آلاف يقطعون طريق القاهرة- قنا ويقيمون عليه صلاة العشاء احتجاجا على "المحافظ القبطي"

[المعلم يعقوب القبطى]

مفكرة الاسلام:

وعد الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان، المعتصمين في محافظة قنا اعتراضًا على تعيين المحافظ الجديد بالاستجابة لطلبهم في غضون ستة أيام، لكنهم رفضوا الاستجابة لطلبه بفتح الطرق لإعادة حركة النقل المتوقفة منذ أيام.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية أن المعتصمين أمام ديوان عام محافظة قنا رفضوا طلب الشيخ محمد حسان ليل الثلاثاء بفتح الطرق، وأن يتركوا حركة القطارات تسير، بعد أن وعدهم بتنفيذ مطلبهم الخاص بإقالة المحافظ عماد ميخائيل، وقال: "أعدكم بتنفيذ مطلبكم خلال ستة أيام فقط بحد أقصى الثلاثاء المقبل".
ورفض المعتصمون مقترح حسان، وطالبوه بتنفيذ مطلبهم الجمعة بدلاً من الثلاثاء المقبل. ووصف حسان مطلب أهالي قنا بالشعبي، وقال: "لقد سمعت من الأقباط قبل المسلمين مطالبكم أيها الشباب وهي في أعناقنا".
كما طالب الداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي المتعصمين بفتح الطرق، وقال: لقد جئنا إليكم كرجالب دين.. لا مراوغين سياسيين"، مضيفًا "لن يأتي المحافظ إلا بما يرضاه شعب قنا".
وانتقد حجازي تصريحات الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء التي أشار فيها إلى أن ميخائيل سوف يتولى منصبه رسميًا غدًا، وقال "نائب رئيس الوزراء ليس له كلمة علينا، ولا شعب قنا، وما يريده القنائيون سوف يكون".
وكان وفد يضم عددًا من الشخصيات العامة توجه الثلاثاء إلى محافظة قنا للالتقاء بالمتظاهرين المعترضين على تولي اللواء عماد شحاتة ميخائيل منصب محافظ قنا. وضم الوفد كلا من الداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي، والشيخ محمد حسان، ومصطفى بكري عضو مجلس الشعب السابق ورئيس تحرير صحيفة "الأسبوع"، وموفد من المجلس العسكري.
يأتي هذا فيما أكد الآلاف من المعتصمين أنهم لن يفضوا اعتصاماتهم وفتح الطرق السريعة وتسيير حركة القطارات إلا بعد صدور بيان رسمى من رئاسة مجلس الوزراء بإقالة المحافظ الجديد اللواء عماد شحاتة ميخائيل وتعيين محافظ آخر.
ترددت أنباء عن تقديم اللواء عماد شحاتة ميخائيل استقالته من منصبه، كما ترددت شائعة أخرى عن قيام المحاسب أحمد عرابى السكرتير العام المساعد بالمحافظة للقيام بأعمال محافظ قنا وهو ما نفاه تماما.
وكان آلاف المتظاهرين والمعتصمين واصلوا اعتصامهم ليلة أمس أمام ديوان عام المحافظة لليوم الرابع على التوالى بعد انضمام أعداد غفيرة للمتظاهرين، عقب اجتماع ممثلى المتظاهرين وكافة القوى الوطنية مع وزيرى التنمية المحلية والداخلية، وقائد المنطقة الجنوبية العسكرية ومدير أمن قنا لوضع حل لهذه الأزمة.
وردد المتظاهرون عدد من الهتافات منها "اعتصام إعتصام حتى يصدر البيان" و"عماد ميخائيل قاعد ليه عايزنها فوضى ولا إيه". وواصل المعتصمون بميدان سيدي عبد الرحيم القناوي اعتصامهم وقطعهم لطريق مصر - أسوان السريع وواصل زملاؤهم الاعتصام أيضًا قاطعين شريط السكك الحديدية.
وبدأت المظاهرات في قنا منذ الخميس الماضي بعدما تم الإعلان عن تعيين عدد من المحافظين الجدد في أول حركة تغيير للمحافظين منذ تخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن سلطاته في 11 فبراير الماضي.
ويتهم المتظاهرون المحافظ الجديد بأنه شارك في انتهاك الحقوق السياسية لعدد من المصريين بمن فيهم مشاركون في ثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم مبارك، إذ اتهم الدكتور أيمن نور مؤسس حزب "الغد"، المحافظ الجديد الجديد بأنه ممن اتخذوا ضده إجراءات قمعية قبل أربع سنوات، حين كان مسئولا أثناء عمله بالشرطة.
لكن 17 منظمة حقوقية مصرية تقدمت أمس بمذكرة إلى كل من المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الوزراء اتهمت فيها من وصفتهم بـ "جماعات الإسلام السياسي" من سلفيين وجماعات إسلامية بالوقوف وراء الاحتجاجات. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر حقوقية إن هذا الإجراء جاء بعد أن أعلن المعتصمون في قنا، وللمرة الأولى بشكل واضح، أنهم يريدون محافظا مسلما مدنيا لا ينتمي إلى جهاز الشرطة.