|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
من المحتال
http://www.metransparent.com/texts/s..._the_crook.htm من المحتال د.سيد القمني سبق أن أوردنا هنا الحديث المنسوب إلى نبي الإسلام «ص»، بصدد معركة الخير والشر قبل القيامة، والذي يقول أن الحجر والشجر سينطق في هذه الملحمة ينادي المسلم «ورائي يهودي يا مسلم تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود». ويدرس هذا الحديث طلبة دولة عربية كبيرة في منهج التوحيد ويضيف المؤلف هنا بذكاء معهود: إن اليهود يكثرون هذه الأيام من زراعة شجرهم «الغرقد» في إسرائيل حتى لا يفتن عليهم للمسلمين يوم المعركة الكبرى. وقد حملت المذيعة «باربرا والترز» هذا الموضوع إلى السيد وزير خارجية هذه الدولة العربية الكبيرة، وقرأت له نص الحديث، فجاءت إجابة السيد الوزير مدهشة للغاية، كانت إجابته أولا دهشة عظيمة كأنما هو يسمع به لأول مرة، ثم أتبع الدهشة بالنفي القاطع أن يكون هناك حديث نبوي يقول مثل هذا الكلام، وأكد أن هذا كلام غير صحيح إسلاميا، وأن الأمر فيه لبس ولا شك، يعود لخطأ حدث في الكتب المدرسية. وموقف سيدي الوزير يحمل دلالات تتضمن دروسا وعبرا نستعبر بها لنقرأ الدلالات، فهو أولا ينكر حديثا لا يخلو كتاب من كتب الحديث الصحيحة منه أو يكاد، وهو بذلك إنما ينكر معلوما من الدين بالضرورة. وهو أمر راسخ في تاريخنا الفقهي، وله حدوده وعقوباته التي أرساها هذا الفقه، ويطبقونها علينا دون المشايخ والوزراء والسلاطين وقتما شاءوا وحيثما تمكنوا. لذلك لا يمكننا قبول دهشة السيد الوزير بهذا الشأن ببساطة وخفة لأنها ليست مما يمر مر الكرام، فدهشته ليست مجرد إنكار لمعلوم من الدين بالضرورة، فقد كانت دهشة استنكارية مصطنعة، دهشة تنفي وجود حديث بهذا النص والمعنى، واشتمال هذا المعنى على عداء تاريخي قديم يجب وفق أوامر الحديث المضمرة فيه أن يستمر حتى قبل قيام الساعة بقليل، ويومها يبدأ الحديث فعله في الواقع فتحدث المعجزات وينطق الحجر والشجر، ما عدا الغرقد الداهية الكتوم الذي يدارى أصحابه ولا يشي بهم إخلاصا ووفاء لأنه شجرهم «لا تفهم كيف؟ وهل هناك شجر ينبت لأناس بعينهم ولا ينبت لآخرين»؟. ولا تعرف ما هو هذا الغرقد، فهو شيء كالعنقاء والقنطروس لا معنى له سوى إضفاء طابع الواقعية على الحكاية.. فالشجر اليهودي له اسم، المهم أن يكون للاسم غموض، وهو ما يحمل معاني الأسطورة والخرافة فصيحتان وهي معان تجاوزتها الأزمان والأيام واستبدلتها بمنهج التفكير العلمي الذي لن يرى في هذا الحديث سوى عقلية أسطورية ذهبت مع زمانها، دون أن يصدق أي عقل سليم وصاح أن في زماننا من يصدق ذلك حقا. ثم إن موقف سعادة الوزير يحمل ضمنا موقفين: الأول موقف ازدراء الإسلام بسبب هذا الحديث، وهي التهمة التي طالما صادرونا وحاكمونا بسببها، لأن دهشته الاستنكارية هي ازدراء واضح. أما الموقف الثاني فهو الخجل من دينه الذي تركه وهرع هاربا يختفي تحت قناع الدهشة المصطنعة، ثم يقدم لنا نفسه بوصفه العارف بصحيح الدين وأن هذا الحديث ليس ضمن هذا الإسلام الصحيح الذي يعرفه. وهنا عندنا مشكلة مستمرة بلا حل، فالجميع يتحدث عن الإسلام الصحيح دون أن نعرف حقا ما هو الإسلام الصحيح الذي يتفق مع أخلاق زماننا ومناهجه في التفكير، ودون أن يقدموا لنا مرة هذا الصحيح بعد أن يتفقوا عليه مرة واحدة. مشكلة سيدي الوزير وكل سادتنا أدامكم الله وعافاكم سواء كنتم رجال دين أو رجال حكم تريدون الإسلام كما كان في زمنه لتعملوا به في زمن جاء بعده بألف وأربعمائة عام تغيرت فيها المفاهيم والقيم والعلوم وبعضها وصل في تغيره إلى النقيض، دون أن تعترفوا ببساطة بفارق الزمن الهائل والمتغير الأهول. لقد اعترف اليهود ببساطة، واعترف المسيحيون ببساطة، وكذلك باقي الأديان، فمثلا لم يعد مسموحا باغتصاب النساء وأخذهن جواري في الحروب، وإلا واجه من يفعل ذلك العالم كله وضميره كله، ومما يخفف وطأة التنازل عن بعض مأثورنا وتركه لزمانه أن كل الأديان تخلصت مما يكبلها عن حضور زماننا. وفى تاريخ الأمم الكثير مما يخجلون الآن منه، فاليهودية كانت تسمح بزواج المحارم كما في زواج الأخت وكما في زواج النبي إبراهيم من أخته سارة، وفى زواج النبي موسى من عمته يوكابد دون أي شعور بالعار. وفى قديم كل منا حتى كأفراد ما يخجل منه لو فعله اليوم وإلا ما معنى التعلم والتطور والارتقاء على مستوى الفرد والإنسانية؟!. وبهذا المعنى لابد أن نتجاوز في حديث «خير القرون قرني» لأن خير القرون دوما هو أخرها وأحدثها لأنه آخر ما وصلت إليه الإنسانية من رفعة علمية وخلقية، أما أخيرها فهو الذي لم يأت بعد. ثم ينتهي سيدي الوزير بتخطيء كتب المدارس «كتب التوحيد» المقررة في بلاده مؤكدا أن ذلك خطأ من واضعي الكتاب للطلاب، لكن دون محاكمة هؤلاء الذين وضعوا وألفوا هذا الأمر وفيه هذا الكره العظيم والعنف الكريه والتحريض على القتل، لأنه حديث ضد كل معاني الإنسانية، ثم إذا كان ما قال سعادة الوزير صحيحا فلماذا تستمر ذات الكتب في فعلها في أرواح التلاميذ الصغار حتى اليوم؟!.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|