حيثيات حكم شيخ الأزهر بجلد الصحفيين

[abomeret]

حيثيات حكم شيخ الأزهر بجلد الصحفيين

١٣/١٠/٢٠٠٧
لم نقرأ في جريدة قومية طلباً رسمياً من سيادة الرئيس أو من رموز الحزب الوطني موجهاً لفضيلة شيخ الأزهر لأخذ رأي الدين في تجاوزات الصحفيين.. كي نبرر علي الأقل موقف شيخ الأزهر (العجيب).

ما دخل شيخ الأزهر بهذا الموضوع أصلاً.. هل الذي يحكم مصر دستور قائم علي الدين الإسلامي؟.. وهل هذا الرأي مشرّع في الإسلام؟.. هل ستتحول قضايانا إلي رأي وإفتاء الأزهر؟.. هل سيصدق القضاء علي الحكم بحبس الصحفيين استناداً إلي مساندة (رأي الدين!).. إذا كانت هذه هي البداية فلماذا إذن القضاء؟.. هل سيسجنون؟.. أم سيجلدون ٨٠ جلدة لأنهم في رأي شيخ الأزهر (الفسقة).. أم سينفذ عليهم الحكمان؟!!.. لم نر في قانون العقوبات السلطة التشريعية والدينية في آن واحد إلا إذا كانت خطوة للتخلي عن القضاء بصفة عامة لأن المفتي أعلن العقوبة أيضاً؟

المهم ياسيادة شيخ الأزهر.. من أين أتيت بهذه العقوبات؟.. وأنت الذي تتهمهم بالفسق؟.. أي أنك قذفت مسلمين (موحدين بالله) وفي أعظم شهر وليلة السابع والعشرين من رمضان وقلت إنهم يستحقون اللعنة!! (استناداً إلي استنادك لآيات المصحف الشريف) «لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم»، وبالتالي وكأنه يحرض الناس أن تلعنهم، وتجلدهم كمان، ونحن شعوب إذا قال الدين رأيه بصفة عامة نتعاطف مع الدين.. حتي وإن كان شرح للناس بطريقة خاطئة، أتعرف معني اللعنة يافضيلة شيخ الأزهر..

وأنت أساس علمك الدين الإسلامي؟.. ألا تعرف أن المسلم ليس بفحّاش ولا لعّان.. هل تريد إشراك أكبر قدر من البشر (ليلعنوا الصحفيين) فيلعنهم رب العالمين.. ألا تعرف أن الله جل وعلا حين أنزل أوامره لمحمد سيد الخلق بأن يتحدث مع الكفار «بالتي هي أحسن».. وهنا كان المقصود «كفاراً» وليسوا مسلمين.. أولاد مسلمين.. هؤلاء لم يحرقوا مسجداً ولم يدنسوا مصحفاً.

هل هذه هي الرحمة.. الله جل وعز اسمه الرحمن علي الكافر والرحيم علي المؤمن.. ألا تعرف يافضيلة المفتي «ارحموا من في الأرض يرحكم من في السماء»، من أين لك قسوة القلب وغلظة الرأي والفكر؟.. هل نص ديننا الحنيف الوسط علي هذا؟.. من أين لك أن تعلن دون استناد قياسي شرعي ودون اجتهاد أيضاً «هل أمر علماء الأزهر كافة» بأن يجلدوا؟.. ولا يقبل لهم شهادة وكيف تقبل وهم في «السجن»، هل إذا كان الشعراوي رحمة الله عليه بيننا هل كان سيفعل «لأن قولك تأكيد واختلاق فعل الجلد...إلخ».

بالتأكيد لا.. أتمني أن تتفضل علينا يافضيلة شيخ الأزهر بالاعتذار عما قلته، ومن الممكن حبك الشديد للحزب الوطني (وهو من حقك) جعل غضبتك غير محسوبة، ولكن في الدين الحلال بين والحرام بين.. والرحمة فوق العدل في كل أديان الله.

أمينة عمرو

http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=79176