|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
![]() |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
|
#1
|
||||
|
||||
الفصل الاول
[SIZE=5]
الفصل الاول البداية الحزينة ************* . حمل الجندى الشاب حقيبتة فى انكسار ملحوظ وهو يصعد العربة الثالثة من عربات القطار الذاهب للقاهرة...وجلس بجوار النافذة ينظر للارض الشاسعة الخضراء الممتدة لآبعد من النظر نظر بعيون قد مات بريق الحياة فيهم الآقليل... حتى انة لم يلحظ أن كل من فى العربة يرمى بطلنا المكسور بنظرات تشف عن الاحتقار والمهانة. أو الاستهزاء والترفع عن هذا الكائن الغير مرغوب فية بالعربة والقطار...بل وفى الحياة كلها...الا من نظرة قس كهل قد خضب الشيب رأسة..ولكن بقيت لة نظرة طاهرة....صافية من كل أدران الحياة الحاضرة....الحياة القاسية. وبلا مقدمات نظر شهاب ...بطلنا.....فجأة لما يحدث حولة..وقد كتم شعور بالمهانة من كل ما يراة و يتنفسة فنظرالقس العجوز هذا...نظرة حب ابوى وهو يقول لة فى ود عجيب وبصوت كأنة يأتى من جوف بئر عميق جداً . _ ما بك ياولدى؟...ما بك ياأبن يسوع؟؟. لما أنت منطوى .وبداخلك حزن جبار؟...تكلم يافتى....... تكلم ياولدى. نظر لة شهاب ...نظرة لها الف معنى...نظرة تصرخ بدون صوت....تطلب أن تسمعها الدنيا نظرة شكوى ممزوجة بمرارة العجز والهزيمة. تنحنح شهاب فى جلستة وهو يرمى بصرة لآسفل قائلاً بصوت جعلة الحزن والانكسار ضعيفاً مبتور المخارج: _ هل هناك أحد فى مصر يريد أن يسمعنا ؟يريد أن يفهمنا؟ بعد كل ما حدث لنا؟ هل هناك أحد لم يصدر حكمة علينا....نحن شباب مصر...جنودها المهزومين؟ قاطعةالقس بأبتسامة حانية وهو يربت على كتفة المسخن بالجراح: _ نعم ياولدى...كلنا هذا الرجل ...كل أم أستشهد ابنها....كل اب ضاع ولدة...كل أخ مات شقيقة...كل زوجة ترملت....بل كل طفل رضيع يصرخ ويطلب أن يسمعكم....لا تفجعك أفعال أهلك وأصدقائك وكل من حولك الان.....فالصدمة شديدة....والفاجعة رهيبة.. والمصيبة اكبر وافظع من ان يتحملها احد...ولكن عمق ايماننا بالمصلوب...وجذور تاريخ بلدك لسوف ينتصر فى نهاية المطاف...فقط اترك كل ما تراة وما يحدث الآن ولملم أحزانك واصنع منها غضب شريف...شعاع من امل يفتح لك ولامثالك طاقات موجودة منذ الازل داخلك ولا تدع الحاضر يهزمك...بل لتكن بمشيئة الرب أنت صانع غدك القريب. فلا تيأس من يوم النصر ...صدقنى هو قريب....قريب.....يكفيك اليوم أن تخرج كل ما يعتمل بداخلك بين يد فرد من شعب مصر ...وهوأبيك هذا الفقير. تكلم...أحكى....اصرخ...اخرج كل شىء ...حتى تبدأ فى الطريق الصحيح..وانت سليم النفس فالوقت معنا....ومحطة الوصول للقاهرة باقى عليها كثير...ها أنا مصغي اليك يا بطل. نظر شهاب نظرة استعجاب وهو يهتف قائلاً: _ بطل !!!!!... يالك من أب حنون فاضل....من هو البطل ياأبتى؟؟!! رد القس علية: _ أنت وأخوانك...جنود مصر........فلندع الزمن يثبت للعالم كلة ماقالة أجدادنا...وأنبيائنا...والكتاب المقدس ...عن مصر وأهلها... . فأبتسم شهاب: _ لقد رفعت من معنوياتى كثيراً يا ابتى...هل ابدأ واحكى لك ما حدث لنا فأبتسم القس قائلاً بحنان: _ هلما ....كلى أذان صاغية. فبدأ شهاب يحكى: _ بدأ كل شىء قبل الحرب بفترة ...كنا نسمع خطابات زعيم مصر والوطن العربى جمال عبد الناصر...يهدد العدو ومن يقف وراء العدو...بأننا قادرين على طرحهم فى البحر والوصول لتل ابيب فى فترة قصيرة ...على دماء وأشلاء الجيش الاسرائيلى المتغطرس وكنا نحن جنود مصر فرحين ولكن فرح متردد....مشوب بالقلق . وفى ليلة يوم 4 يونيو 1967 كنت اجلس فى مكان خدمتى الليلة فى خندق على حدود المربع الخامس بداخل سيناء... وبجوار قناة السويس. لم أكن أعلم ما يخفية الغد لى ولكل كتيبتى....المهم لمحت شبح انسان يتقدم نحو مكان حراستى الليلية....فتقدمت منة شاهراً سلاحى فى وجهة وبصوت قوى قائلاً: _ اثبت محلك. فوقف الشخص فى مكانة _ تقدم "فتقدم الشخص " _ قف " فوقف على بعد خمسة أمتار فقط " فلمحت وجة شوقى صديق السلاح ورفيق العمر ايضاً...وواحد من أقرب أصدقائى لقلبى. فقلت لة بصوت قوى: _ كلمة سر الليل؟ فرد شوقى على: _ ماذا تقول ياشهاب: أنا شوقى ...صديقك؟!!!!! فصرخ شهاب بة: _ قلت لك ...كلمة سر الليل..والا....سأشد الآجزاء وأضرب. هاج شوقى وماج هاتفاً: _ يا حول اللة يارب...ياعم شهاب ...أنا صاحبك شوقى السيد؟.!! فرد شهاب بسرعة: _ ليس هنا مكان للصداقة...فى وقت الحراسة...اعطنى كلمة سر الليل؟. وأسقط فى يد شوقى الذى قال: _ حاضر ياشهاب....كلمة سر الليل هى....فلسطين... فأنزل شهاب سلاحة وهو يقول: _ يا اهلاً بشوقى صديقى الغالى. تقدم شوقى وهو يخلع عنة زنطة ويقول: _ يالك من مخبول حقاً ...كل ليلة نفس الشىء تفعلة معى....لقد اصبحت أخاف من مرورى عليك . وأقرأ الفاتحة على روحى كلما اقتربت من مكان حراستك. ضحك شهاب قائلاً: _ لا عليك...لاتخف ...هل أستطع حقاً أن أسدد طلقة واحدة لصديق العمر؟... حتى وان استطعت فلن تقبل الطلقة على الخروج....لآن كل طلقة معى ليس مكانها فى قلوبنا...بل هى منتظرة أن تستقر فى أفئدة وأرواح أعدائنا. قاطعة شوقى قائلاً: _ هل علمت ما حدث اليوم؟ مستغرباً....._ أين ياشوقى؟ _ يالك من أنسان غريب ...ألم تعلم أن قائد الكتيبة قد أمر بقطع كل أجازات الضباط والجنود واستدعائهم اليوم.؟!!د _ مندهشاً.....!!!!... لا لم أعرف شياأ...فأنا منذ الصباح الباكر داخل الدشمة هنا. _ هناك من يقول ان قادة قواتنا فى الاسماعيلية والسويس,والمركزى قد جاءتهم ألاوامر بالاستعداد للحرب خلا أ ربع وعشرون ساعة. فرغ شهاب فاة وكأن الدهشة جعلتة كالتمثال الشمعى ... فلم يتحرك قيد انملة ....حتى هزة شوقى بعنف قائلاً _ هاة....كنت فين يا عم شهاب؟؟ رد شهاب وهو ينفض كل ما أصابة من مشاعر متناقضة: _ لا أعرف ياشوقى ما يعتمل بداخلى.. صفر شوقى بقوة قائلاً : _ يا رب أريحنى من هذا الفيلسوف بطلقة دانة تقصف فلسفتة هذة ...وتجعلة بعيش بعقل وقلب أنسان بسيط.... أرجوك يا اخى لا تعقد الآمور...ماذا سيحدث لنا؟.. لسوف ندخل ارض فلسطين السليبة فى فترة وجيزة ونأخذ حقنا بأيدينا. _ وهل المشكلة بسيطة لهذة الدرجة يا شوقى؟ _ الآ تسمع تصريحات قادتنا؟؟؟ الآ تسمع وعد جمال عبد الناصر للشعب ..بأننا سوف نحتل تل ابيب ونأخذ فلسطين ونردها لآصحابها بسهولة...ولن يقف فى وجهنا أحد....تأكد من هذا يارجل. _ كيف أتأكد من شىء فى علم الغيب....حتى كل المعطيات ياشوقى...لا تبشر بخير...لقد جاءنا خلال الآيام الماضية رجال و شباب لم يستعدوا او يتدربو ...هل بهؤلاء سوف ننتصر؟!؟!؟! قل لى ياشوقى..هل انت على استعداد حقاً للحرب؟ _ أنا ...لا اعرف...داخلى أمانى شديدة لرد الحق من اللص الاسرائيلى..ولسوف يقف اللة معنا ...نحن فى صف الحق يا شهاب. _ لا أعرف يا شوقى...ليس كل مانتمناة نجدة تحت أيدينا طواعية...وليس معنى أننا فى صف الحق ..هو أننا الاقوى ..هو اننا سننتصر...لا اعرف ...بل اتمنى أن تزول الغمة بدون خسائر فادحة لنا. ضحك شوقى قائلاً: _ يالك من متشائم......كن متفائل ...صبوح الوجة ...مشرق الفؤاد. _ لن تفهمنى ياشوقى....وحتى بعض قادتنا...لا ترى ما يحدث فى الخفاء. _ياسلام!!!!... أتظن أنك تفهم فى الحروب أكثر من القادة والزعيم؟؟!!! _ أنا لم أقل هذا...بل أقول....لقد كذبنا ونكذب كل يوم على شعبنا بوعود لم نحاول أن نستعد لتنفيذها بالتدريب والآسلحة...أنظر معى...هل هذا السلاح الذى أحملة هو أحدث وأقوى من الاسلحة التى فى جعبة العدو الاسرائيلى؟؟؟..هل هذا السلاح وأغلب أسلحتنا لا تنفع الا فى الدفاع فقط ...وليس الهجوم....هل تعرف ما معنى هذا ؟؟ _ لا أعرف يا فيلسوف عصرك ...يكفى هذا ...ولندعوا اللة لينصرنا على أعدائنا فى حربنا القادمة... أقصد نزهتنا القادمة..هاهاهاهاهاهاهاهاه.!!!!! ****************************** .[/SIZE] |
![]() |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|