ربى قعوار ...... (مدموج)
أنا فتاة، كنت أدين بالدين المسيحي، حتى تاريخ 15/1/2006، حيث والحمد لله اعتنقت الإسلام ديناً واتخذت نبيه ورسوله عليه الصلاة والسلام ولياً وشفيعاً وأدركت أن لا اله إلا الله.
نشأتي كانت في عائلة مسيحية ليست على قدرٍ عالٍ من التدين حيث كان والدي ملحداً ووالدتي تتبع الدين كأي إنسان ولد خلال دين معين يتبعه لأنه تلقنه، ونحن تربينا على ذلك، والدي لم يكن ليتدخل في قراراتنا ولا في مناحي حياتنا، علمنا استقلالية التفكير والقرار.
كان تعليمنا في مدارس الراهبات فبالتالي التركيز على تعاليم الدين المسيحي كان مهماً جداً وكان واجباً علينا حضور القداس يوم الأحد مع بقية الرعية، ويوم الأربعاء قداس خاص بالطالبات. لم أذكر في حياتي أنني أحببت شعائر القداس ولكن كنت أؤديها باهتمام كونه كانت لدي قناعة بأن الصلاة كانت الطريق إلى التقرب من الله سبحانه وتعالى، لكن داخلياً لم أكن أشعر بالخشوع، مظاهر البهرجة والزينة سواء كان في الكنيسة أو مرتاديها فائقة ولا تمنح شعوراً عاماً بالورع، طريقة الصلاة تكون من خلال الكاهن الذي هو صلتنا بالله خلال الصلاة، لماذا احتاج إلى وساطة عند الصلاة؟ كنت منذ صغري أراقب سيدة مسلمة كانت تأتي لتعين أمي في أعمال المنزل، ارقيها وهي تصلي فأراها تذوب ورعاً بالرغم من أنها تصلي لوحدها منعزلة، فسألتها ذات مرة هل تشعرين بأن الله قريب منك وأنت تصلين فأنا أشعر كأنني أرى نوراً يشع من وجهك وأنت تسجدين، فأجابتني عندما تصلين تشعرين بروح الله قريبة منكِ، على الرغم من بساطة الرد إلا انه كان له في نفسي أثراً كبيراً وكنت أغبط المسلمين عند سماع كل آذان حيث أنهم في تلك اللحظات" سوف يشعرون بأن روح الله قريبة منهم".
كبرت من خلال ذلك الدين وبقيت عليه إلى أن قاربت حدود الثلاثين من العمر حيث التحقت بالحزب الشيوعي وبالتالي ابتعدت عن الدين نهائياً وأصبح تفكيري بالله سبحانه وتعالى أقرب إلى تفكير الملحدين، لكن لم استطع أبدا أن أجزم بعدم وجود الله، وبقيت على هذه الحال بضع سنوات إلى أن تركت الحزب، واستمرت علاقتي بالله مبتورة، اقتصر ذهاب إلى الكنيسة على العيدين ولمشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم.
|