تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

 
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #2  
قديم 10-07-2005
الصورة الرمزية لـ kotomoto
kotomoto kotomoto غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 583
kotomoto is on a distinguished road
CONTINUE
ظهرت الطبعة الأولى من الكتاب عام 1997 حيث أمضى المؤلف ما يقرب من ستة أشهر عام 1994 في رحلة اقتفى فيها أثر الرحالة العظيم الراهب البيزنطي جون موشوس وتلميذه سوفرونيس السوفسطائي في رحلتهم الشهيرة إلى أديرة الإمبراطورية الرومانية الشرقية في أواخر القرن السادس الميلادي. وكان الهدف من هذه الرحلة هو جمع مخزون حكمة وأقوال ومعجزات آباء الصحراء على يد شهود عيان لهذا العصر الذهبي للمسيحية قبل ضياع معالم هذا العالم الذي كانت أركانه قد بدأت في التصدع . حيث أصبحت الإمبراطورية البيزنطية محاطة بالأعداء ومعرضة للهجمات من قبل الفرس وبدو الصحراء. حتى الأديرة لم تسلم من الاعتداءات والحرق وقُتل الرهبان أو اقتيدوا كعبيد. ثم تلى ذلك الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي.
ودون موشوس مشاهداته في مخطوطة »المروج الروحية« والتي كانت من أشهر مؤلفات عصرها. وهكذا كان موشوس وسوفرونيس شهودا على الفصول الأولى من تراجع المسيحية في الشرق وكانت مشاهدات »المروج الروحية« مقدمة لتراجيديا مازالت فصولها الأخيرة تتكشف يوما بعد يوم.
وبعد أربعة عشر قرن جاء كتاب ويليام دالريمبل ليسجل المراحل المتأخرة أو كما يقول المؤلف "بداية النهاية" لهذه الكارثة: تراجع المسيحية في موطن المسيح .
وفارق موشوس الحياة في القسطنطينية ودفن حسب وصيته في دير في أورشاليم مسقط رأسه. أما تلميذه سوفرونيس فقد أصبح بطريركا لأورشليم وبعد حصار دام عاما اضطر من خلال دموعه إلى تسليم مفاتيح المدينة إلى عمر بن الخطاب. ومات بعدها بشهور قليلة كسير القلب ودفن بجوار معلمه في المدينة المقدسة.
يرصد كتاب دالريمبل مظاهر انحسار المسيحية في موطنها الأصلي. إنها مرثية حزينة تهزك .. توقظك .. مع صفحات الكتاب تكتشف حقائق مفزعة تفتح أعين القاريء وخاصة الذي لا ينتمي لهذا الجزء من العالم. في تعليقه على الكتاب كتب أحد النقاد الإنجليز قائلا: "كلما توغلت في الكتاب كلما شعرت بالصدمة وطفقت أسأل نفسي لماذا لم نعرف - نحن في الغرب - هذه الحقائق من قبل؟"
ويخفف الكاتب من وقع المأساة التي يروى تفاصيلها بالملح والنوادر والمفارقات الطريفة التي ينثرها في ثنايا الصفحات.
فيتفكه على لسان طالبة يونانية من تعصب الأتراك وجهلهم بالتاريخ لدرجة أنهم يدعون أن "هومر" الشاعر الإغريقي صاحب الإليادة والهوميروس تركي الأصل واسمه الحقيقي "عمر" !!
ويروي إحدى النكات الساخرة التي كانت تتردد بين السوريين عن الرئيس الراحل حافظ الأسد: بعد ظهور انتخابات الرئاسة، أسرع رجاله ليبشروه بالنتيجة قائلين : "لقد اختارك 99% من الشعب وامتنع فقط 1% عن التصويت. فماذا تطلب أكثر من ذلك؟!" فكان رد الأسد: "شيء واحد فقط : أسماء وعناوين الـ 1%".
ورغم تعاطفه الشديد مع محنة المسيحيين فإن ذلك لم يمنعه من أن ينظر إلى بعض تصوراتهم ومواقفهم نظرة ناقدة بلا قسوة، ساخرة بلا تجريح. فعلى سبيل المثال يروي أن الراهب المسئول عن المكتبة في دير إيفيرون في اليونان لم يوافق على أن يطلع ويليام على المخطوط الأثري للمروج الروحية، إلا بعد أن وعد بأن لا يخبر مخلوقا بأنه "هرطوقي" وهو ما يعني في مفهوم رهبان هذا الدير (أي شخص غير ارثوذكسي).
ولاحظ بأسف الخوف الذي يسيطر على تصرفات الكثير من مسيحي الشرق. وهو ما يدفع مثلا أحد تجار الأثاث الأرمن المسيحيين في بعلبك إلى أن يعلق لافتة كبيرة على واجهة متجرة تبايع آية الله الخوميني. ويجعل الأرمن الباقين في تركيا يتظاهرون حسب أوراقهم الرسمية بأنهم مسلمون بينما يتسللون إلى الكنيسة سرا لنوال سر المعمودية. وعندما حاول معرفة الحقيقة وراء الاعتداءات التي وقعت على كنائس قبطية في منطقتي شبرا وعين شمس فوجيء بجدار من الصمت ومحاولة للإنكار من جانب الأقباط لوجود أي مشاكل مع المسلمين.
وفي ثنايا الكتاب يبرز المؤلف لقطات مؤثرة عن مدى امتزاج أتباع الديانات السماوية من بسطاء الناس . ويأخذك العجب من أن هذه المظاهر مازالت تعيش وسط تيارات التعصب والكراهية السائدة.
ففي قرية بيت جالا بجوار بيت لحم توجد كنيسة مار جرجس للروم الأرثوذكس وهي تعتبر مزارا لأتباع الديانات الثلاث. فالمسيحيون يعتبرونها مكان مولد القديس "مار جرجس" واليهود مكان ميلاد النبي "الياس" ومئات من المسلمين يزورون الضريح تبركا بسيدي "خضر". وعندما تستجاب دعواتهم ويرزقهم الله بالخلف الصالح يقدمون بكل بساطة للكنيسة هدايا تشتمل على سجاد للصلاة تزينه صور مكة المكرمة.
وبعد انتهاء الحرب الأهلية عاد الدروز في إحدى قرى لبنان إلى التردد على الكنيسة المارونية كلما أصابهم مرض أو ضيقة وتناسوا تماما العداء المستحكم بينهم وبين المارونيين.
وعندما زار الكاتب ضريح "مار جرجس" في إحدى الجزر قرب اسطنبول وجد الأتراك المسلمين يفردون سجادة الصلاة ويتوجهون في تعبدهم باتجاه مكة وبجوارهم اليونان الأرثوذكس يشعلون الشموع أمام أيقونة القديس.
أما في كنيسة دير القديسة مريم في سيدينا بسوريا فقد فوجيء برؤية مسلمين ملتحين يركعون وسط سحب البخور ونسائهم الملتفات بالشادور الأسود يمضين الليل أمام أيقونة العذراء التي رسمها القديس لوقا يأكلن من الشمع الذائب ويشربن من الزيت المقدس. وعندما تستجاب طلباتهم وينجبون قد لا يتحرجوا من إحضار الأطفال لتعميدهم في الكنيسة وفاء لنذر نذروه.
وفي حلب رأى المسيحيين يزورن ضريح النبي "يوري" وينحرون الذبائح عندما يتحقق لهم الشفاء من الأمراض.
واستخدم المؤلف أسلوب تدوين اليوميات. ولذا ففي الأجزاء التالية من هذا العرض سنصحبه في مسار رحلته الذي بدأها من اسكتلندا ومنها إلى جبل آثوس في اليونان ثم إلى اسطنبول وأنطاكيا. وانتقل بعدها إلى سوريا ثم الضفة الغربية وأورشليم وانتهى بمصر: من الإسكندرية إلى الواحات الخارجة في الصحراء الغربية مارا بالقاهرة ودير القديس أنطونيوس في البحر الأحمر وأسيوط ودير المحرق.
وسنصحبه في ارتحاله ما بين قطارات ولوريات وحافلات ليلية إلى مراكب وعربات تاكسي متهالكة وأحيانا سيارات حكومية فارهة.
وسنقيم معه في صوامع عارية في أديرة مهجورة وأخرى مأهوله في أديرة عامرة بالخدمة والزوار. في حجرات فنادق تفتقر إلى الراحة والنظافة وفي أخرى يفوح منها عبق الماضي العريق. سنزور بيوت بسيطة متقشفة وقصورا فارهة تزهو بالعز والثراء.
فإلي لقاء قريب لنتابع رحلتنا في ظلال بيزنطة
http://wataninet.com/article_ar.asp?ArticleID=2361
__________________
KOTOMOTO
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 03:37 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط