|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
ذكرياتي مع قداسة البابا شنودة +++ مقابلة عاصفة مع نائب رئيس الجمهورية
بقلم: القس أغسطينوس حنا
نقلا عن مجلة مار يوحنا (كاليفورنيا) عدد ديسمبر 2006 24 طوبة 1723 للشهداء - 1 فبراير 2007 ميلادية ذكرت بالعدد السابق أن مقابلتنا للسيد/ حسني مبارك ظهر سبت النور لسنة 1980 جاء فيما يبدو مصادفة ولم يكن وليد أي ترتيب سابق. ولقد ترددت كثيرا على مدى أكثر من ربع قرن حتى الآن في الكتابة عن هذه المقابلة وما دار فيها من حديث وذلك لأسباب لا تخفى عن القراء الأعزاء. أما الآن بعد ستة وعشرين سنة وتغير الظروف وبناء على طلب بعض الأحباء وفي سياق الذكريات مع قداسة البابا وقبل أن تضيع الذاكرة وكاتبها فسوف أسجل هذه الحلقة بنعمة الله باعتبارها تمثل حقبة أو حقيقة تاريخية وتكشف عن وقائع كثيرة غالبا لا يعرفها اخوتنا وأولادنا المهاجرين بالخارج وسوف أرويها كما حدثت بالضبط... أستقبلنا السيد/ حسني مبارك نائب رئيس الجمهورية وقتئذ بوجه جاد ولكن لا يخلو من ابتاسمة ترحيب خفيفة وأشار لنا بالجلوس، وبدأ المرحوم الأستاذ عدلي عبد الشهيد المحامي وعضو مجلس الشعب بالحديث وقال: سيادة النائب معذرة للحضور بدون ميعاد سابق ولكن مجيئنا في الحقيقة هو لتفادي كارثة كبيرة وهو بخصوص الأزمة الطارئة بين الرئيس أنور السادات وقداسة البابا شنودة... فالرئيس السادات غاضب جدا لأنه اعتقد بأن قرار البابا والمجمع المقدس بالغاء الاحتفال الرسمي بعيد القيامة مقصود به اثارة العالم الخارجي ضده وضد مصر، وقداسة البابا شنودة حزين ومعتكف في الدير لزيادة الضغط والاعتداءات على الأقباط وأنه تكررت شكاوى الكنيسة دون حلول. وكما قال الرئيس ان أعداء البلد يتربصون بنا، فنحن نستطيع تفويت الفرصة عليهم والوقت لم يفت بعد فالساعة الآن الواحدة بعد الظهر والدير على بعد ساعة ونصف منا، فاذا وافقتم على ارسال مندوب رسمي عن الرئيس معنا الى البابا وحددتم موعدا لمقابلة مباشرة بين سيادة الرئيس وقداسة البابا الساعة الخامسة أو السادسة مساء اليوم وهما كانا دائما على علاقة طيبة فاذا تقابلا لمدة ساعة واستمع الرئيس لشكوى البابا فسوف يعذره ويعودان كالسمن على العسل ويصلي البابا قداس العيد في موعده كالمعتاد ويذيع التليفزيون وتنتهي الأزمة على خير ونفوت على أعداء البلد فرصتهم لعمل تصدع داخلي." ورد السيد/ حسني مبارك الرجل المعروف بهدوئه، بثورة غضب شدية قائلا: لا لا سيبك من الكلام ده. مش احنا اللي نتحرك تحت لوي دراع فأنتم دايما تصطنعون هذا التوقيت كلما ينوي الرئيس الذهاب الى أمريكا تعملوا أنتم فرقعة لتهييج الأقباط في أمريكا لاحراج الرئيس والاساءة لسمعة مصر في الخارج. روحوا قولوا للبابا أن هذا ليس في مصلحته ولا في مصلحة الأقباط وأن الرئيس أنور السادات غاضب وثائر جدا. البابا مش صغير وكان يجب أن يعرف أن تصرفاته لها ردود فعل وأبعاد كبيرة في الداخل والخارج. لو كان قسيس والا مطران كنا التمسنا له العذر أو تغاضينا عن تصرفه، ولكن البابا يعمل ده كله عشان شوية بنات ماشيين على حل شعرهم أو عشان أولاد أقباط في جامعة اسكندرية معليين الراديو بعد نص الليل في موسم امتحانات وطلب منهم زملاؤهم المسلمين توطية الراديو عشان مش عارفين يذاكروا فرفضوا واتخانقوا واتعور أحد الطلبة الأقباط، فهل دي مسائل خطيرة تستحق مثل هذا القرار؟" وعاد الأستاذ عدلي عبد الشهيد يجيب بأسلوب دبلوماسي هادئ ولطيف: "سيادة النائب أنت قلبك كبير والرئيس السادات قلبه كبير ونحن نوسطك في قبول هذا العرض البسيط لحل هذه المشكلة والوقت لايزال في أيدينا وممكن ازالة سوء التفاهم ده في ساعة زمن واحدة، خصوصا وأن قداسة البابا كان طلب مقابلة الرئيس السادات عدة مرات ولم يحدد له موعد مما أدى الى تفاقم الموقف، فلو أرسلتم معنا أحد الوزراء أو مندوب عن الحكومة الى البابا في الدير فأنا واثق أن كل شئ سيكون على مايرام والكل هيكون مبسوط والأقباط يعيدوا فرحانين كالمعتاد ويا دار ما دخلك شر". وعاد السيد/ حسني مبارك يكرر كلامه السابق بالرفض وبثورة غضب أكبر لدرجة أن زرار قميصه الذهب طار في آخر الغرفة وأسرع الدكتور أديب جبرة يحضره اليه! فقال ثانية: - "مستحيل. مش احنا اللي نتحرك تحت لوي ذراع، واذا كان البابا عاوز يصلح موقفه فليتفضل ومش احنا اللي هانقولله يعمل ايه! وعلى فكرة أنا معنديش تعصب ومعظم زملائي وأصدقائي ومساعديني في الطيران أقباط. ومرة أخرى عاد صديقنا الراحل عدلي عبد الشهيد المحامي يرجو ويلح، ونظر السيد حسني مبارك في ساعته.. وخشيت أن تنتهي المقابلة هكذا عند هذا الحد والموقف غير مفهوم عند سيادته وكأن قداسة البابا في موقف اتهام! وهنا لم أطق السكوت فقلت: "سيادة النائب ان سمحت لي بكلمة فأنا أحب أن أوضح بعض الحقائق لأنه تبين لي من حديثكم أنه ليس لديكم فكرة عنها وأن الصورة معكوسة ومشوهة، وهذا ذكرني بقول الرئيس الراحل جمال عبد الناصر "أنا عاوز أرفع مستوى المخابرات المصرية من مستوى البوابين الى مستوى علمي أفضل يفيد البلد ولا يضرها. أنهم يقولون لكم: تمام يافندم كل شئ عظيم وهادئ ودي أحداث فردية بسيطة! بينما الدنيا خربانة. ولذلك عقد قداسة البابا شنودة اجتماعا موسعا لأعضاء المجلس الملي العام والوزراء الأقباط الحاليين والسابقين وأعضاء مجلس الشعب الأقباط وظل يشرح لنا على مدى أربعة ساعات متواصلة أسباب اتخاذ هذا القرار وكان أول شئ قاله البابا "اننا عندما وجدنا أن أصواتنا لا تصل الى المسئولين، كان لابد لنا أن نلفت نظرهم بطريقة أخرى". - فقال السيد/ حسني مبارك: "وماذا يقصد بالمسئولين؟" - قلت: "المسئولين هم السيد الرئيس أنور السادات وسيادتك والدكتور مصطفى خليل رئيس الوزراء والسيد وزير الداخلية" - ويقصد ايه بأن أصواتنا لا تصل للمسئولين؟ - يقصد أنه طلب مقابلة الرئيس عدة مرات فلم يحدد له موعدا للمقابلة وسبق أن سمعنا وعودا كثيرة جميلة من سيادته ومن وزير الداخلية ولم ينفذ شئ منها، بل بالعكس الموقف يتدهور والأحوال تزداد سوءا. - لا . دي مبالغة. - لا يا سيادة النائب مش مبالغة، فسيادتك ذكرت أنه علشان "بنت ماشية على حل شعرها" أو أولاد اتخانقوا في الجامعة يعمل كده. والحقيقة أن ماعندناش بنات ماشيين على حل شعرهم ولكن بناتنا كل يوم بيتخطفوا ويعتدى عليهم وتهتك أعراضهم ويزوجونهم بالقوة وهن قصر لشبان من الجماعات الاسلامية وعائلاتهم يشكوا للبوليس فلا يسأل عنهم بل يضربهم ويحجزهم في الحبس!! أنا محامي قديم وعضو باللجنة القانونية للحزب الوطني الديموقراطي وأشهد أنه لما تيجي المسألة عند قبطي ومسلم فلا ينفعنا لا بوليس ولا نيابة ولا قضاء وتلقى الشكاوى في سلة المهملات! قداسة البابا قرأ لنا جواب مؤلم من بنت مخطوفة لأهلها وبكى وهو يقرأه. سيادتك أب فهل ترضى أن تخطف لك بنت ويرتكب في حقها ثلاث جنايات. جناية خطف وجناية هتك عرض وجناية تزوير في أوراق رسمية لعقد زواج باطلا بالاكراه لأن رضاء القاصر لا يعتد به! الى من يشكو الأقباط اذا، مفيش غير البابا لعله يستطيع الاتصال بكبار المسئولين للتصرف السريع وانقاذ الموقف.. كل يوم تخطف بنت واثنين وثلاثة بالقاهرة والاسكندرية والصعيد جهارا نهاراً وتغصب على الزواج وعدم رؤية عائلتها وتجبر على تغيير دينها الى الاسلام، ولا نسمع غير شعارات ظريفة أن "الشرطة في خدمة الشعب" و "دولة العلم والايمان" و "جزيرة الأمن والأمان" ونحن نعيش في غابة!
__________________
ان طلبنا الله فأنه يظهر لنا . . . و ان تمسكنا به فأنه يبقى معنا
(sml21) (sml21) (sml21) الآنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك (sml21) (sml21) (sml21) آخر تعديل بواسطة Gregory ، 01-02-2007 الساعة 01:04 PM |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
أسئلة عديدة الى قداسة البابا شنودة الثالث | 2ana 7or | المنتدى العام | 3 | 18-09-2005 04:29 PM |
الكنيسة تحتفي بالعيد الذهبي لقداسة البابا شنودة | Pharo Of Egypt | المنتدى العام | 2 | 24-07-2004 05:55 PM |