|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
فتاوى تزرع الموت وأحياء يلتفّون بالأكفان
فتاوى تزرع الموت وأحياء يلتفّون بالأكفان
الثلاثاء 09 ديسمبر 2003 08:37 د. رجاء بن سلامة 1/ المفتي الرّسميّ الذي لم يتردّد ولم تطرف له عين، عندما أفتى بتحريم نقل الأعضاء البشرية للمرضى يجب أن يتحمّل تبعات العمل بفتواه في بلاده أو في البلاد الإسلاميّة الأخرى. معنى ذلك أنّنا يجب أن نحمّله دماء كلّ المرضى الذين كان بالإمكان إسعافهم بنقل كُلْية إليهم أو قلب أو غير ذلك، لولا هذه الفتوى التي يمكن أن توصف لذلك بأنّها إجراميّة. ويجب أن نضع في اعتبارنا أنّ من هؤلاء المرضى من هم أطفال أو شبّان لم ينعموا بعد بطول الحياة التي لا شكّ أنّ الشّيخ المفتي قد نعم بها. ويجب أن نتذكّر أنّ هناك قوانين راقية تبيح للحيّ أن يقرّر التّبرّع بأعضائه عند موته لإنقاذ حياة الأحياء الذين سيكونون في حاجة إليها. القوانين الرّاقية تحثّ على الرّحمة والكرم والتّخلّص من الأنانيّة والنّرجسيّة التي تصوّر جسد الإنسان حصنا صلبا لا ثلمة فيه. 2/ استند المفتي في فتواه إلى أنّ "جسد الانسان هبة من اللة، ولا يجوز لأي كائن من كان التصرف فيه، سواء بالنقل منه أو اليه". ولنسلّم بما سلّم به لنسأله : طبقا لهذه المقدّمات، وطبقا للمنطق الفقهيّ الذي ينبني على القياس وإخضاع الخاصّ إلى العام، وإذا كان لا يجوز نقل الأعضاء ولا يجوز التّصرّف في الأجساد، فلماذا لا يحرّم أيضا نقل الدّم والتّبرّع به ؟ ولماذا لا يحرّم كلّ عمليّة جراحيّة باعتبارها "تصرّفا" في الأجساد؟ واستنادا لهذه المقدّمات ذاتها، لماذا لم يفت الشّيخ بتحريم ختان البنات، وهو اعتداء على الحرمة الجسديّة للأطفال تدينه المواثيق الدّوليّة وتؤكّد كلّ الدّراسات الطّبّيّة والنّفسيّة والاجتماعيّة أنّه يؤدّي إلى معاناة دائمة لدى ضحاياه؟ لماذا لا يستند إلى عدم وجود نصّ قرآنيّ يأمر بهذه العادة البدائيّة لمساعدة ناشطي حقوق الإنسان والمهتمّين بالصّحّة على مقاومة آفات هذا التّشويه الوحشيّ للأجساد الأنثويّة؟ 3/ مشايخنا لا يحرّمون ختان البنات بل يحرّمون نقل الأعضاء. ويبيحون قتل الزّوج زوجته إذا اكتشف أنّ لها علاقة مع رجل آخر، ولا يقولون بحقّ الإنسان في اختيار معتقده وفي تغييره بل يقولون بـ"قتل المرتدّ"، ولا يدين الكثير منهم العمليّات الانتحاريّة الإرهابيّة... لسبب بسيط هو أنّهم لا يدافعون عن الحياة بل يوزّعون الأكفان ويدعون إلى إماتة الأجساد. أصبحنا نعرف سلالتهم : إنّهم منحدرون من سلالة قتلة الحلاّج والسّهرورديّ ومحرقي كتب ابن رشد ومكفّري الفلاسفة والأدباء... إلاّ أنّهم أكثر عنفا وقسوة لأنّهم يسدّون أبواب الحرّيّة في عصر انفتحت فيه كلّ الأبواب، وهم أكثر عنفا وقسوة لأنّهم أكثر اعتدادا بأنفسهم من شيوخ الأمس: شيوخ الأمس كانوا يقولون : "واللّه أعلم"، أمّا شيوخ اليوم فهم آلات إفتاء في كلّ شيء. |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|