسلام إلى: "وضوح التوحيد الإسلامي وبساطته وعمقه ونقائه، عندما قورن بالسفسطة المذهبية والتعقيدات العويصة التي جلبتها الروح الهلينية إلى اللاهوت المسيحي، الأمر الذي أدى إلى خلق شعور من اليأس، بل زعزع أصول العقيدة الدينية ذاتها. فلما أهلت أنباء الوحي الإسلامي من الصحراء، لم تعد المسيحية الشرقية، التي اختلطت بالغسن والزيف، وتمزقت بفعل الانقسامات الداخلية، وتزعزعت قواعدها الأساسية، واستولى على رجالها اليأس والقنوط من مثل هذه الريب، لم تعد المسيحية بعد تلك قادرة على مقاومة إغراء هذا الدين الجديد.. وحينئذ ترك الشرق المسيح وارتمى في أحضان نبي العرب.."(5) تلك هي حقائق التاريخ.. وشهادات العلم والعلماء ـ من المسيحيين وليس من المسلمين! ـ .. ـ كما يقول هذا الأسقف ـ في تعليل أسباب التوتر الطائفي في مصر ـ : "إن الأصولية قد بدأت في مصر منذ السبعينيات. والقادة الآن هم نتاج هذا الاتجاه" ـ ونحن نسأل: أيهما أسبق، ما يسمى بأصولية السبعينيات؟.. أم الطائفية العنصرية الانعزالية، التي بدأت منذ الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م؟.. ثم برزت ـ في ظل غواية الاستعمار الإنجليزي ـ بالمؤتمر القبطي سنة 1911م؟.. وجماعة الأمة القبطية سنة 1952م؟.. ومسلسل الفتنة الطائفية والصدام مع الدولة، الذي قادته الكنيسة منذ 14 نوفمبر سنة 1971م؟!.. إننا أمام تاريخ قديم لهذه النزعة الطائفية العنصرية الانعزالية، التي افتعلت "مشكلة قومية للأقباط"، لتفتيت مصر، والانقلاب على ثوابت الهوية والحضارة والتاريخ.. ولا علاقة لشيء من ذلك بما يسمى بالأصولية ـ التي يحرم أهلها ـ في مصر ـ من أبسط الحقوق والحريات! ـ .. ثم.. أليست الأرثوذكسية هي قمة الأصولية ـ بالمعنى السلبي ـ الذي يتحدث عنه الغربيون والمسيحيون ـ ومنهم الأنبا توماس؟!.. فمن هم ـ بهذا المعنى ـ الأصوليون الحقيقيون؟!.. ـ وبعد كل هذه المغالطات والجهالات يعترف الأنبا توماس ـ في محاضرته ـ : "بأن عقلية مصر قد تحولت بالكامل إلى عربية وإسلامية.. وإذا تسنى لك زيارة مصر فلا تجد فرقًا بين مسلم ومسيحي، حيث يتقابل الناس ويعاملون بعضهم بالمودة والمحبة في الشارع والمواصلات والمدارس.. لكنك على الجانب الآخر ستجد أشخاصًا آخرين لهم مواقف أخرى"! ـ إذن.. فالدعوة العنصرية ـ دعوة النكوص إلى ما قبل أربعة عشر قرنًا ـ هي دعوة للخروج على عقلية مصر كلها، وإلى الصدام مع ذاتيتها الكاملة. وهي دعوة تريد شق صف شعب "لا فرق فيه بين مسلم ومسيحي"، لحساب بعض الأشخاص الآخرين!! ـ باعتراف الأنبا توماس! ـ . الحائز على جائزة "مركز الحرية الدينية" الصهيوني ـ بمعهد هديسون ـ اليميني ـ في أمريكا الإمبريالية سنة 1992م؟!.. *** إن العروبة ـ في مصر ـ هي خيار الشعب المصري، بكل دياناته.. ولقد غدت هذه العروبة ثقافة الأمة كلها، والرابطة التي تربط مصر بمحيطها العربي الكبير.. فهي خيار وطني.. ورابط قومي.. ومقوم من مقومات الأمن المصري. وإن الإسلام ـ في مصر ـ هو خيار ديني لأكثر من 94" من المصريين.. وهو خيار حضاري لجميع المصريين ـ المسيحيين منهم والمسلمين ـ .. وإذا كانت العروبة والإسلام وافدين على مصر منذ أربعة عشر قرنًا.. فكذلك المسيحية وافدة على مصر.. و"الأقدمية" لن يستفيد منها سوى عبدة العجل أبيس!! ـ وأخيرًا.. يقول هذا الأسقف ـ في نهاية محاضرته ـ أو "استغاثته الأمريكانية" ـ : "إنه أمر مقلق أن أعدادًا كبيرة من المسيحيين تترك مصر والشرق الأوسط ككل.. المسيحيون يغادرون هذه المنطقة، وهذه علامة استفهام كبيرة، كما أنها أيضًا نداء للمعونة لمساعدة المسيحيين على البقاء في أوطانهم"! ـ ونحن نقول: إذا كانت الهجرة المسيحية من الشرق عامة.. حتى في تركيا ـ الأتاتوركية ـ.. ولبنان ـ العلماني ـ .. والقدس وبيت لحم ـ تحت الاحتلال الصهيوني ـ .. والعراق ـ في عهد البعث العلماني وتحت الاحتلال الأمريكي ـ .. وسوريا ـ تحت حكم البعث العلماني ـ ... إذا كانت الهجرة المسيحية عامة في كل هذه البلاد.. والرحيل المسيحي من كل الشرق ظاهرة عامة، رغم انتفاء الأسلمة في هذه البلاد.. فلم لا يبحث الأنبا توماس ـ وأمثاله ـ عن الأسباب الحقيقية لهذه الهجرة وهذا الرحيل؟!.. وهل من أسبابها التغريب الذي يدفع للنزوح إلى "نعيم الغرب"، وخاصة بعد سقوط نماذج التغريب والتحديث على النمط الغربي؟.. وهل من أسبابها الانفصال عن المشكلات الحقيقية للشرق، وعن التحديات التي فرضت على شعوبه؟. لقد بدأت الهجرة المسيحية ـ من مصر ـ عقب صدور قوانين الإصلاح الزراعي.. وتمصير الشركات الأجنبية.. وقرارات التأميم ـ في خمسينيات وستينيات القرن العشرين ـ لأن الذين هاجروا ورحلوا كانوا مميزين وممتازين من قبل سلطات الاحتلال الإنجليزي والشركات الأجنبية.. فلم يعجبهم العدل النسبي الذي حققته ثورة يوليو سنة 1952م، والذي مس الاستغلال الإقطاعي والرأسمالي والإداري الذي كان من نصيب الأقلية، وعلى حساب الأغلبية!.. هكذا كانت البدايات.. والأسباب للهجرة والرحيل!.. ثم.. إن الطائفية والانعزالية تجعل من المسيحيين ـ الذين سقطوا في شراكها ـ جاليات أجنبية، تهرب من النضال المفروض على شعوب الشرق إلى الثراء والدعة في الغرب.. ولعل واقع "الرحيل" ـ رحيل المسيحيين عن الشرق ـ وليس عن مصر وحدها ـ يؤكد هذه الحقيقة.. وفي الجدول الآتي فصل الخطاب عن واقع الرحيل المسيحي حتى من البلاد التي ليس فيها أسلمة ولا تعريب: ـ تركيا: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 2.000.000 في سنة 1920م = 15" عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 80.000 = 1" ـ إيران: عدد أو نسبة المسيحيين قبل الآن 300.000 في سنة 1979م عدد أو نسبة المسيحيين الآن 100.000 ـ سوريا: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 33" في سنة 1900م عدد أو نسبة المسيحيين الآن 10" ـ لبنان: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 55" في سنة 1932م عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن أقل من 30" مع ملاحظة أن حرب 2006 دفعت مليون للهجرة. ـ القدس: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 53" في سنة 1922م عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 10.000= 2" ـ بيت لحم: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 85" في سنة 1948م عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 12" ـ فلسطين: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 20" في سنة 1948م عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 65.000= 10" ـ الضفة الغربية: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن (لا يوجد) عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 51.000 ـ غزة: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن (لا يوجد) عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 3.500 ـ العراق: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 1.250.000 في سنة 1987م = 5" عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 700.000 في سنة 2003م =3" مع ملاحظة أنه بعد الاحتلال هاجر 350.000 والباقي 350.000 = 1.5" ـ الأردن: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 160.000 = 4" أما في مصر: فإن نسبة الهجرة بين الشباب المسيحي تزيد عن 70" من عدد المهاجرين ـ مع العلم أن نسبتهم لمجموع السكان هي 5.8".. و95" من تأشيرات "اليانصيب" الأمريكية هي للمسيحيين!.. كما أن إحصاءات سنة 2006م تقول: إن جملة مواليد المسيحيين المصريين ـ في العامة ـ هي 50.000 ومتوسط المتحولين منهم إلى الإسلام ـ سنويًا ـ هو من 40.000 إلى 50.000 (6) الأمر الذي دفع عددًا من الكتاب والباحثين الأقباط ـ والأجانب ـ إلى الاعتراف ـ ولأول مرة.. وبعد أن كانوا يبالغون في أعدادهم ـ بأنهم يواجهون الانقراض خلال القرن الواحد والعشرين. ـ لقد كتب الدكتور كمال فريد اسحق ـ أستاذ اللغة القبطية ـ بمعهد الدراسات القبطية ـ بحثًا عن "انقراض المسيحيين المصريين خلال مائة عام" ـ قال فيه: "إن نسبة المسيحيين المصريين تقل تدريجيًا، وذلك لأسباب ثلاثة: أولها: الهجرة إلى الخارج. وثانيها: اعتناق عدد كبير منهم الدين الإسلامي. وثالثها: أن معدل الإنجاب عند المسيحيين ضعيف، على عكس المسلمين. وإن هؤلاء المسيحيين ـ لذلك ـ سينقرضون في زمن أقصاه مائة عام"(7) ـ وكتب الباحث القبطي ـ سامح فوزي.. يقول "إن تعداد المسيحيين في المنطقة العربية يصل إلى ما بين ثلاثة عشر وخمسة عشر مليونًا.. ويتوقع بعض المراقبين أن يهبط هذا الرقم إلى ستة ملايين نسمة فقط بحلول عام 2020م، نتيجة موجات الهجرة المتوالية للمسيحيين، وهكذا تصبح المنطقة العربية على شفا حالة جديدة يغيب فيها الآخر الديني، ويصبح الإسلام هو الدين الوحيد والمسلمون هم وحدهم أهل هذه البلدان.. وتشير الدراسات إلى أن تعداد المسيحيين في تركيا كان مليوني نسمة سنة 1920م ولقد تناقص الآن إلى بضعة آلاف.. وفي سوريا كان تعداد المسيحيين في بداية القرن العشرين ثلث السكان.. ولقد تناقص الآن إلى أقل من 10".. وفي لبنان كان المسيحيون يشكلون سنة 1932م ما يقرب من 55" من السكان.. ولقد أصبح عددهم الآن يدور حول 30".. وفي العراق تناقص عدد المسيحيين من 800.000 ـ على عهد صدام حسين ـ إلى بضعة آلاف بعد الاحتلال الأمريكي.. وفي القدس.. قال الأمير الحسن بن طلال: إنه يوجد في "سدني" ـ باستراليا ـ مسيحيون من القدس أكثر من المسيحيين الذين لا يزالون يعيشون في القدس!" والملاحظ أن كل البلاد التي تحدث سامح فوزي عن رحيل المسيحيين منها، ليس في أي منها أي لون من ألوان "الأسلمة" على الإطلاق!..(8) ـ أما مجلة "نيوزويك" ـ الأمريكية ـ فلقد نشرت: "إن الكثير من المسيحيين المصريين يرحلون عن مصر، هناك الآن ما بين 12 و15 مليون مسيحي عربي في الشرق الأوسط، ويمكن لهذا الرقم أن ينخفض إلى ستة ملايين فقط بحلول عام 2025م. ولقد بدأت دول الشرق الأوسط تشهد تحولاً ملحوظًا من هذه الناحية: ففي سنة 1956م كان المسيحيون اللبنانيون يمثلون 56" من مجموع سكان لبنان، أما الآن فليس هناك أكثر من 30". وقد انخفض عدد المسيحيين في العراق من 1.4 مليون شخص سنة 1987م إلى 600.000 حاليًا. وكانت مدينة بيت لحم مسقط رأس السيد المسيح مدينة 80" من سكانها مسيحيون حين تأسست دولة إسرائيل سنة 1948م، أما الآن فلا يمثل المسيحيون فيها أكثر من 16". وحسب "دروكر يستيانس" ـ رئيس تحرير "مجلة أمريكا" ـ فإنه في ظل هذا الرحيل الجماعي للمسيحيين العرب يتم فقدان الممارسات والثقافات القديمة. والمسيحيون الشرق أوسطيون في نهاية المطاف يخاطرون بالامتزاج في بحر المسيحية الغربية"!(9) ونحن نلاحظ ـ مرة ثانية ـ أن البلاد التي تحدثت "نيوزويك" عن "الرحيل الجماعي" للمسيحيين عنها ـ لا علاقة لأي منها بأي لون من ألوان الأسلمة ـ التي تحدث عنها الأنبا توماس، باعتبارها الغول الذي يهدد المسيحية الشرقية، ويدفع المسيحيين الشرقيين إلى الرحيل!.. لكنه التعصب الأعمى، الذي يعمي المصابين به عن اكتشاف وتشخصين حقيقة الأمراض التي منها يعانون!.. هامش : 1ـ (المسيحيون واليهود في التاريخ الإسلامي العربي والتركي) ص 46و47و25. 2ـ (الدعوة إلى الإسلام) ص729 و730. 3ـ (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري) جـ 1 ص105 ـ ترجمة: د. محمد عبد الهادي أبو ريدة ـ طبعة بيروت سنة 1967م. 4ـ (تاريخ مصر ليوحنا النقيوسي) ص 201 و220. ود. صبري أبو الخير سليم (تاريخ مصر في العصر البيزنطي) ص62 طبعة القاهرة سنة 2001م. 5ـ (الدعوة إلى الإسلام) ص 89ـ 91. 6ـ انظر ـ في هذه الإحصاءات ـ صحيفة (الحياة) ـ لندن ـ دراسة: أحمد دياب ـ بعنوان "هل يخلو الشرق الأوسط من مسيحييه؟" في 11/6/2008م. وانظر ـ كذلك ـ د. رضوان السيد (الحياة) في 18/3/2008م. 7ـ صحيفة (المصري اليوم) في 12/5/2007م. 8ـ سامح فوزي ـ صحيفة (وطني) ـ مقال بعنوان "ماذا لو رحل المسيحيون؟" في 27/5/2007م. 9ـ (نيوزويك) ـ الطبعة العربية ـ في 15/1/2008م. |
![]() |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|