عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 13-05-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة copticdome
http://www.elakhbar.org.eg/issues/16857/1302.html









الثلاثاء:

قال لي الفتي النابه: ألم تخبرني منذ سنوات طوال عن العقيد جورج، والفريق فؤاد عزيز غالي، واللواء شفيق متري سدراك؟
تطلعت إليه معجبا ومتأثرا، انه يحفظ الرتب والأسماء، بل ويمكنه أن يسرد ما يتعلق بهم أفضل مني، فقد تسربت تفاصيل عديدة من ذاكرتي مع تقدم العمر إلي العدم، اما هو فما تزال ذاكرته فتية، لم يكتف بما أخبرته، بل مضي ليطالع معارك الاستنزاف وأكتوبر.
عندما لاحظ طول صمتي، قال: لماذا لا تذكر الناس بهؤلاء وغيرهم في الظرف العصيب الذي يمر فيه الوطن الآن؟
الثلاثة الذين حدثت الفتي عنهم من كبار قادة القوات المسلحة، أصفهم الآن بالأقباط لكن زمن العبور لم يكن ذلك يعني شيئا، العميد فؤاد غالي قائد الفرقة الثامنة عشرة، احد أهم التشكيلات المقاتلة، انها الفرقة التي حررت القنطرة شرق، عرفته شخصيا، رأيت الصلة بينه وبين جنوده، قبطي، مسلم، لم نكن نفكر هكذا، فؤاد عزيز، حسن أبوسعدة، عبدالمنعم خليل، لم تكن الديانة مطروحة علي الاطلاق، شفيق متري سدراك استشهد في معارك الثغرة، اما العقيد جورج فعلاقتي به تشبه الأساطير.
في مكان ما، ليلة ما، لا أذكر المكان الآن في الصحراء قرب السويس، ليلة زمن حرب الاستنزاف تكاثفت نجومها. نزلت من السيارة بصحبة زميلي مكرم جاد الكريم ومرافق من القوات المسلحة، مشينا مسافة، إلي ان وصلنا مرتفعا من الأرض، تتوسطه فتحة نزلنا منها إلي ممر قصير لنجد أنفسنا في غرفة عمليات حديثة جدا، مركز قيادة أحد ألوية الدفاع الجوي، في هذا المكان التقيت بالعقيد جورج، مصري عتيد، عميق، يفيض جدعنة وعلما وشجاعة، رافقنا في طريق العودة، بقيت في ذاكرتي شخصيته بدون ملامحه، حتي عندما رأيت صورته في صفحة وفيات الأهرام منذ سنوات، احيل إلي التقاعد برتبة الفريق، وطوال سنوات خدمته كنت أسمع أخباره، وأصغي إلي عبارات الاعجاب به، كان شقيقي احد رجال الدفاع الجوي ومنه كنت اطمئن علي العقيد جورج، ظل بالنسبة لي هو العقيد جورج، هو الذي عرفته تلك الليلة، مازلت استعيد عباراته ومشيته، ولا اذكر ملامحه، لذلك تحول عندي العقيد جورج إلي معني، أصبح رمزا لأبناء هذا الوطن الذي لا يعرف التفرقة الدينية في أزمنة عافيته، عندما رأيت نعيه وقفت وبسطت يدي اقرأ عليه الفاتحة، لقد غادر دنيانا، انتقل من حال إلي حال. وبقي عندي وعند من عرفوه رمزا وقدوة.
هأنذا ايها الفتي الطيب، يا من تفيض وطنية وقلقا علي مصر، هأنذا ألبي وأحكي عن العقيد جورج، عن زمن لم تفرق فيه رصاصات العدو بين مسلم ومسيحي، هأنا أذكر، لعل الذكري تبلغ أولئك الذين واجه بعضهم بعضا في الإسكندرية!




اللواء باقى زكى يوسف البطل المصرى الذى هدم خط بارليف



مع احتفالات مصر باعياد السادس من اكتوبر والذي ياتى فى زمن يتم فيه استبعاد الاقباط من المراكز القيادية فى الجيش والشرطة والقيادات المدنية واصبح الاقباط وبكل ما تعنيه الكلمة مواطنون من الدرجة الثانية فى بلدهم وبلد اجدادهم
نود ان نعرض عليكم صورة مضيئة من صور اقباط مصر فى عصرنا الحديث
ننقل لكم المقالة التالية عن جريدة المصرى التى تصدر باستراليا



http://www.elmassry.com/

هذا الرجل الوطنى والشجاع هو أحد ضباط الجيش المصرى الذى استطاع تدمير وتحطيم اكبر ساتر ترابى ألا وهو خط بارليف " عبارة عن جبل من الرمال والاتربة " ويمتد بطول قناة السويس فى نحو 160 كيلومتر من بورسعيد شمالا" وحتى السويس جنوبا" ويتركز على الضفة الشرقية للقناة، وهذا الجبل الترابى كان من اكبر العقبات التى واجهت القوات الحربية المصرية فى عملية العبور إلى سيناء خصوصا" أن خط بارليف قد أنشىء بزاوية قدرها 80° درجة لكى يستحيل معها عبور السيارات والمدرعات وناقلات الجنود إضافة إلى كهربة هذا الجبل الضخم.. ولكن بالعزم والمثابرة مع الذكاء وسرعة التصرف استطاع الضابط باقى زكى من تحقيق حلم الانتصار والعبور عن طريق تحطيم وتدمير وانهيار هذا الخط البارليفى المنيع.. فقد أخترع مدفع مائى يعمل بواسطة المياة المضغوطة ويستطيع أن يحطم ويزيل أى عائق امامه أو أى ساتر رملى أو ترابى فى زمن قياسى قصير وبأقل تكلفة ممكنة مع ندرة الخسائر البشرية ، وللعلم فأن الضابط "باقى زكى يوسف" هو أحد أبناء الكنيسة المصرية القبطية ويمتاز بالتدين والاستقامة فى حياتة.. وقصة أختراعه لهذا المدفع المائى جاءت عندما انتدب للعمل فى مشروع السد العالى فى شهر مايو عام 1969 فقد عين رئيسا" لفرع المركبات برتبة مقدم فى الفرقة 19 مشاة الميكانيكية وفى هذه الفترة شاهد عن قرب عملية تجريف عدة جبال من الأتربة والرمال فى داخل مشروع السد العالى بمحافظة اسوان وقد استخدم فى عملية التجريف مياة مضغوطة بقوة وبالتالى استطاعت إزالة هذه الجبال ثم إعادة شفطها فى مواسير من خلال مضخات لاستغلال هذا الخليط فى بناء جسم السد العالى . وتبلورت هذه الفكرة فى ذهن المقدم باقى وعرضها على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى أمر بتجربتها وفى حالة نجاحها تنفذ فى الحال وقد أجريت تجربة عملية عليها فى جزيرة البلاح بالاسماعيلية على ساتر ترابى نتج عن أعمال التطهير فى مجرى قناة السويس الملاحى والذى يشبه إلى حد كبير خط بارليف أو الساتر الترابى وجاءت وفاة عبد الناصر التى حالت دون تنفيذ تلك الفكرة ، وعندما تم الاستعداد للعبور عام 1973 قام الضابط باقى مع بعض زملائه بتصنيع طلمبات الضغط العالى التى سوف توضع على عائمات تحملها فى مياه القناة ومنها تنطلق بواسطة المدافع المائية وتصوب نحو الساتر الترابى (خط بارليف). وقد نوقشت من قبل عدة أفكار لإزالة هذا الجبل الترابى هل يمكن إزالته بواسطة قصف مدفعى أو بواسطة صواريخ او تفجير أجزاء منه بواسطة الديناميت وبعد مناقشات طويلة ومباحثات استقر رأى الاغلبية من قيادات الجيش على تنفيذ اختراع الضابط باقى زكى يوسف.. وفى ساعة الصفر يوم 6 اكتوبر أنطلق القائد باقى زكى يوسف مع جنوده وقاموا بفتح73 ثغرة فى خط بارليف فى زمن قياسى لا يتعدى ال3 ساعات ، وساعد هذا فى دخول الدرعات المحملة بالجنود والدبابات وكان هذا ضمن الموجات الأولى لاقتحام سيناء وعبور الجيش المصرى الى الضفة الشرقية لخط القناة وهذا العمل الكبير ساعد وساهم فى تحقيق النصر السريع والمفاجىء وقد قدرت كميات الرمال والاتربة التى انهارت وأزيلت من خط بارليف بنحو 2000 مترمكعب وهذا العمل يحتاج إلى نحو 500 رجل يعملون مدة 10 ساعات متواصلة ، وقد نتج عن هذه الرمال والاتربة والمياة المجروفة نزولها إلى قاع القناة.

وبعد أن تم تحقيق الانتصار قررت الدولة والحكومة المصرية ترقية الضابط باقى زكى يوسف إلى رتبة اللواء وإعطائه نوط الجمهورية من الدرجة الأولى تقديرا" لأمتيازه وبطولته فى 6 أكتوبر عام 1973.


إعداد : فيكتور سليمان
الرد مع إقتباس